دراسة حديثة: قلّة ساعات النوم تزيد نسبة إصابة النساء بالسكري

دراسة حديثة: قلّة ساعات النوم تزيد نسبة إصابة النساء بالسكري
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Kateryna Novikova
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

أفادت نتائج دراسة موّلتها المعاهد الوطنية الأميركية للصحة بأن النوم غير الكافي المزمن يؤدي إلى زيادة مقاومة الإنسولين لدى النساء الصحيحات، خاصة بعد انقطاع الطمث، وزيادة خطورة الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

النساء معرضات لخطر الإصابة بالأمراض أكثر من الرجال

تنام النساء ساعات أقل من الرجال، كما أنهن معرضات لاضطرابات النوم أكثر من الرجال، ولذلك تركّز الأبحاث على تأثير ذلك في صحتهن، وخاصة بعد انقطاع الطمث. من الأمراض التي يصبحن معرضات لها بسبب انخفاض ساعات النوم أمراض القلب والأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم واضطراب استقلاب سكر الغلوكوز، ما قد يؤدي إلى مقاومة الإنسولين ومرض السكري من النوع الثاني. 

يتطور مرض السكري من النوع الثاني عندما يفشل الجسم في الاستفادة من هرمون الإنسولين بشكلٍ فعّال، ومهمته في إبقاء مستويات السكر في الدم ضمن حدودها الطبيعية. لكن عندما تشكّل خلايا الجسم مقاومة للإنسولين، فإنها تصبح أقل قدرة على استخدامه بشكلٍ فعّال، ويمكن أن يتسبب ذلك في ارتفاع خطر الإصابة بمقدمات السكري والسكري من النوع الثاني بشكلٍ كبير. 

اقرأ أيضاً: ما دور الوزن في تشخيص مرض السكري؟

النساء مهددات بخطر الإصابة بالسكري لقلة عدد ساعات نومهن

ركّزت الدراسة المنشورة في دورية رعاية السكري (Diabetes Care) على النساء اللاتي ينخفض عدد ساعات نومهن عن العدد الكافي بساعة ونصف، أي أنهن يحصلن على أقل من 6 ساعات نوم ونصف كل ليلة، ويُعد هذا مستوى نوم معتدلاً، لكنه يؤدي إلى زيادة مستويات الغلوكوز والإنسولين في الدم لدى النساء. 

شملت الدراسة 40 امرأة تتراوح أعمارهن بين 20 و75 عاماً، يتمتعن بأنماط نوم صحية (7-9 ساعات على الأقل في الليلة)، ومستويات السكر الصيامي ضمن الحدود الطبيعية، لكن لديهن مخاطر مرتفعة للإصابة بأمراض القلب والتمثيل الغذائي بسبب زيادة الوزن أو السمنة أو التاريخ العائلي لمرض السكري من النوع 2، أو زيادة الدهون في الدم، أو أمراض القلب والأوعية الدموية. 

جمع الباحثون معلومات عن أنماط نوم المشاركات في الدراسة لمدة أسبوعين في البداية، عبر أجهزة استشعار قابلة للارتداء حول المعصم. أكملن بعد ذلك مرحلتين من الدراسة لمدة ستة أسابيع بترتيب عشوائي، حيث واصلن في إحداهما اتباع أنماط نومهم الصحية، وفي الأخرى تم تقييد عدد ساعات النوم، وأخذن استراحة لمدة ستة أسابيع بينهما.

خلال مرحلة النوم الكافي، حافظت المشاركات على أوقات نومهن واستيقاظهن المعتادة، وبمعدل 7 ساعات ونصف في الليلة، أمّا في مرحلة تقييد النوم، كانت تنام المشاركات نحو 6 ساعات في الليلة، ولا يُعد هذا قسطاً كافياً من النوم. 

اقرأ أيضاً: هل يرتبط عدد ساعات النوم بخطر الإصابة بالسكتة الدماغية؟ دراستان حديثتان تُجيبان

أُجريت اختبارات تحمل الغلوكوز عن طريق الفم لقياس مستويات الغلوكوز والإنسولين في الدم في بداية ونهاية كل مرحلة من مراحل الدراسة، بالإضافة إلى فحص التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس تكوين الجسم.

عند دراسة هذه البيانات المجموعة، وُجد أن النوم لـ 6 ساعات تقريباً يؤدي إلى زيادة مقاومة الإنسولين بنسبة 14.8% بين النساء قبل انقطاع الطمث وبعده، مع تأثيرات أكثر خطورة بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث، حيث تصل النسبة إلى 20.1%؛ أي أن مستويات الإنسولين في أثناء الصيام ارتفعت استجابة لقيود النوم لدى النساء قبل انقطاع الطمث، بينما تميلُ مستويات كلٍّ من الإنسولين الصيامي والغلوكوز الصيامي إلى الازدياد لدى النساء بعد انقطاع الطمث.

أي أن النساء اللاتي لا يحصلن على قدر كافٍ من النوم يصبحن في حاجة إلى إعادة مستويات الغلوكوز إلى طبيعتها في ظل ظروف تقييد النوم، وهو ما يؤدي إلى تطور مرض السكري من النوع الثاني خاصة لدى المصابات بمقدمات مرض السكري.

ولأن انخفاض عدد ساعات النوم يدفعنا لتناول المزيد من الطعام، بحثت الدراسة عن تغيرات وزن المشاركات وعلاقتها بزيادة مستوى سكر الدم، لكن وجد الباحثون أن التأثيرات على مقاومة الإنسولين كانت مستقلة إلى حد كبير عن التغيرات في وزن الجسم، وأن معاودة الحصول على القدر الكافي من النوم تُعيد مستويات السكر إلى طبيعتها.

اقرأ أيضاً: دراسة جديدة: اضطرابات النوم تضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية

عموماً، يُعد النوم لمدة 6 ساعات تقريباً في الليلة الواحدة غير صحي، ويؤدي إلى زيادة كمية الكورتيزول التي تُطلق في أثناء الحرمان من النوم، ما قد يؤدي إلى زيادة مستويات الغلوكوز، كما أن الحرمان من النوم قد يسبب أيضاً المزيد من الالتهابات، والتي لها تأثير سلبي أيضاً على مستويات السكر في الدم.