منذ نحو 252 إلى 201 مليون سنة، اختفى نحو 76% من جميع الأنواع البحرية والبرية من على وجه الأرض. ويُعتقد على نطاق واسع أن حدث الانقراض الجماعي الترياسي- الجوراسي هو ما ساعد الديناصورات في النهاية في السيطرة على المشهد الطبيعي، لكن العلماء ما زالوا لا يفهمون كيف حدث ذلك ولماذا. لكن دراسة جديدة في هذا الصدد نُشرت مؤخراً في مجلة كرنت بيولوجي تشير إلى أن التغيّر المناخي، وليس المنافسة بين الأنواع، هو ما ساعد الديناصورات في الارتقاء إلى قمة السلسلة الغذائية.
اقرأ أيضاً: اكتشاف انقراض جديد سمح للديناصورات بالاستيلاء على الأرض
ازدهرت أنواع الديناصورات الشبيهة بالصربوديات، وأصبحت لاحقاً الأنواع العاشبة العملاقة التي سادت خلال العصر الجوراسي (مثل ديناصورات الديبلودوكس والبراكيوصوروس) وتوسعت إلى مناطق جديدة مع ارتفاع درجة حرارة الأرض. تُعرف هذه الديناصورات بأجسامها الضخمة وذيولها الطويلة وأعناقها التي تشبه عنق الزرافة المقترنة برأس صغير في نهايتها.
كيف ارتقت الديناصورات إلى قمة السلسلة الغذائية؟
قارن فريق من علماء الحفريات من المملكة المتحدة وألمانيا والبرازيل مخرجات النماذج الحاسوبية للظروف المناخية العالمية، مثل معدل الأمطار والحرارة، مع بيانات حول المواقع المختلفة للديناصورات خلال هذه الفترة الزمنية. وقد أظهر عملهم كيف ارتقت الصربوديات والحيوانات الشبيهة بها إلى قمة السلسلة الغذائية خلال هذه الفترة المضطربة على الأرض.
تقول المؤلفة المشاركة للدراسة وعالمة الحفريات في جامعة فريدريك ألكسندر إيرلانغن نورنبرغ، إيما دن، في بيان: «تشير بياناتنا إلى أن الفقاريات الأخرى الكبيرة لم تكن متفوقة على الديناصورات، بل كانت التغيّرات في الظروف المناخية هي ما حدّ من تنوعها. ولكن بمجرد تغير هذه الظروف خلال الفترة الفاصلة بين العصر الترياسي والجوراسي، كانت قادرة على الازدهار مجدداً. كانت النتائج مفاجئة إلى حد ما، حيث اتضح أن الصربوديات كانت انتقائية للغاية منذ البداية؛ ففي وقت لاحق من تطورها، بقيت في المناطق الأكثر دفئاً وتجنبت المناطق القطبية».
اقرأ أيضاً: هل تصارعت الأنكيلوصورات مع بعضها باستخدام ذيولها؟
الانقراض الترياسي-الجوراسي
لا يزال السبب المباشر لحدث الانقراض الترياسي-الجوراسي مثار جدل بين العلماء. يعتقد بعض العلماء أن تغير المناخ وارتفاع مستوى سطح البحر نجم عن إطلاق كميات كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون سريعاً عندما بدأت القارة العظمى "بانجيا" في التصدع، ما أدى إلى نشوء ثورات بركانية مدمرة. ومع بدء الكتل الأرضية التي تمثل الآن شرق أميركا الشمالية وشمال غرب إفريقيا بالانقسام، من المحتمل أنه قد تم إطلاق نحو 100 ألف غيغا طن من ثاني أوكسيد الكربون في الغلاف الجوي. من المرجح أن تكون كميات ثاني أوكسيد الكربون الإضافية هذه قد عززت تأثير غازات الدفيئة على مستوى العالم، ما أدى لزيادة درجات حرارة الهواء ما بين 18 إلى 27 درجة فهرنهايت.
سيتم إجراء المزيد من الأبحاث لفهم تأثيرات تغيّر المناخ بشكل أفضل بعد انقراض الديناصورات.
يقول عالم الحفريات بجامعة برمنغهام، ريتشارد باتلر، في بيان: «بعد ذلك، سنستخدم نفس التقنيات لفهم دور المناخ خلال الـ 120 مليون سنة التالية من تاريخ الديناصورات».