هل يمكن لأصابعك أن تتنبأ بقدرتك على التحمل؟ دراسة جديدة تكشف الرابط

3 دقيقة
هل يمكن لأصابعك أن تتنبأ بقدرتك على التحمل؟ دراسة جديدة تكشف الرابط
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: عبدالله بليد.

تعد نسبة طول إصبع السبابة إلى طول إصبع البنصر (2D:4D) مؤشراً محتملاً ومنخفض التكلفة للتعرض للهرمونات قبل الولادة وتأثيراته الطويلة المدى على اللياقة القلبية التنفسية. هذا القياس البسيط، وإن لم يكن بديلاً عن الفحوص الطبية، فإنه يقدم نظرة محتملة حول قدرة الفرد على التحمل …

أيهما أطول: إصبع السبابة أم البنصر؟ إنه ليس بهدف قراءة الكف، بل هو تحليل علمي جديد لصحتك القلبية.

توصل باحثون في جامعة جنوب أستراليا وجامعة داكوتا الشمالية، إلى أن نسبة طولي إصبعيك، السبابة والبنصر، والمعروفة بنسبة (2D:4D)، يمكن أن تكون بمثابة مؤشر على قدرتك على التحمل، وكفاءة عمل جهازك القلبي التنفسي، بل حتى إشارة تحذير مبكرة.

لكن قبل أن نتعمق أكثر في الدراسة الحديثة، لا بد من الإشارة إلى أن قياساً سريعاً للإصبع لا يعني التخلي عن طبيبك أو جهاز قياس ضغط الدم أو فحوص الكوليسترول، لكنه قد يكون أداة فحص منخفضة التكلفة لبعض جوانب اللياقة القلبية.

اقرأ أيضاً: تجعد أصابعك عند ملامسة الماء فترة طويلة يدل على سلامة أعصابك

ما هي نسبة (2D:4D)؟ 

تشير نسبة 2D:4D إلى طول الإصبع الثاني (السبابة) مقسوماً على طول الإصبع الرابع (البنصر)، حيث يقاس الطول من ثنية قاعدة الإصبع (نقطة التقائه براحة اليد) إلى طرفه.

غالباً ما تستخدم نسبة طولي الإصبعين (2D:4D) مؤشراً للتعرض للهرمونات الجنسية قبل الولادة، وخاصة التستوستيرون والإستروجين، في أثناء النمو المبكر للجنين، وتحديداً في الثلث الثاني من الحمل، وتظل ثابتة إلى حد كبير طوال الحياة:

  • إذا كانت النسبة منخفضة (أقل من 1)، أي إصبع السبابة أقصر من البنصر، فإن الجنين قد تعرض لمستويات أعلى من هرمون التستوستيرون قبل الولادة مقارنة بالإستروجين. وهذا أكثر شيوعاً لدى الذكور.
  • إذا كانت النسبة مرتفعة (أعلى من 1)، أي إصبع السبابة أطول من البنصر، فإن الجنين قد تعرض لمستويات أعلى من هرمون الإستروجين قبل الولادة مقارنة بالتستوستيرون. وهذا أكثر شيوعاً لدى الإناث.

اقرأ أيضاً: تغييرات الهرمونات بعد سن الأربعين: كيف تحقق توازناً وتخفف من الأعراض غير المرغوب فيها؟

كيف يؤثر طول الأصابع في اللياقة البدنية؟

راجع التحليل المنشور حديثاً في المجلة الأميركية لعلم الأحياء البشري 22 دراسة شملت أكثر من 5000 فرد من 12 دولة، وفحصوا تحديداً علاقة نسبة طول إصبع السبابة إلى البنصر بصحة القلب والرئتين. شمل ذلك:

