تستخدم شركة جوجل أدوات الذكاء الاصطناعي الرائجة المعروفة بـ«الشبكات العصبية» لإتمام مختلف المهام، بدءاً من اقتراح النصوص في حساب جيميل، إلى تقديم أعداد كبيرة من الفيديوهات المقترحة كل مرة تشغل فيها تطبيق يوتيوب. الآن، استخدمت شركة جوجل شبكة عصبية خاصة لتنظيم وتنسيق أكثر من 150000 نسخة من أغنية «باد جاي» للمغنية «بيلي آيلش». (نقصد بنُسخ هنا الإصدارات من نفس الأغنية، ولكن التي تُحضّر من قبل مغنيين غير المغني الأصلي «كوفر»).
لا يبدو هذا كإنجاز مثير للإعجاب حتى تأخذ بعين الاعتبار مستوى هذا المشروع. عندما تزور رابط «بيلي. ويتيوتيوب.كوم» يبدأ الفيديو الأصلي للأغنية. ومن هنا، يمكنك النقر على قائمة «الفيديوهات المشابهة» إلى جانب المُشغل، أو على أي علامة تجزئة (هاشتاج) موجودة أسفل الفيديو. عندما تفعل ذلك، سينتقل الفيديو بشكلٍ سلس إلى نسخة أخرى من الأغنية منسجمة بشكلٍ مثالي من ناحية الإيقاع والمفتاح الموسيقِي. هذه الميزة تعمل على معظم الإصدارات الحديثة لمعظم متصفحات الإنترنت الخاصة بالحواسيب والهواتف الذكية والحواسيب اللوحية.
تتراوح أصناف النسخ من التقليدية مثل «الصوتية» و«الكورَس» إلى أنواع غير تقليدية مثل «الأكورديون»، وحتى نمط يدعى «أورجن القطة». تفقدت هذه النسخ لحوالي 10 دقائق وكنت متفاجئاً بكم النسخ المختلفة الموجودة، وبالطريقة السلسة التي يتم الانتقال فيها من واحدة لأخرى.
كيف صُمم التطبيق؟
صُمم التطبيق باستخدام مكتبة برامج التعلم الآلي مفتوحة المصدر من جوجل، المسماة «تينسور فلو». من المنطقي تحليل أغنية من «باد جاي» لأن إيقاعها بسيط وقوي، يتألف أغلبه من علامات طبلية قرارية (باص). الإيقاع المستمر هذا يوفر خلفية مناسبة لتنسيق الإيقاعات.
الخوارزمية لا تعمل بشكلٍ مثالي كل مرة. إذ أن التنوع الكبير في الخيارات يمكن أن يسبب بعض الأخطاء. على سبيل المثال، أحياناً تخلط الخوارزمية بين مقاطع الأغنية، والتي تبدو متشابهة من وجهة نظر بنيوية. تقول شركة جوجل أيضاً أنها لم تفعل شيئاً لضبط مستويات الصوت بين الفيديوهات. لذلك يمكن أن تلاحظ أن بعضها أخفت أو أصخب من غيرها.
إذا أردت أن تشاهد كل تركيبة ممكنة من الفيديوهات، تقول جوجل أن ذلك سيستغرق 1.46×10^100 سنة، أو حوالي 15 دوتريجنتيليون سنة، وهو وقت أطول من عطلة عيد الشكر. إذا كنت تريد أن تشمل نسخة من الأغنية إلى المزيج، يمكنك استخدام صفحة «إدارة الفيديوهات» في موقع يوتيوب.
هذا المشروع هو جزء من مشروع تجارب الذكاء الاصطناعي الخاصة بجوجل، وهو يستحق الاستكشاف إذا كان لديك ما يكفي من الوقت. وهو يشمل مشاريع رائعة أخرى مثل «كويك، درو»، وهي لعبة تحاول فيها رسم أشياء لتجعل شبكة عصبية تحزر ما هي. تستخدم هذه اللعبة «مخزون بيانات الخربشات الأكبر في العالم»، والذي يشمل أكثر من 50 مليون رسمة تُستخدم لتعليم الخوارزميات التعرّف على الأشكال المرسومة بغير عناية.
هناك أيضاً تحديات أخرى متعلقة بالموسيقى مثل «فريدي ميتر»، الذي أطلق في أوائل هذا العام، والذي يتحدّى المشاركين ليغنوا بشكل مشابه لـ «فريدي ميركوري» (المغني الرئيسي في فرقة كوين) ويمنحهم علامات مبينة على الدقة.
في 2018، عرضت جوجل مشروع ذكاء اصطناعي موسيقي يدعى «سيمي كوندكتور»، حيث يستخدم كاميرا الويب الخاصة بحاسوبك ليتعقّب تحركاتك، ويستخدمها ليقود فرقة موسيقية بينما يكون مظهرك مثيراً للسخرية تماماً، لحسن الحظ، الذكاء الاصطناعي لن يسيئ الحكم بحقك.
هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً