ما هي أعراض ربو الأطفال؟ وما هي أفضل طرق علاجه؟

4 دقائق
ما هي أعراض ربو الأطفال؟ وما أفضل طرق علاجه؟
حقوق الصورة: شترستوك.

يسبب الربو في الطفولة أعراضاً مزعجة تعيق حياة الطفل إذ تتداخل مع اللعب والرياضة والمدرسة والنوم. وقد يسبب الربو مضاعفات غير عكوسة في حال لم يُعالج بالشكل الصحيح نظراً لخصوصية مرحلة الطفولة التي تنمو فيها الطرق الهوائية والرئتين، لذا يواجه الأطفال تحديات فريدة حيث يعد الربو السبب الرئيسي لزيارات قسم الطوارئ والاستشفاء والغياب عن المدرسة.

ومع ذلك ولسوء الحظ لا يمكن الشفاء من الربو في مرحلة الطفولة بشكل تام، إذ يمكن أن تستمر الأعراض حتى مرحلة البلوغ، ولكن مع العلاج المناسب يمكن السيطرة على الأعراض المصاحبة ومنع تلف رئتي الطفل الناميَتين، إذ يمكن أن تُحدث المعالجة غير التامة نقصاً دائماً في سعة الرئة وفي وظائفها.

ما هو الربو؟

يعتبر الربو من أمراض الطرق التنفسية الشائعة، ولا يُصنف على أنه مرض تحسسي ولا كمرض التهابي بل هو مزيج من الاثنين، فعند التعرض لبعض المحفزات التحسسية كحبوب اللقاح أو عند الإصابة بنزلات البرد أو أي عدوى تنفسية أخرى، تتنبه الطرق الهوائية ويزداد إفراز الهيستامين، الأمر الذي يؤدي إلى تضيق الطرق الهوائية كما يؤدي إلى زيادة إفراز المخاط وزيادة سماكته ما يؤثر على نمط التنفس الطبيعي للطفل.

كما تُفرَز مجموعة من السيتوكينات الالتهابية إلى جانب الهيستامين الأمر الذي يتسبب في حدوث حالة خفيفة إلى متوسطة من التهاب الرئتين والطرق التنفسية، ما يزيد من شدة وذمة الطرق الهوائية فتزداد صعوبة التنفس معها.

أسباب الربو في الطفولة

تبقى أسباب الربو في مرحلة الطفولة غير واضحة تماماً. ومن بعض العوامل التي يُعتقد أنها مسببة للربو ما يلي:

  • الوراثة: لا يعتبر الربو مرضاً وراثيّاً ولكن يلعب العامل الوراثي دوراً في إحداثه، حيث تزداد فرص الإصابة بوجود قريب مصاب أو أكثر.
  • التهابات الطرق التنفسية المُبكرة: قد تؤدي لحدوث أذية في خلايا السبيل التنفسي وتجعلها تتأثر بشكل أكبر للتحسس والالتهاب.
  • الإصابة بأحد الأمراض التحسسية: تزيد من احتمال الإصابة بالربو نظراً لدور العامل التحسسي في تحريض الربو.
  • التعرض لبعض العوامل البيئية المحيطة مثل دخان السجائر.

أعراض ربو مرحلة الطفولة

لا تختلف أعراض ربو مرحلة الطفولة كثيراً عن أعراض ربو البالغين، وفيما يلي أشيع أعراض الربو في مرحلة الطفولة: 

  • السعال المتكرر: والذي يزداد سوءاً عند الإصابة بالعدوى الفيروسية، وقد تحرض الرياضة نوب السعال أ أو في حال التعرض للهواء البارد، وبالمقابل قد تحدث بشكل مفاجئ أثناء النوم وذلك في الحالات الشديدة.
  • وزيز تنفسي: وهو الصوت التنفسي الذي يميز إصابة الطرق الهوائية السفلية كالقصبات والرئتين.
  • ضيق في التنفس.
  • ضيق في الصدر.
  • تأخر شفاء التهاب الطرق الهوائية بعد إصابة الجهاز التنفسي بعدوى.
  • التعب والإنهاك.

علاج الربو في الطفولة

هناك مجموعة من القواعد الأساسية التي لا تُهمل أبداً في حال كان لديك طفل مصاب بالربو وهي: 

  • علاج التهاب الطرق التنفسية والرئتين دائماً ودون تأخير: لأن وجود أي التهاب مهما كان بسيطاً قد يزعزع من استقرار حالة الربو.
  • استخدام الأدوية سريعة التأثير لعلاج نوبات الربو الحادة وتجنب الأدوية التي تحتاج وقت أطول لكي تبدأ بالتأثير.
  • تجنب محرضات الربو والتقليل منها.
  • الحفاظ على مستويات معتدلة من النشاط البدني.
  • تجنب الانتقال من أوساط متفاوتة درجة الحرارة بشكل مفاجئ.

