تُعد العناية بالشعر المجعّد (الكيرلي) أو الخشن أمراً صعباً، وعلى الرغم من توفر العديد من العلامات التجارية التي تركز في منتجاتها على التعامل مع أنواع مختلفة من الشعر، فقد أُجريت غالبية الدراسات على خصل الشعر الآسيوي أو الأوروبي الذي يكون أملساً أو متموجاً، وقد تكون نصائح العناية بالشعر الكثيف الطويل ذي التموجات الخفيفة متناقضة وذات نتائج متفاوتة.
دراسة خصائص الشعر المتموج
يعمل فريق من العلماء على توضيح هذه الأفكار من خلال تحديد خصائص الشعر؛ مثل عدد التموجات في طول معين من الشعر، لمساعدة الناس على اختيار المنتجات الأفضل للحصول على النتائج المرجوّة، وستُعرض نتائج هذه الدراسات في اجتماع الجمعية الكيميائية الأميركية هذا الربيع.
اقرأ أيضاً: دراسة: السُمنة تُضعف الشعر وتسبب تساقطه
تقول عالمة الكيمياء بجامعة سبيلمان والباحثة الرئيسية في هذا المشروع، ميشيل غينز (Michelle Gaines) في بيان صحفي: "بصفتي أميركية من أصل إفريقي، لدي شعر مجعد جداً منذ الولادة، ومن الصعب تصفيفه، ويمكن أن تمتلك الأعراق الأخرى خصائص شعر مماثلة".
عندما أصبحت غينز حاملاً، توقفت عن استخدام المواد الكيميائية لتنعيم الشعر ولاحظت توفّر مجموعة متنوعة من المنتجات للعناية بالشعر الطبيعي وتصفيفه. وقد عانت غينز نقص الإرشادات حول أفضل الخيارات للعناية بشعرها، بالإضافة إلى تلقيها نصائح متضاربة على وسائل التواصل الاجتماعي ومن الأصدقاء.
تقول غينز: "بصفتي عالمة مواد وكيميائية مختصة بالبوليمرات، رأيت أنه سيكون من المفيد تنفيذ مشروع لدراسة تفاصيل شعري، لأنها لم تكن مفهومة بدقة".
أرادت غينز معرفة إمكانية تحديد الاختلافات في خصائص الشعر بعيداً عن شكله وقوّته، واستخدام هذه الاختلافات لإعداد نظام تصنيف أدق بالتعاون مع فريق من الطلاب الجامعيين والمساعدين في جامعة سبيلمان وجامعة ماساتشوستس في مدينة آمرست (University of Massachusetts Amherst).
دراسة نسبة التمدد للشعر المجعد
درس الفريق الشعر المتموج والمجعد والخشن وقاس خواصه الميكانيكية باستخدام جهاز تحليل القوام. عندما تُفرد خصلة من الشعر المجعد حتى تختفي تجعيداته تماماً ويتكسّر، تقيس أجهزة تحليل القوام عوامل الضغط والقوة وغيرها، ومن النتائج التي توصل الفريق إليها مؤشر حديث يسمَّى "نسبة التمدد" (stretch ratio)، وهو يحدد القوة المطلوبة لإزالة تجعيدات الشعر حتى يصبح مستقيماً.
كانت نسبة التمدد ضئيلة جداً بالنسبة إلى الشعر الأملس، وبلغت نحو 0.8 للشعر المتموج، و1.1 للشعر الخشن، و1.4 للشعر المجعّد. يعتقد الفريق أن هذا المعيار يمكن أن يكون طريقة قابلة للقياس الكمي للتمييز بين أنواع الشعر لأنه يشير إلى درجة التجعّد الأصلي في الشعر.
اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين صبغات الشعر ومخاطر الإصابة بالسرطان والوفاة؟
كما قاس الفريق أيضاً الخصائص الهندسية للشعر؛ وتشمل القطر والمقطع العرضي والشكل الثلاثي الأبعاد، وساعده ذلك على تطوير معاييرَ جديدة مثل عدد التموجات أو التجعيدات أو اللفائف الكاملة في طول 3 سنتيمترات من الشعر. ووفقاً للنتائج؛ ضمت كل 3 سنتيمترات في الشعر المتموج أقل من تجعيدة واحدة كاملة، وضمت في الشعر المجعّد تجعيدتين كاملتين، ونحو 3 تجعيدات كاملة أو أكثر في الشعر الخشن أو شديد التجعّد. يمكن أن تساعد هذه النتائج الأشخاص على معرفة أنواع أشعارهم من خلال حساب عدد التجعيدات فيها.
كما بدأت غينز بدراسة الطبقة التي تحمي سطح ألياف الشعر، أو قشرة الشعرة الخارجية (cuticle). تتكون هذه القشرة من خلايا مسطحة يتداخل بعضها مع بعض مثل الألواح القرميدية المتراصفة، وهي تفتح وتغلق طبيعياً على نحو قابل للعكس عند تعرضها للماء العادي والشامبو والبلسم. يؤدي الاحتفاظ بالأحماض والرطوبة الزائدة إلى إتلاف القشرة بصورة دائمة، ويزيد المسام في الشعرة، ويُبقي على نسبة رطوبة كبيرة فيها.
وتُظهر النتائج الأولية للدراسة أن طبقات قشرة الشعرة في الشعر المتموج تكون أكبر وأكثر تباعداً مقارنةً بالشعر المجعد أو شديد التجعّد؛ كما تكون حواف القشرة أنعم في الشعر المتموج، ويمكن لهذه النتائج أن تساعد العلماء على تفسير سرعة جفاف الشعر شديد التجعّد والمجعّد مقارنةً بالشعر المتموج أو الأملس.
اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تحذّر من مواد كيميائية تخفّض خصوبة النساء بنسبة 40%
تأمل غينز أن تحدد هذه الدراسة أفضل المعايير لتطوير منتجات أفضل تلبّي احتياجات المستهلكين.