التهاب عضلات الرقبة: السبب الخفي وراء الصداع الشائع فماذا تعرف عنه؟

2 دقيقة
التهاب عضلات الرقبة: السبب الخفي وراء الصداع الشائع فماذا تعرف عنه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Prostock-studio

على الرغم من التقدم والتطور الطبي التقني، فإن هناك مجموعة من إشارات الاستفهام العالقة بما يخصُّ بعض الحالات الصحية، بما في ذلك الصداع الأولي، إذ تُرفع الرايات البيضاء بكثرة عندما يدور الحديث حول الأسباب الدقيقة للصداع، وغالباً ما يُستسلم للحالة وتُنسب للتعب أو قلة النوم أو سوء التغذية.

وحديثاً، توصلت مجموعة من الباحثين في الاجتماع السنوي للجمعية الإشعاعية في أميركا الشمالية (Radiological Society of North America) إلى أدلة موضوعية تظهر تورط عضلات الرقبة في الصداع الأولي، ما يمكن أن يمهّد الطريق لعلاجات أكثر فاعلية للصداع.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: الأغذية التي تحوي الدهون والسكريات تحفّز الجوع والإفراط في تناول الطعام

آلام الرقبة المُهمَلة قد تكون السبب وراء الصداع الأولي

كان الهدف من الدراسة هو التحقق من علاقة العضلات بحدوث اضطرابات الصداع الأولية، حيث دُرِست الحالة العامة وصحة العضلات عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي الكمي الثلاثي الأبعاد والفحص البدني، وكانت النتائج تتعلق بمدى قوة العلاقة بين وجود الالتهاب في العضلات وشدة تكرار الصداع وآلام الرقبة.

حيث يقول الطبيب نيكو سولمان، كبير مؤلفي الدراسة وطبيب في قسم الأشعة التشخيصية والتداخلية في مستشفى جامعة مدينة ميونيخ الألمانية: "يوفّر نهج التصوير هذا القدرة على قياس شدة الالتهاب بدقة عالية ما يوفّر دليلاً موضوعياً يُحدد العلاقة المتكررة لعضلات الرقبة في الصداع الأولي، مثل آلام الرقبة في الصداع النصفي أو الصداع الناتج عن التوتر، وذلك باستخدام القدرة على قياس الالتهاب الدقيق داخل العضلات". 

وفيما يخصُّ الدراسة، شملت 50 مشاركاً معظمهم كان من الإناث اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و31 عاماً، ومن بين مجموع المشاركين شكا 16 من الصداع التوتري و12 من الصداع النصفي -والذي يُعرف بالشقيقة- بالإضافة إلى الصداع التوتري. وبالمقابل قورنت النتائج التي استُخلِصت من الأفراد الذين يعانون الصداع الأولي بمجموعة من الضوابط الصحية، والتي تضمنت 22 فرداً. 

اقرأ أيضاً: العلماء يكتشفون أخيراً الإنزيم الذي يمنح البول لونه الأصفر

نقاط تحفيز أعلى للعضلات تعني حالة التهابية أشد

إلى جانب التصوير بالرنين المغناطيسي الكمي الثلاثي الأبعاد، خضع المشاركون جميعهم إلى تجزئة العضلات شبه المنحرفة الثنائية يدوياً، حيث تساعد هذه الإجراءات على تحديد نقاط تحفيز الليف العضلي، والتي تُعتبر بديلاً لتقدير الالتهاب الناشئ في كلِّ من الألياف العضلية والعصبية من خلال تحديد درجة زيادة حساسية الألياف العصبية داخل أنسجة الليفي العضلي. وطُلِب من المشاركين ملء استبيان يتضمن تحديد شدة الصداع لمَا يعانيه وعدد أيام الإصابة بالصداع في الشهر، بالإضافة إلى وجود أي آلام رقبية مرافقة.

أظهر المرضى الذين شكوا من الصداع التوتري أو الصداع النصفي ازدياد عدد نقاط التحفيز الليفي العضلي للعضلات، ولكن العدد كان أكبر لدى المرضى الذي يشكون من نوعي الصداع والمرضى الذين سجّلوا قيماً أعلى لعدد أيام الشكوى من الصداع ومرضى الآلام الرقبية، ما يشير إلى وجود حالة التهابية ذات شدة أعلى عند المرضى الذين يشكون من الصداع عدة أيام أكثر مقارنة بمجموعة الضوابط.

قال الطبيب سولمان بهذا الخصوص: "إن التغيرات الالتهابية الكمية في عضلات الرقبة ترتبط بشكلٍ واضح بعدد الأيام التي يتعايش فيها المريض مع الصداع ومع وجود آلام الرقبة، الأمر الذي يوجِّه وبقوة للدور الخفي الذي قد يؤديه الالتهاب في تحريض نوب الصداع".

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تكشف أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في عصرنا الحالي

ما الآفاق المستقبلية القائمة على نتائج هذه الدراسة؟

تدعم النتائج التي توصلوا إليها الدور الذي تؤديه صحة عضلات الرقبة في الآلية الإمراضية لحدوث الصداع الأولي، فمعرفة العامل المسبب بشكلٍ جيد تسهّل إيجاد علاجات أكثر فاعلية ونوعية. وفي مثل هذه الحالة، عوضاً عن التركيز على علاج العرض -وهو الصداع- يُمكن إيجاد علاج لالتهاب وألم الرقبة أي العوامل المحرضة بالدرجة الأولى، ما بدوره ينعكس إيجاباً على الأعراض ويُقلل من ظهور الأعراض، كما أن خيارات العلاج غير الجراحية التي تستهدف بشكلٍ مباشر مواقع الألم في عضلات الرقبة ستكون أكثر فاعليةً وأماناً لعلاج الصداع من علاجه عن طريق استخدام مسكنات الألم جهازياً.

المحتوى محمي