دراسة حديثة تكشف أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في عصرنا الحالي

3 دقيقة
دراسة حديثة تكشف أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في عصرنا الحالي
حقوق الصورة: shutterstock.com/ lassedesignen
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في مجال الصحة، اعترف الأطباء منذ فترة طويلة بالالتهاب المزمن والفقر باعتبارها عوامل خطر ترتبط بالعديد من الحالات الصحية والوفاة المبكرة. ومع ذلك، فقد كشفت دراسة حديثة نشرت في دورية آفاق في الطب (Frontiers in Medicine) عن تأثير تآزري لهذين العاملين يزيد معدل الوفيات لبعض الأمراض ويقلل من متوسط العمر.

الفقر أحد مسببات الموت الأكثر شيوعاً

يمكن للفقر أن يرتبط بالعديد من المشكلات الصحية بآليات مختلفة، مثل:

  • القيود المالية: غالباً ما يفتقر الأشخاص الذين يعيشون في فقر إلى الموارد المالية اللازمة لتحمل تكاليف الغذاء والرعاية الصحية الجيدة.
  • نقص المعلومات الصحية: قد يؤدي نقص المعرفة والوعي بالمخاطر الصحية إلى خيارات غير صحية في نمط الحياة، ما يسهم في تدهور الصحة.
  • التوتر والصحة النفسية: يسبب العيش في فقر ضغوطاً قد تؤثر سلباً على الصحة النفسية.
  • البيئة: تتواجد المجتمعات الفقيرة في مناطق تعاني من ظروف معيشية سيئة، بما في ذلك التلوث وعدم إمكانية الوصول إلى المياه النظيفة ومرافق الصرف الصحي.
  • خسارة الدخل: يمكن أن يؤدي المرض إلى خسارة كبيرة في الدخل، خاصة في البلدان النامية. حيث إن مرض معيل الأسرة، لا يحمل الأسرة عبء النفقات الطبية فحسب، بل ستفقد أيضاً الدخل الذي كان يجلبه هذا الشخص.

اقرأ أيضاً: هل مشاكل الصحة العقلية تؤدي إلى الفقر أم العكس؟

الأمراض التي يتسبب بها الفقر

يمكن أن يؤدي  الفقر إلى العديد من الأمراض بما في ذلك:

  • الأمراض المرتبطة بسوء التغذية: مثل توقف النمو لدى الأطفال، وضعف أجهزة المناعة، وفقر الدم.
  • الأمراض المعدية: مثل أمراض الجهاز التنفسي والإيدز والملاريا والسل.
  • الأمراض غير المعدية: على الرغم من ارتباطها بالبلدان الأكثر ثراءً، إلا أن الأمراض غير المعدية، مثل أمراض القلب والسكري والسرطان، تؤثر بشكل متزايد على السكان ذوي الدخل المنخفض.
  • اضطرابات الصحة النفسية: مثل الاكتئاب والقلق.

ما علاقة الالتهاب بالأمراض؟

الالتهاب هو استجابة طبيعية لجهاز المناعة في الجسم للإصابة أو العدوى بالفيروسات أو البكتيريا أو التعرّض لمواد كيميائية سامة. فعندما تكتشف الخلايا المناعية وجود إشارة “خطر”، ترسل مجموعة من المواد الكيميائية المخصصة لقتل الجسم الغريب، وتصبح الأوعية الدموية في المنطقة أكثر نفاذية للسماح للخلايا المناعية والبروتينات بالانتقال من الدم إلى الأنسجة بسهولة أكبر، حيث يمكنها العمل على إصلاح الضرر أو محاربة أي غزاة، وهو السبب في الاحمرار والتورم والألم المصاحب للالتهاب.

