ما النسبة الطبيعية للهرمون الموجه للغدة الدرقية TSH عند الحامل؟

في الحالة الطبيعية، يساعد هرمون (TSH) أو ما يُعرف بـ(Thyroid Stimulating Hormone) في توجيه الغدة الدرقية إلى إنتاج هرمونات الدرق بشكل متوازن ومنظم، بعيداً عن إحداث فرط في إفراز هرموناتها وما يرافقه من فرط نشاط الدرق أو ضعف في إفرازها وما يترتب عنه من قصور في الغدة.

الاستتباب مهم للغاية وخاصةً عند الحوامل، نظراً لأن هرمونات الدرق ضرورية للتطور الطبيعي لدماغ الجنين وجهازه العصبي خلال الأشهر الثلاثة الأولى، إلى أن تبدأ الغدة الدرقية للجنين بحلول الأسبوع الـ12 من الحمل بالعمل على إنتاج هرمونات الدرق ولو بنسب ضعيفة.

اقرأ أيضاً: إليكِ أفضل طرق تسهيل الولادة الطبيعية للبكر

ما النسبة الطبيعية لهرمون TSH عند الحامل؟

قد يختلط الأمر عند البعض أثناء التمييز بين الهرمونات التي تفرزها كل من الغدة النخامية والدرقية. وعلى الرغم من ارتباط ورود هرمون (TSH) ووظيفة الغدة الدرقية بشكل وثيق، فإن هرمون TSH أحد الهرمونات التي تحررها الغدة النخامية وليست الدرقية، والذي بدوره يُنظم إنتاج هرمونات الغدة الدرقية التي تُنظم طيفاً واسعاً من الوظائف في الجسم.

تتباين مستويات TSH بشكلٍ كبير بناءً على كل من العمر والجنس والحالة العامة والإجهاد والأدوية. على سبيل المثال يكون TSH طبيعياَ إذا بلغت مستوياته 4.2 ميلي وحدة دولية في الليتر لدى أنثى تبلغ من العمر 29 عاماً، وفي نفس الوقت يعتبر TSH قدره 8.9 ميلي وحدة دولية في الليتر لدى مسن ذي 88 عاماً الحد الأعلى الطبيعي.

تخضع مستويات TSH إلى تبدل أثناء الحمل، إذ تنخفض مستوياته خلال الثُلث الأول من الحمل إلا أن هذا الانخفاض ليس ناجماً عن اضطراب في الإفراز من الغدة النخامية بشكل أساسي بل نتيجة لتمدد الدم والبلازما الذي يحدث بشكل مرافق للحمل. تم ذكر المستويات الطبيعية لهرمون TSH خلال كل ثُلث حملي في الجدول التالي.

اقرأ أيضاً: هل يضر الفلفل الحامل في شهور الحمل الأولى؟

ولكن لمَ لا تنخفض مستويات هرمون الغدة الدرقية مع ذلك؟ وكيف تبقى محافظة على وظائف الجسم؟ وذلك نتيجة لارتفاع مستوى هرمون موجّه الغدد التناسلية المشيمائية البشرية (HCG) خلال الحمل، والذي يتشابه تركيب بنيته مع هرمون TSH فيؤدي نفس الدور، وهذا ما يُفسر التضخم المعتدل الذي يحصل للغدة الدرقية وزيادة ترويتها الدموية خلال الأشهر الأولى.

ما أهمية استتباب مستويات TSH أثناء الحمل؟

يتحقق استتباب مستوى هرمون TSH وهرمونات الدرق بمساعدة كل من HCG والأستروجين كما ذكرنا، وذلك مهم لأن سلامة الحمل مرتبطة بشكل وثيق باستتباب عمل هذه الغدد، حيث تزداد فرص الإجهاض إلى حد كبير عند حدوث [tooltip content="هي الحالة التي لا تنتج فيها الغدة الدرقية هرموناتها بشكل كافٍ في الدم، وهذا يمكن أن يسبب مشاكل صحية على المدى البعيد نظراً لأهمية هذه الهرمونات في عمل كثير من أجهزة الجسم." url="https://popsciarabia.com/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%81%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9/%d9%82%d8%b5%d9%88%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%ba%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b1%d9%82%d9%8a%d8%a9/" ]قصور في عمل الغدة الدرقية[/tooltip]، كما يترافق نشاطها المفرط مع حدوث تسمم حملي وما تحمله من خطر حدوث ولادة مبكرة وولادة طفل خديج ناقص الوزن.

لذلك من المهم للغاية مراقبة مستويات هرمون TSH أثناء الحمل، فبناءً على استتباب مستوى TSH تستقر مستويات هرمونات الدرق، ونستطيع القول إن الغدة الدرقية لها دور في تنظيم عمل معظم وظائف الجسم؛ من معدل التمثيل الغذائي والاستقلاب في الجسم والتحكم في وظائف القلب والعضلات والجهاز الهضمي، إلى سلامة تطور الدماغ والحفاظ على متانة العظام.

اقرأ أيضاً: هل تضر المشروبات الغازية بصحة الحامل؟

هل من الضروري تعديل جرعة أدوية الدرق عند الحامل؟

هناك خصوصية بسيطة بالنسبة للإناث المصابات بأمراض الدرق المزمنة وهي ضرورة تعديل الجرعة بعد حدوث الحمل، إذ يبدو أن زيادة الجرعة بالنسبة للمصابات بقصور الغدة الدرقية واللاتي يتناولن (ليفوثيروكسين) ضرورية وخاصةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، حيث يرتبط ذلك مع معدل حدوث مضاعفات جنينية أقل وخاصة الإجهاض. أما بالنسبة للإناث المصابات بفرط نشاط الغدة الدرقية ممن يتناولن (ميتيمازول) أو (بروبيل ثيوراسيل)، فيوصي مقدمو الرعاية الصحية بزيادة الجرعة الدوائية من 30-50% أيضاً.