ملخص: اكتشف علماء المصريات في معبد قديم مرصداً فلكياً تبلع مساحته نحو 850 متراً مربعاً يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهو أول وأكبر مرصد من نوعه من تلك الحقبة. احتوى هذا المرصد على العديد من الأدوات التي أتاحت للمصريين القدماء دراسة التواريخ التقويمية الشمسية المتعلقة بالطقوس الدينية المصرية ومراسم التتويج الملكية والخطط الزراعية. شملت الآثار المكتشفة في المرصد ساعة شمسية عملاقة لقياس ميلان الشمس والظلال على مدار النهار ولوحات فنية تصور الآلهة المصرية ومشاهد فلكية مثل غروب الشمس وشروقها، بالإضافة إلى العديد من التماثيل للآلهة المصرية، كما يبدو أن المنشأة احتوت أيضاً على برج رصد صغير. بنى المصريون القدماء هذا المرصد واستخدموه خلال فترة انتقالية متقلبة للغاية في تاريخ مصر القديمة، سيطرت فيها القوى الأجنبية على المملكة.
اكتشف علماء المصريات مرصداً فلكياً تبلع مساحته نحو 850 متراً مربعاً في تل الفراعين يعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهو أول وأكبر مرصد من نوعه من تلك الحقبة. وفقاً لإعلان أصدرته وزارة السياحة والآثار المصرية بتاريخ 23 أغسطس/آب 2024، احتوى الهيكل المصنوع من الطوب الطيني على العديد من الأدوات التي أتاحت للمصريين القدماء دراسة التواريخ التقويمية الشمسية المتعلقة بالطقوس الدينية المصرية ومراسم التتويج الملكية والخطط الزراعية وقياسها بدقة، على الرغم من تصميمها البسيط نسبياً.
اقرأ أيضاً: كيف بنى المصريون القدماء الهرم؟ أدلة جديدة تكشف
مجمع فلكي في الجزء الجنوبي الشرقي من المعبد
يقع المرصد في موقع أثري واسع يحمل اسم "معبد بوتو" (الاسم اليوناني للإله المصري وادجيت)، ويبعد عن مدينة الإسكندرية نحو 80 كيلومتراً إلى شرقها. بنى المصريون القدماء هذا المجمّع الفلكي في الجزء الجنوبي الشرقي من المعبد، واحتوى على مدخل مواجه للشرق لرصد شروق الشمس وقاعة مركزية مفتوحة على شكل حرف "L" مدعومة بأعمدة، وجدار مرتفع من الطوب الطيني مائل إلى الداخل "يشبه طراز البنيان المصري الرائج في مداخل المعابد"، وفقاً لبيان الحكومة.
ساعة الظل المائلة هي من أبرز التركيبات في المرصد، وهي نوع من الساعات الشمسية كان استخدامه رائجاً في المجتمعات القديمة. تألفت هذه الساعة من بلاطة حجرية جيرية يبلغ طولها نحو 5 أمتار، وتوجد فوقها خمس كتل مسطحة، كتلتان أفقيتان و3 كتل عمودية، كما يعتقد الخبراء أنها كانت تتضمن في الأصل خطوطاً مائلة محفورة. استخدم الخبراء ساعة الظل المائلة هذه لقياس ميلان الشمس والظلال على مدار النهار.
اقرأ أيضاً: بلسم التحنيط: سرٌ جديد من أسرار الحضارة المصرية
تتألف إحدى المعدّات الأخرى من ثلاث كتل حجرية مرتبة بعناية وموضوعة في رواق دائري، وهي عبارة عن لوح مركزي يوجد حجران دائريّان إلى شماله وغربه. وفقاً للباحثين، استخدم علماء الفلك والكهنة المصريون هذه الأداة لقياس ميلان الشمس. يعتقد الباحثون أن الغرف الأخرى احتوت على أدوات إضافية، بينما يبدو أن المنشأة احتوت أيضاً على مساحة أخرى كانت عبارة عن برج رصد صغير. صوّرت الأعمال الفنية في مختلف أنحاء المنشأة العديد من الآلهة ومشاهد فلكية تمثل غروب الشمس وشروقها عبر فصول السنة الثلاثة في المجتمع المصري القديم.
بالإضافة إلى المعدات الحجرية، احتوى مرصد معبد بوتو أيضاً على العديد من التماثيل للآلهة المصرية، مثل تلك المصنوعة من الغرانيت الرمادي والبرونز لأوزوريس وتمثال نصفي من الطين لبس وتمثال برونزي لرداء النمس، وغير ذلك الكثير.
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: لماذا عانى كتبة مصر القديمة تلف العظام؟
مرصد معبد بوتو ليس الوحيد الذي يثير اهتمام الباحثين، بل أيضاً الفترة التي بناه المصريون فيها. وفقاً لما ذكره موقع "Space.com" بتاريخ 29 أغسطس/آب 2024، بنى المصريون القدماء معبد بوتو واستخدموه خلال فترة متقلبة للغاية في تاريخ مصر القديمة، عندما سيطر العديد من القوى الأجنبية على المملكة في أثناء انتقالها إلى المرحلة التاريخية المتأخرة من نفوذ الفراعنة.