الأطباء يكتشفون سبباً جديداً للإصابة بكوفيد طويل الأمد

3 دقيقة
الأطباء يكتشفون سبباً جديداً للإصابة بكوفيد طويل الأمد
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Billion Photos
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

في السابق لم يتوفر أي إجابة واضحة أو تفسير منطقي للمضاعفات المهددة للحياة لفيروس كورونا (SARS-CoV-2) المسؤول عن التسبب بمرض كوفيد-19، والنتائج الخطيرة أو الوفاة، بينما تسبب فيروسات كورونا الأخرى نزلات البرد فقط، وتستمر أعراض فيروس كورونا حتى بعد القضاء على الفيروس وتدميره.

أمّا الآن فتُجيبنا نتائج بحث قام به فريق من جامعة كاليفورنيا أظهر أن أجزاءً من فيروس كورونا كفيلة ببدء سلسلة من التفاعلات الالتهابية عن طريق محاكاة عمل جزيئات مناعية في الجسم، حيث لا يتطلب الأمر دائماً فيروساً فاعلاً.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة: الأغذية التي تحوي الدهون والسكريات تحفّز الجوع والإفراط في تناول الطعام

الذكاء الاصطناعي يساعد على تفسير المضاعفات الطويلة الأمد لفيروس كورونا

الألغاز التي تدور حول فيروس كورونا كثيرة، وأهمها يدور حول المضاعفات الطويلة الأمد، إلّا أن العلم لديه الآن بداية الإجابات وذلك بعد نشر نتائج دراسة في دورية “تقدمات الأكاديمية الوطنية للعلوم” (Proceeding Of The National Academy Of Sciences)، حيث صرّح فريق البحث التابع لجامعة كاليفورنيا بقيادة الطبيب “جيرارد وونغ” الأستاذ في الهندسة الحيوية في كلية الهندسة وقسم الأحياء الدقيقة وعلم المناعة وعلم الوراثة الجزيئية في جامعة كاليفورنيا الأميركية، بالاقتراب من حل هذا اللغز.

باستخدام نظام الذكاء الاصطناعي الذي طُوِّر لهذه الغاية، حدد مؤلفو الدراسة البروتينات التي ينتجها فيروس سارس-كوف-2، وأجروا سلسلة من الاختبارات عليها لكونها كانت موضعَ شكٍ بأن لها يداً في التسبب بالمضاعفات الطويلة الأمد بعد تدمير الفيروس والقضاء عليه. 

ووجد الباحثون أن بعض أجزاء البروتين الفيروسي التي بقيت في الجسم حتى بعد تحلل الفيروس، كانت قادرة على محاكاة الببتيدات القادرة على تنشيط آليات الجسم التي تُضخم الإشارات المناعية وتعززها، والتي يُطلق عليها اسم “الببتيدات المناعية”. تكمن الخطورة بأن الإفراط في تحفيز الجهاز المناعي يتظاهر كرد فعل الجسم على التهاب متفشٍ في الجسم، أي عواصف من العوامل الالتهابية مثل السيتوكينات واحتمالية تخثر الدم المميت.

قال الطبيب وونغ بهذا الخصوص: “ما وجدناه ينحرف عن الصورة النموذجية للإنتان الفيروسي، حيث تُخبرنا الدراسات السابقة أنه بعد تدمير الفيروس ينتصر الجسم، وأن الجهاز المناعي مُدرب لكي يتعرف على هذا الفيروس مستقبلاً، ولكن يبدو أن فيروس كورونا هنا لكي يُذكّرنا بأن الأمر ليس بهذه البساطة”.

اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تكشف أكثر أسباب الوفاة شيوعاً في عصرنا الحالي

فيروس كورونا ليس كباقي الفيروسات التاجية

وفي مقارنة بتأثير بقايا بروتينات فيروسات عائلة كورونا التاجية الأخرى كالتي تُسبب نزلات البرد الشائع، تبين أن بقاياها تُحاكي أيضاً الببتيدات المناعية، ولكن بنسبة أضعف إلى حد كبير مقارنةً بالدرجة التي تُفعّلها بقايا فيروس كورونا (SARS-CoV-2). بكلماتٍ أخرى، بعد دراسة الطريقة التي تتأثر بها الخلايا البشرية، تبين أن فيروس كورونا قادر على تحريض استجابة التهابية “ضخمة” مقارنة بالاستجابة التي يمكن أن تُحرضها فيروسات البرد الشائعة.

وهذه النتائج تؤدي دوراً إيجابياً على مستويين؛ أولهما حل اللغز العلمي وراء حدوث المضاعفات الطويلة الأمد لفيروس كورونا هذا دوناً عن غيره، والثاني أن هذا الاستنتاج يفتح باباً عريضاً بما يتعلق بالعلاجات المستقبلية لمرض كوفيد-19.

وقال وونغ بهذا الخصوص: “هذه النتائج تعني أننا قادرون على النظر إلى التركيبة البروتينية لسلالات فيروس كورونا بصورة أكثر فهماً ومعرفة طبيعة كل فيروس قد يواجهنا مستقبلاً، أي فيما إذا كان قادراً على التسبب بجائحة أو بحدوث التهاب فيروسي عابر، وذلك اعتماداً على تقنية تحليل الهياكل الجزيئية للفيروس والتي تبين كيف لبقايا الفيروس أن تكون قادرة على إعادة تنظيم الحمض النووي الريبي المزدوج في شكلٍ آخر يُحفّز جهاز المناعة على المدى الطويل”.

وأضاف أن الشكل الجديد الذي يُعاد فيه تنظيم الحمض النووي الريبي للخلايا المناعية ويجعلها في حالة “نشطة بيولوجياً”، يُشبه إلى حد كبير شكل الببتيد المرتبط بالإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي والصدفية والذئبة الحمامية الجهازية، أي أن بعض جوانب هذا الفيروس تُشبه الأمراض المناعية الذاتية.

اقرأ أيضاً: العلماء يكتشفون أخيراً الإنزيم الذي يمنح البول لونه الأصفر

وبما يخصُّ العلاج، تقول إحدى الفرضيات التي لم تُدّعم بعد بالأبحاث والدراسات إنه يمكن علاج المضاعفات الطويلة الأمد لكوفيد-19 عن طريقة “التقليد”؛ أي من خلال استخدام فخاخ خادعة غير نشطة بيولوجياً والتي تبدو مثل هذه الأجزاء الفيروسية المتهمة بتفعيل السُبل المناعية، على أن يكون هذا التشابه بينهما كافياً للتنافس على الحمض النووي الريبوزي المزدوج، وبالتالي يمكن لهذه الأجزاء أن ترتبط بها دون تنشيط الجهاز المناعي.