  • تحمل التمارين: هو القدرة العامة للفرد على أداء التمارين أو النشاط البدني فترة معينة من الزمن دون أن يشعر بالإرهاق الشديد أو الحاجة للتوقف. يقاس عادة بمدى استجابة الجسم للتمارين، مثل مدى القدرة على المشي والركض، أو أداء تمارين معينة قبل أن تتعب العضلات أو يتغير معدل التنفس تغيراً كبيراً.
  • تحمل الأداء: هو مستوى الأداء الذي يحققه الفرد خلال نشاط معين يستمر فترة طويلة، ويعكس القدرة على الحفاظ على مستوى معين من القوة أو السرعة أو الأداء خلال مدة زمنية محددة. يقاس غالباً من خلال نتائج سباقات طويلة المدى، مثل ماراثون، أو أداء رياضي مستمر.

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم نسبة (2D:4D) أقل من 1 (إصبع البنصر أطول من السبابة) يتمتعون عموماً بقدرة أفضل على التحمل وأداء أفضل في التمارين الرياضية، أي قد يكون لديهم استعداد طبيعي لتحمل تمارين أصعب وأطول، والتفوق في رياضات التحمل مثل الجري مسافات طويلة وركوب الدراجات والتجديف، أو حتى الرياضات الجماعية التي تتطلب قدرة هوائية عالية.

ومن المثير للاهتمام أن الدراسة لم تجد ارتباطاً ثابتاً بين نسبة أطوال الأصابع و"الحد الأقصى لامتصاص الأوكسجين"، وهو مقياس لأقصى كمية من الأوكسجين يمكن أن يستخدمها الجسم في أثناء التمارين الشديدة، ويعتبر مؤشراً للياقة القلبية التنفسية. بل كان الارتباط الأقوى مع "عتبة التهوية"؛ وهي النقطة التي يصبح فيها التنفس سريعاً في أثناء التمرين بسبب زيادة الطلب على الأوكسجين. 

اقرأ أيضاً: هل تعاني ضيقاً في التنفس عند صعود السلالم؟ إليك الحلول

علاقة طول الأصابع بالصحة القلبية

يتجاوز تأثير هرمون التستوستيرون في مرحلة ما قبل الولادة مجرد مظهرنا الجسدي، إذ يؤدي دوراً أساسياً في نمو مختلف أجهزة الجسم ووظائفها.

توصل باحثون في جامعة سوانزي في الممكلة المتحدة، في دراسة نشرتها المجلة الأميركية لعلم الأحياء البشري، إلى أن التعرض المرتفع لهرمون التستوستيرون قبل الولادة، والذي تشير إليه نسبة طول إصبع السبابة إلى البنصر الأعلى من الواحد، يرتبط بكفاءة أعلى في استقلاب الأوكسجين، أي كفاءة الجهاز القلبي التنفسي في تلبية احتياجات الجسم من الأوكسجين في أثناء النشاط البدني المكثف، ما يمنح هؤلاء الأفراد أفضلية في أنشطة التحمل، حيث يؤثر التستوستيرون في استقلاب الأوكسجين من خلال تأثيره في الميتوكوندريا (مصادر الطاقة داخل الخلايا). 

اقرأ أيضاً: كيف تزيد مستويات هرمون التستوستيرون بعد سن الأربعين؟

وفي دراسة سابقة نشرتها دورية التطور البشري المبكر، تبين أن انخفاض التعرض للتستوستيرون في الرحم لدى الرجال، أي نسبة (2D:4D) منخفضة، مرتبط بخطر الإصابة بالتصلب المتعدد واعتلال الأوعية الدموية التاجي.

في حين أن هذه النتائج مثيرة للاهتمام، يؤكد الخبراء أن التدريب ونمط الحياة والعوامل البيئية أهم بكثير من طول الأصابع، عندما يتعلق الأمر بالأداء الرياضي الفعلي وصحة القلب والأوعية الدموية. قد تشير نسبة أصابعك إلى إمكاناتك، لكنها لا تحدد مصيرك.

المحتوى محمي