ومع ذلك عندما يصبح الالتهاب مزمناً؛ كما يحدث لدى التعرّض للسموم البيئية، أو بعض الأنظمة الغذائية، أو اضطرابات المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل، أو الأمراض المزمنة، يستمر الجهاز المناعي في إرسال المواد والخلايا الالتهابية حتى في حالة عدم وجود مادة غريبة لمحاربتها، ما قد يؤدي إلى تلف أنسجة الجسم والأعضاء السليمة، ويتسبب بالإصابة بالعديد من الأمراض.

اقرأ أيضاً: مؤشرات صحية تكشفها قوة قبضة يدك

الأمراض المرتبطة بالالتهاب المزمن

يرتبط الالتهاب المزمن بالعديد من الأمراض، مثل:

  • أنواع من السرطان.
  • أمراض المناعة الذاتية، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي.
  • أمراض التمثيل الغذائي، مثل مرض السكري من النوع 2.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
  • أمراض الجهاز الهضمي، مثل داء كرون والتهاب الأمعاء.
  • أمراض الرئة، مثل الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD).
  • اضطرابات الصحة النفسية، مثل الاكتئاب والقلق.
  • الأمراض العصبية، مثل مرض ألزهايمر وباركنسون.

دراسة التأثير التآزري للفقر والالتهاب المزمن

حلّلت الدراسة، التي قادها باحثون في كلية الصحة العامة والمهن الصحية بجامعة فلوريدا (University of Florida)، بيانات لنحو 95 مليون مشارك أميركي تبلغ أعمارهم 40 عاماً فما فوق، وانخفض دخل أسرهم إلى ما دون خط الفقر، وهي أسر مسجلة بين عامي 1999-2002 من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية (NHANES)، وتمت متابعتهم حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول 2019. 

ولدراسة آثار الفقر والالتهابات بشكل منفصل ومشترك على خطر الإصابة بجميع مسببات الأمراض ومتوسط العمر، اعتمد الباحثون ما يلي:

  • معدلات الوفاة لمدة 15 عاماً، بدمج الباحثين بيانات (NHANES) مع مؤشر الوفاة الوطني الأميركي.
  • نسبة الالتهاب المزمن، من خلال تركيز البلازما لبروتين سي التفاعلي عالي الحساسية (hs-CRP)، الذي ينتجه الكبد استجابة لإفراز الإنترلوكينات بواسطة الخلايا المناعية والدهنية، والمدرج ضمن بيانات (NHANES). حيث استخدم فريق الباحثين عتبة التركيز 0.1 ميلغرام/ ديسيلتر دليلاً لوجود التهاب جهازي مزمن.

صنّف الباحثون المشاركين في أربع فئات:

  • مع التهاب مزمن.
  • من دون التهاب مزمن.
  • يعيشون تحت خط الفقر.
  • لا يعيشون تحت خط الفقر.

 وبالمقارنة بين معدل الوفيات لهذه الحالات توصلوا إلى ما يلي:

  • كان المشاركون معرضين للوفاة بأي سبب من مسببات الموت بنسبة 50% للذين يعانون من الفقر، وكذلك بنسبة 50% لمن يعاني من الالتهاب.
  • ازداد خطر الموت لدى المشاركين الذين يعانون من الالتهاب والفقر بنسبة 127% بسبب أمراض القلب، وبنسبة 196% بسبب السرطان.

اقرأ أيضاً: دراسات استمرت لعقود تربط بين الأطعمة فائقة المعالجة والإصابة بالسرطان والموت المبكر

قال أحد مؤلفي الدراسة والأستاذ المشارك في جامعة فلوريدا: “إذا كانت تأثيرات الالتهاب والفقر على معدل الوفيات مضافة، فسنتوقع زيادة بنسبة 100% في معدل الوفيات للأشخاص الذين يعانون كلا العاملين. ولكن بما أن الزيادات الملحوظة بنسبة 127% و196% أكبر بكثير من 100%، فإننا نستنتج أن التأثير المشترك للالتهاب والفقر على الوفيات هو تأثير تآزري”.