بحث جديد يكشف العلاقة بين إهمال صحة الفم والإصابة بسرطان البنكرياس

2 دقيقة
حقوق الصورة: مي-فيري/ شتر ستوك.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أصبحت أبحاث الميكروبيوم أكثر شيوعاً في القرن الحادي والعشرين، وازدادت أهمية البكتيريا الموجودة في الجسم بشكلٍ أكبر بعد معرفة دورها في الإصابة بالأمراض أو الوقاية منها، إذ تبين في بحث حديث أن الميكروبيوم في الفم قد يكون مسؤولاً عن سرطان البنكرياس، فما قصة هذا البحث؟

اقرأ أيضاً: لمَ ترتفع إنزيمات الكبد عند الإصابة بالسرطان؟

ارتباط سرطان البنكرياس مع بكتيريا الفم

كشفت دراسة أجرتها كلية طب الأسنان في جامعة هداسا ونُشِرت في 17 يناير/ كانون الثاني 2024 في دورية غات عن وجود صلة مهمة بين بكتيريا الفم وتطور سرطان البنكرياس لدى الفئران، ما يؤكد أهمية صحة الفم وارتباطها مع سلامة البنكرياس. 

تُعدّ البكتيريا الموجودة في الفم سبباً في الإصابة بتسوس الأسنان، ومن المعروف أنها تزيد من خطر الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي وجفاف الفم ومتلازمة شوغرن وأمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري واضطرابات الأكل. 

آلية القيام بدراسة الربط بين بكتيريا الفم وسرطان البنكرياس 

ضمت الدراسة التي أجرتها جامعة هداسا ما يلي:

  • درس الباحثون مجموعة فئران نموذجية للأبحاث تحتوي على طفرة كيه راس (KRAS) التي تحفّز حدوث السرطان، وتُستخدم هذه الفئران في دراسات تطور السرطان وتحديد أسبابه.
  • أعطى الباحثون بكتيريا بورفيروموناس جينجيفاليس (Porphyromonas gingivalis) على لثتها، وهو نوع بكتيريا لاهوائية شائع يرتبط بأمراض اللثة. 
  • عُثِرَ على بكتيريا بورفيروموناس اللثوية في بنكرياس الفئران السليمة بعد وضعها على لثتها، ونجم عن ذلك تشوهات في البنكرياس وانتشرت هذه البكتيريا بها، ما أثّر في توازن الميكروبيوم في البنكرياس. 
  • أسهمت بكتيريا بورفيروموناس اللثوية في تسريع تطور تشوهات البنكرياس المبكرة إلى سرطان البنكرياس من نوع سرطان البنكرياس الغدي القنوي (PDAC) لدى الفئران التي تحتوي على طفرة كيه راس. 
  • قامت بكتيريا بورفيروموناس اللثوية داخل خلايا سرطان البنكرياس بحماية هذه الخلايا السرطانية من موت الخلايا بوساطة أنواع الأوكسجين الناتج عن نقص المغذيات، ما عزز انتشار السرطان وبقاءه.

تؤكد نتائج الدراسة وجود صلة مباشرة بين بكتيريا بورفيروموناس اللثوية وتطور سرطان البنكرياس لدى الفئران، ما يقدّم رؤى مهمة حول كيفية تطور هذا السرطان الخطير، ويشير إلى الصلة بين صحة الفم وزيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس وهذا الارتباط لم يكن معروفاً سابقاً بشكلٍ واضح.

اقرأ أيضاً: ما أعراض سرطان البنكرياس؟

ما هو سرطان البنكرياس؟

يُعدّ سرطان البنكرياس من أكثر أنواع السرطان خطورة، إذ لا يمكن كشفه في المراحل المبكرة ما يقلل بشكلٍ كبير من فرص علاجه بسبب انتشاره في أنحاء الجسم كافة، ويُعدّ سرطان البنكرياس الغدي القنوي من أشهر أنواع سرطانات البنكرياس، بالإضافة إلى ذلك يعد سرطان البنكرياس مقاوماً للعديد من أدوية السرطان الشائعة، ما يجعل علاجه صعباً للغاية.

عوامل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس

تشمل عوامل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس ما يلي:

  • تدخين السجائر وأشكال التبغ الأخرى مثل الشيشة.
  • البدانة، وبشكلٍ خاص امتلاك وزن زائد حول الخصر.
  • مرض السكري، وبشكلٍ أساسي السكري من النوع الثاني، وقد يكون ظهور مرض السكري المفاجئ علامة على سرطان البنكرياس.
  • التعرّض لبعض المواد الكيميائية، مثل المبيدات الحشرية والبتروكيماويات.
  • التهاب البنكرياس المزمن، وهو التهاب دائم في البنكرياس.

اقرأ أيضاً: متى يصبح السرطان مهدداً للحياة؟

أهمية دراسة ربط ميكروبات الفم بسرطان البنكرياس

تشير نتائج الدراسة إلى أن هناك احتمالاً حقيقياً بأن أمراض اللثة يمكن أن تكون مرتبطة بخطر الإصابة بسرطان البنكرياس وسرعة انتشاره في الجسم، ويمكن للمعلومات الناتجة عن هذه الدراسة أن تساعد على تقليل خطر الإصابة بسرطان البنكرياس أو لتحسين العلاجات الحالية له من خلال علاج الالتهابات الفموية وتعزيز صحة الفم. 

يمكن لميكروبيوم الفم أن يعمل كمؤشر يدل على احتمال الإصابة بسرطان البنكرياس من خلال تصميم اختبارات لعابية تكشف بكتيريا بيفورموناس اللثوية، وقد يؤدي القيام بالمزيد من الدراسات حول البكتيريا الفموية في تطوير استراتيجيات أكثر فاعلية للوقاية من سرطان البنكرياس وعلاجه وإبطاء تقدمه، ما قد يعطي فرصة أفضل لنجاة المصابين بهذا السرطان الخبيث.