الكشف عن طريقة فريدة لتحنيط التماسيح في مصر القديمة

2 دقائق
باحثون يكشفون عن طريقة فريدة لتحنيط التماسيح في مصر القديمة
لمحة عامة عن التماسيح المحنطة أثناء التنقيب عنها. باتري مورا ريودافيتس عضو فريق التقيب في موقع قبة الهوى.

لم يكن التحنيط مقتصراً على الأجساد البشرية في مصر القديمة، فقد اكتشف علماء الآثار الكثير من جثث الحيوانات المحنطة، مثل القطط والصقور وأفعى الكوبرا، في المقابر في جميع أنحاء مصر، كما قام المصريون القدماء بتحنيط الحيوانات المفترسة الضخمة والمرعبة، مثل بعض أنواع التماسيح التي تعيش في نهر النيل، والتي قد يصل وزنها إلى 225 كيلوغراماً. في هذا الصدد، تلقي دراسة جديدة نُشرت في 18 يناير/ كانون الثاني في مجلة "بلوس ون" نظرة فاحصة على هذه الزواحف المحفوظة حتى الآن.

اقرأ أيضاً: بحث جديد يلقي الضوء على جينوم أول حيوان ثديي تطور على الأرض

طريقة فريدة لتحنيط التماسيح

في تفاصيل الدراسة، وجد فريق الباحثين من مؤسسات علمية مختلفة في بلجيكا وإسبانيا، أن التماسيح قد تم تحنيطها بطريقة فريدة في موقع دفن قبة الهوى في أسوان بمصر خلال القرن الخامس قبل الميلاد. في الواقع، هناك المئات من مومياوات التماسيح في المتاحف حول العالم، لكن نادراً ما تتم دراستها عن كثب. في الدراسة الجديدة، درس الفريق مورفولوجية وطريقة حفظ 10 مومياوات تمساح تم العثور عليها في مقابر صخرية في قبة الهوى على طول الضفة الغربية لنهر النيل عام 2018، يتراوح طولها من 1.5 إلى 3.5 أمتار.

تضمنت المومياوات المدروسة مومياوات كاملة و5 هياكل عظمية جزئية وجماجم معزولة.

تقول المؤلفة المشاركة في الدراسة من المعهد الملكي البلجيكي للعلوم الطبيعية، بيا دي كوبر، لمجلة العلوم للعموم: «اكتشاف هذه التماسيح المحنطة استثنائي. بصفتي متخصصة في علم آثار الحيوان وعلى دراية بعظام الحيوانات، ذُهلت بالجماجم الرائعة لهذه التماسيح، وسُعدت جداً بأن أُتيحت لي فرصة دراسة بقاياها».

كانت لدى قدماء المصريين طريقة فريدة لتحنيط التماسيح.
منظر ظهري لكامل التمساح. حقوق الصورة: دي كوبر وآخرون، مجلة بلوس ون، 2023.

مومياوات التماسيح

يعتقد الفريق أن هناك نوعين من مومياوات التماسيح المحنطة (تماسيح النيل وتماسيح غرب إفريقيا) بناءً على مورفولوجيتها. وقد وجد الفريق أيضاً أن طريقة حفظها مختلفة عن طريقة حفظ المومياوات في مواقع أخرى، حيث لم يعثروا على أدلة تشير إلى استخدام الراتنج لسد الثقوب في الجثث أو نزع أحشائها كجزء من عملية التحنيط.

تقول دي كوبر في هذا الصدد: «يُفترض أن التماسيح دُفنت بالرمال أو تُركت في البداية على سطح ما لتجف بشكل طبيعي، وبالتالي فإن أحشاءها لم تُنتزع منها على الأرجح».

تشير الطريقة التي تم بها تحنيط التماسيح إلى أنها تمت في عصر ما قبل البطالمة أو قبل عهد حكم سلالة بطليموس في مصر، والتي تنتمي إليها كليوباترا السابعة. ووفقاً للباحثين، يتسق أسلوب التحنيط هذا مع المرحلة الأخيرة من الممارسات الجنائزية التي كانت متبعة خلال القرن الخامس قبل الميلاد.

يمكن أن تساعدنا مقارنة المومياوات وطرق تحنيطها في دراسة أنماط وممارسات استخدام الحيوانات والحفاظ على الجثث عبر التاريخ.

اقرأ أيضاً: اكتشافات أثرية جديدة في مصر منها ملكة لم تذكرها السجلات التاريخية

غياب الحمض النووي القديم للتماسيح: أحد عيوب الدراسة

لهذه الدراسة قيدان، الأول هو عدم وجود الحمض النووي القديم للتماسيح، والآخر عدم استخدام تكنولوجيا التأريخ بالكربون المشع.

تقول دي كوبر: «افترضنا وجود نوعين من التماسيح (تماسيح النيل وتماسيح غرب إفريقيا) في المقبرة، وبالطبع سيكون من المفيد تأكيد ذلك باستخدام تحليل الحمض النووي. استناداً إلى السياق الأثري وعدم وجود أدلة على استخدام مواد خاصة أثناء التحنيط، نعتقد أن مومياوات التماسيح تعود إلى ما قبل العصر البطلمي، وسيكون من المفيد أيضاً إجراء اختبار التأريخ بالكربون المشع عليها للتأكد من ذلك».

ستساعد الأبحاث الإضافية التي تنطوي على استخدام تحليل الحمض النووي والتأريخ بالكربون المشع العلماء اليوم في فهم الممارسات الثقافية للمصريين القدماء بشكل أفضل.

المحتوى محمي