دراسة حديثة: النساء يحققن مكاسب أكبر من التمارين الرياضية مقارنة بالرجال

3 دقيقة
حقائق عن النشاط البدني: كيف تؤثّر التمارين في الرجال والنساء على نحو مختلف ولماذا؟ وفقاً لدراسة جديدة
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Se_vector
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

هل تُميِّز ممارسة التمارين الرياضة ما بين الذكر والأنثى؟ أو لنقل هل الفوائد الصحية المستمدة من النشاط البدني تختلف حسب الجنس؟ على ما يبدو، نعم. فقد بيّنت دراسة استطلاعية جديدة نُشِرت في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب (Journal of the American College of Cardiology) في فبراير/شباط عام 2024، أن المكاسب التي تحصل عليها النساء من ممارسة قدر مماثل من النشاط البدني تختلف عما يحصل عليه الرجال. فمَن يستفيد أكثر وما أسباب ذلك؟

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تكشف أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في عصرنا الحالي

النساء يحققن ضعف الفائدة التي يحققها الرجال من التمرينات الرياضية نفسها 

توصل الباحثون بعد متابعة البيانات الصحية لنحو 413 ألف شخص بالغ على مدار 20 عاماً، إلى أن النشاط البدني المنتظم في أوقات الفراغ يقلل إلى حدٍ كبير مخاطر الوفاة الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية وأسباب الوفاة الأخرى جميعها وليس فقط أمراض القلب. لكن هذه الفوائد تختلف بين الرجال والنساء؛ فبالنسبة للنساء، انخفض خطر الوفاة الناجمة عن الأسباب جميعها بنسبة 24%، في حين انخفضت نسبة الوفاة عند الرجال بنسبة 15%.

وقد حقق الرجال أقصى فائدة من ممارسة الرياضة فيما يتعلق بالبقاء على قيد الحياة، عند التمرُّن لنحو 300 دقيقة من النشاط البدني المعتدل إلى القوي أسبوعياً، بينما حققت النساء فوائد مماثلة عند التمرّن بمعدل 140 دقيقة أسبوعياً، ثم حققن نتائج إضافية عند التمرن نحو 300 دقيقة أسبوعياً؛ أيّ زادت نسبة النجاة من الوفاة من 15% عند 140 دقيقة أسبوعياً إلى 24% عند التمرن 300 دقيقة أسبوعياً. كان هذا صحيحاً بالنسبة للوفيات الناجمة عن الأسباب والوفيات جميعها الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، ولم يكن نوع النشاط الرياضي مهماً، سواء كان تمارين هوائية أو تمارين القوة.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تُثبت مخاطر صحية مرتبطة بالأطعمة الجاهزة لاحتوائها على جزيئات بلاستيكية

كيف فسّر الباحثون اختلاف تأثير النشاط البدني في تقليل خطر الوفاة بين الرجال والنساء؟

من المعلوم أن الرجال يمتلكون قدرة أكبر على ممارسة التمارين الرياضية مقارنة بالنساء في الأعمار جميعها، ويُعزى ذلك جزئياً إلى أن الرجال يمتلكون عادةً قلوباً أكبر، وممرات هوائية رئوية أوسع، وقدرة رئوية أعلى كفاءة في نقل الأوكسجين المستنشق إلى مجرى دم، كما يمتلكون أليافاً عضلية أكبر مقارنة بالنساء. ومع ذلك، اكتسبت النساء فوائد نسبية أكبر عند ممارسة القدر نفسه من النشاط البدني، فلماذا؟

قد يُعزى ذلك إلى أن أجسام النساء تتمتع بقدرة أفضل على تنظيم تدفق الدم إلى العضلات في أثناء التمرين، إلى جانب تمتعها بكثافة أعلى من الشعيرات الدموية لكل وحدة من العضلات الهيكلية مقارنة بالرجال، ما يسمح بتوصيل الأوكسجين والمواد المغذية إلى العضلات في أثناء التمرين على نحو أكثر كفاءة. إذاً، وعلى الرغم من أن النساء قد يبدأن بكتلة عضلات أقل من الرجال، فإن المكاسب النسبية التي يحققنها من خلال النشاط البدني لها تأثير أكثر وضوحاً في تقليل خطر الوفاة.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تؤكد التأثير السلبي للكافيين فيمَن يعملون ليلاً

فضلاً عن أن نوع الألياف العضلية المختلفة بين الجنسين ووظيفتها يؤدي دوراً أيضاً في اختلاف الإستجابة للتمارين؛ إذ يمتلك الرجال نسبة أكبر من الألياف العضلية المحلِّلة للسكر من النوع الثاني بينما تمتلك النساء نسبة أكبر من الألياف العضلية المؤكسدة من النوع الأول. تسهم هذه الاختلافات في زيادة حساسية جسم المرأة تجاه الخمول البدني، لكنها تزيد سرعة تكيِّف أجسادهن أيضاً عند ممارسة الرياضة، وتسهم في حدوث تحسُّنٍ أكبر في قوة العضلات وصحة القلب والأوعية الدموية مقارنة بالرجال عند ممارسة القدر ذاته من النشاط البدني.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: الأغذية التي تحوي الدهون والسكريات تحفّز الجوع والإفراط في تناول الطعام

كيف تدمج التمارين الرياضية في روتينك اليومي؟

تبيّن هذه الدراسة أهمية ممارسة النشاط البدني سواء للرجال والنساء على السواء، لذلك وإن كنت ترغب في البدء بممارسة التمارين الرياضية بانتظام، لكنك لا تعلم كيف تلتزم بها، فإليك بعض النصائح الفعّالة التي ستساعدك على دمج النشاط البدني في روتينك اليومي:

  • اجعلها عادة: حدد مسبقاً مواعيد التمارين الرياضية ودوِّنها حتى تمتلك خطة واضحة لما تريد فعله. اختر وقتاً محدداً يناسبك، واجعلها جزءاً منتظماً من روتينك. ومن المفيد أن تحدد أهدافاً واقعية وأن تبدأ بتدريبات صغيرة، حتى ولو 5 دقائق فقط، وذلك للتغلب على الأعذار وبناء الزخم. البدء بخطوات صغيرة ومستمرة يمكن أن يؤدي إلى عادات تمرين أطول وأكثر اتساقاً، ويبني الثقة بالنفس.
  • قسِّم تمرينك إن لم تستطع القيام به دفعة واحدة: لست بحاجة إلى القيام بتمرينك كله مرة واحدة؛ إذ يمكنك تقسيمه إلى جلسات أقصر على مدار اليوم والحصول على فاعلية جلسة واحدة طويلة.
  • مارس التمارين مع صديق: قد يسهم العثور على شريك في التمرين على تحفيزك ويزيد احتمالية التزامك بروتينك.
  • كافئ نفسك: حدِّد أهدافاً قصيرة المدى وكافئ نفسك على تحقيقها.
  • حافظ على رطوبة جسمك: تذكّر أن تشرب الكثير من الماء قبل وفي أثناء وبعد التمرينات للحفاظ على رطوبة جسمك على نحو صحيح.