أمّا بالنسبة لعلاج الربو عند الأطفال، سيستخدم الطبيب في البداية نهجاً متدرجاً في تطبيق الأدوية والهدف هو السيطرة على المرض باستخدام أقل كمية من الأدوية. هذا يعني أنه في البداية يمكن زيادة عدد أصناف الدواء أو جرعتها حتى يستقر الربو، وبالمقابل، عندما يكون الوضع مستقراً لفترة من الزمن قد يقلل الطبيب من جرعة الأدوية بشكل تدريجي حتّى يصل للمستوى الدوائي الأقل الذي يحقق هوادة المرض. هناك صنفين من أدوية الربو:

أدوية الضبط طويل الأمد

تُستخدم هذه الأدوية يومياً للضبط طويل الأمد، إذ نها تحتاج زمناً لكي يسري مفعولها ويبدأ تأثيرها الموسع للقصبات والمضاد للالتهاب والوذمة، ويستمر تأثيرها أحياناً لمدة تصل إلى 12 ساعة، ومن أدوية هذا الصنف نذكر ما يلي:

  • الكورتيكوستيروئيدات الإنشاقية: هي أكثر أدوية السيطرة على الربو طويلة الأمد استخداماً عند الأطفال دون سن الخامسة، ومن أصنافها نذكر "بوديزونيد" و"البيكلوميثازون".
  • معدلات الليكوترين: تُستخدم في المرتبة الثانية بعد الكورتيكوستيروئيدات الإنشاقية عندما لا يؤدي العلاج بالكورتيكوستيروئيد وحده إلى السيطرة على الربو، ومنها نذكر "مونتيلوكاست" والذي يُستخدم عند الأطفال من سن 2 إلى 6 سنوات.
  • مقلدات بيتا طويلة الأمد: هو دواء يُستنشق ويمكن إضافته إلى نظام العلاج بالكورتيكوستيروئيد وعلى رأسها "السالميتيرول".
  • كرموغليكات الصوديوم: دواء يُستنشق لمنع الحدثية الالتهابية ويمكن استخدامه كعلاج إضافي بالكورتيكوستيروئيدات الإنشاقية. هناك أدلة أقل على فعالية هذا العلاج مقارنة بأدوية التحكم طويلة الأمد الأخرى المناسبة للأطفال الصغار وهو لا يستخدم أبداً خلال نوبات الربو الحادة حيث إن فعاليته تقتصر بعلاجه للالتهاب على المدى الطويل.

الأدوية المُستخدمة في نوبات الربو الحادة

توفر هذه الأدوية التي تُسمى بـ "موسعات الطرق الهوائية" قصيرة الأمد علاجاً فورياً لأعراض الربو خلال عدة دقائق، وتستمر آثارها من 4 إلى 6 ساعات، ومن أصنافها نذكر "السالبوتامول" و"التيربوتالين". كما يمكن استخدام الستيروئيدات القشرية الجهازية وليس الإنشاقية كدواء إسعافي في حالات الربو المهددة للحياة.

تُعتبر هذه الأدوية العلاج الوحيد المطلوب بالنسبة للأطفال الذين يعانون من أعراض ربو خفيفة ومتقطعة. أمّا بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الربو المستمر ويستخدمون أدوية التحكم طويلة الأمد، يتم استخدام الدواء قصير الأمد كعلاج سريع أو إسعافي لعلاج نوبات الربو، كما يمكن استخدامه أيضاً للوقاية من أعراض الربو الناتجة عن ممارسة الرياضة.

الحالات الطارئة في ربو مرحلة الطفولة

يجب اصطحاب الطفل لرؤية الطبيب عند الشك بإصابته بالربو لأن تشخيص الإصابة يتطلب تعديل بعض جوانب نمط حياة الطفل، كما يساعد العلاج المبكر في السيطرة على الأعراض وربما منع حدوث نوبات الربو.

تعتبر الحالات الشديدة للربو إسعافية وتتطلب علاجاً فوريّاً، ومن العلامات التي تنذر بحدوث نوبة ربو شديدة نذكر:

  • صعوبة التنفس الشديدة: إذ يبدو الطفل وكأنه يختنق، يرافق هذه الحالة زيادة في ضربات القلب والتعرق وألم في الصدر. 
  • استخدام عضلات التنفس المساعدة: مثل العضلات الوربية وعضلة الحجاب الحاجز ما ينبئ بحدوث نوبة ربو شديدة.
  • ازرقاق الشفتين.
  • الإنهاك والتعب بعد حالة من الهيجان.
  • الغياب عن الوعي.

الوقاية من الربو في الطفولة

على الرغم من أن الربو يتميز بنوبه الحادة، إلّا أنه يُصنف من الأمراض المزمنة التي تتطلب علاجاً ومراقبة طويلي الأمد، تعتبر الوقاية العلاج الأفضل للربو لأن التعرض للمؤرجات المُسبب الأول لنكس الربو وحدوث النوبات، من أشيع المؤرجات التي تُحرض نوب الربو:

  • الالتهابات الفيروسية مثل نزلات البرد.
  • التعرض لملوثات الهواء مثل دخان التبغ ودخان الحرائق: لذلك ينصح بالابتعاد عن وسط المدخنين والأجواء المغلقة.
  • الحساسية لعث الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة أو حبوب اللقاح أو العفن.
  • النشاط البدني الشديد.
  • تغيرات الطقس وخاصةً الهواء البارد.

المحتوى محمي