ما أسباب تمزق العضلات المأبضية عند لاعبي كرة القدم وكيف يمكن الوقاية منه؟

3 دقائق
ما أسباب تمزق العضلات المأبضية عند لاعبي كرة القدم وكيف يمكن الوقاية منه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Panumas Yanuthai

يعرف أي لاعب كرة قدم تعرض لإصابة في العضلات المأبضية مدى صعوبة العودة إلى اللعب مرة أخرى بعدها، إذ تعد إصابة هذه المجموعة العضلية كابوساً لجميع لاعبي كرة القدم. تحدث أكثر من نصف هذه الإصابات أثناء الجري، مع حدوث الغالبية في الدقائق الأخيرة من كل شوط، الأمر الذي يسلّط الضوء على الإجهاد لأنه أحد أهم عوامل الخطورة التي تزيد من حدوثها.

والعضلات المأبضية هي مجموعة عضلية تتكون من ثلاث عضلات هي العضلة ثنائية الرؤوس الفخذية وشبه الغشائية وشبه الوترية، والتي تمتد على طول الوجه الخلفي للفخذ وترتكز على عظم الورك في الأعلى وعظم الركبة في الأسفل، وهي التي تسمح بفرد الساق بشكل تام أثناء وضعية الوقوف وثني الركبة.

من جهة أخرى، يعتبر اللاعبون الذين تعرضوا لإصابة وتمزق في العضلات المأبضية عرضة بنسبة 12% لتكرار حدوث الإصابة مرة أخرى، ما يدفعهم لفهم آلية حدوث هذه الإصابة والدراية الجيدة بأساليب الوقاية لتجنب حدوث ذلك مرة أخرى.

اقرأ أيضاً: ما أكثر الإصابات شيوعاً عند لاعبي كرة القدم؟

أعراض إصابة العضلات المأبضية عند لاعبي كرة القدم

إذا كنت قد عانيت في السابق من إصابة العضلات المأبضية، فأنت على دراية بالألم الشديد الذي يمكن أن تسببه. في الوقت نفسه، قد تمر بعض الإصابات الطفيفة دون أن يلاحظها أحد أو قد تقتصر الأعراض على بعض الانزعاج الخفيف عند إجهاد العضلات. هذا التفاوت في الأعراض يدفع لتصنيف شدة إصابات العضلات المأبضية إلى 3 مجموعات تُصنف إصابة اللاعبين تحت أي منها لتسهيل تقديم العلاج المناسب، وهذه المستويات هي:

  • الدرجة الأولى خفيفة الشدة: تحدث هذه الإصابة نتيجة لإجهاد العضلات والأوتار المأبضية، ويشعر المصاب بألم خفيف في مؤخرة الفخذ، أو قد يقتصر الشعور على الإحساس بشد خفيف خلف الفخذ. لا تتسبب هذه الدرجة من الإصابة في خسارة المرونة أو القوة العضلية لدى اللاعب، ولذلك تعتبر إنذاراً جيداً.
  • الدرجة الثانية متوسطة الشدة: تحدث هذه الدرجة من الإصابة عند تمزق العضلة المأبضية بشكلٍ جزئي، ويرافق ذلك شعور بألم حاد يتوضع أسفل العضلات الإليوية مباشرةً. كما تصبح المنطقة مؤلمة بالجس ويزداد الألم عند تقلص العضلة أو محاولة تحريكها. قد تقل المرونة والقوة العضلية في هذه الدرجة من الإصابة، كما قد يعرج المصاب لفترة تصل إلى عدة أسابيع مع شعور مستمر بالوخز أثناء الضغط على العضلة.
  • الدرجة الثالثة شديدة الشدة: هذه الدرجة هي الأشد، وتحدث نتيجة لتمزق كامل عضلة المأبض، إذ قد يشاهد كتلة كبيرة على شكل كرة من الأنسجة العضلية فوق موضع التمزق مباشرة. ويشعر المصاب بألم حاد مفاجئ في مؤخرة الفخذ، وتتطلب هذه الإصابة مغادرة اللاعب ميدان اللعب على الفور. يستحيل على المصاب بهذه الدرجة المشي أو تحريك الساق دون الشعور بألم. وكما هو حال إصابات الدرجة الثانية، تتأثر المرونة والقوة العضلية بهذه الإصابة.

اقرأ أيضاً:ما العضلات التي يركّز لاعبو كرة القدم على تمرينها؟

الأسباب الرئيسية لإصابة العضلات المأبضية عند لاعبي كرة القدم

هناك العديد من العوامل التي تسبب إصابة العضلات المأبضية لدى لاعبي كرة القدم، نذكر فيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعاً:

  • إجهاد العضلات: يؤدي إجهاد العضلات وتطبيق حمل زائد عليها إلى حدوث شد فيها، ويحدث ذلك عندما تكون العضلات في حالة استطالة كاملة. كما تقل قدرة العضلات على امتصاص الطاقة كالتي تحدث عند الاصطدام عندما تكون مجهدة، ما يجعلها أكثر عرضة للإصابة.
  • اختلال التوازن العضلي: هو سبب رئيسي آخر لإصابة العضلات المأبضية لدى لاعبي كرة القدم، إذ تكون مجموعة عضلية أقوى من مجموعة عضلية أخرى ما يؤدي إلى إجهاد مجموعة عضلية على حساب أخرى، وغالباً ما يحدث ذلك لأن عضلات الفخذ الأمامية أقوى بشكل كبير من الخلفية.
  • البنية التشريحية: يعتبر لاعبو كرة القدم ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً أكثر عرضة لإصابة العضلات المأبضية؛ والسبب أن عضلاتهم وعظامهم ما زالت تنمو بمعدلات مختلفة، إذ تنمو عضلات المراهقين بشكل أبطأ من نمو عظامهم، ما يدفع العظام إلى سحب العضلات الأصغر المشدودة، وأي حركة مفاجئة أو تمدد أو قفزة أو حمل يمكن أن يتسبب بتمزق هذه العضلات.

اقرأ أيضاً: أشيع إصابات كرة القدم: لماذا يحدث التشنج العضلي وكيف تتم الوقاية منه؟

الوقاية من إصابة العضلات المأبضية لدى لاعبي كرة القدم

بعد التعرف إلى الأسباب الرئيسية لإصابة العضلات المأبضية، دعونا نلقي نظرة على بعض أفضل الطرق لمنع إصابة هذه المجموعة العضلية:

  • رفع كثافة التدريب تدريجياً: يجب على اللاعب التأكد من أنه لا يزيد من شدة التدريب بشكلٍ دراماتيكي في كل أسبوع، إذ يُنصح بزيادة شدة تمارينه بنسبة 10% أسبوعياً وليس أكثر. فأي زيادة أكثر من 10% ستزيد من احتمالية شد وإصابة العضلات المأبضية.
  • عدم إهمال الإشارات التي يقدمها لك جسدك: عندما تشعر بأن شيئاً ما بدأ يزعجك فلا تهمل ذلك، كإحساس بالضيق والشد أعلى الوجه الخلفي للركبة، فغالباً ما تكون هذه علامات تحذيرية لحماية العضلات، عندئذ يُوصى بإيقاف التدريب ونيل قسط من الراحة.
  • التحمية الجيدة وخاصة في الطقس البارد: تشابه العضلات المأبضية الأوتار المرنة، فكلما كانت دافئة أكثر أصبحت أكثر مرونة. وخاصة في الطقس البارد، حيث ستحتاج هذه العضلات إلى فترة إحماء وتمديد أكثر شمولاً.
  • الحرص على الحصول على تغذية جيدة وترطيب كافٍ: يعتبر الحفاظ على رطوبة الجسم جنباً إلى جنب مع تطبيق نظام غذائي متوازن أمراً ضرورياً، يحقق تناول ما يكفي من الشوارد التي تقلل بدورها من احتمال حدوث الشد العضلي المفرط.

اقرأ أيضاً: ممَّ يتكون الكادر الطبي الخاص بفريق كرة القدم؟

أوقات التعافي من إصابة العضلات المأبضية

تختلف إصابات العضلات المأبضية في وقت التعافي وذلك تبعاً لدرجة الإصابة، ومدى الالتزام بالراحة وتثبيت الطرف، إذ يمكن أن تتراوح بين عدة أيام في إصابات الدرجة الأولى إلى عدة أسابيع في إصابات الدرجة الثانية، بينما قد تستغرق إصابات الدرجة الثالثة عدة أشهر حتى يصبح لاعب كرة القدم قادراً على العودة إلى الميدان.

المحتوى محمي