يُصنف سرطان الفك على أنه أحد أندر أنواع سرطان الرأس والعنق، وبالوقت نفسه ينتمي لمجموعة واسعة متباينة الأنماط من سرطانات الفم. ووفقاً للجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري، تُشكّل أورام الرأس والعنق نسبة 4% من جميع أنواع السرطان، بينما يُشكّل سرطان الفك نسبة صغيرة للغاية من هذه النسبة الصغيرة، وهذا السبب وراء كون "سرطان الفك" مصطلحاً طبياً ذا وقعٍ غير مألوف كباقي الحالات الصحية.
كيف يحدث سرطان الفك؟
يتطور سرطان الفك عادةً كسرطان ثانوي، أي يحدث بعد انتشار سرطان الرأس والعنق، وتشمل أنواع سرطان الرأس والعنق كلاً من سرطان قاع الفم وسرطان اللسان وسرطان اللوزتين وسرطان الغدد اللعابية. وفي حالات نادرة يمكن لسرطان الفك أن يتطور كسرطان بدائي وذلك لدى الأفراد المؤهبين بشكلٍ كبير وممن يملكون عوامل خطر ترفع من خطر الإصابة بشكلٍ كبير، وغالباً ما يتم عزل الحمض النووي للفيروس الحُليمي البشري (HPV) في المراحل المتقدمة لسرطان الفك، الذي بدوره يشير إلى الدور الذي تؤديه الإنتانات الفيروسية في زيادة خطر حدوث سرطان الفك.
اقرأ أيضاً: لماذا تظهر أضراس العقل عندما نصبح بالغين؟
الأعراض التي يتظاهر بها سرطان الفك
يعتمد اختلاف علامات وأعراض سرطان الفك على اختلاف المرحلة، فعلى سبيل المثال في المراحل المبكرة لسرطان الفك من الطبيعي ألا يشعر المصاب بأي أعراض أو قد تقتصر الأعراض على الشعور بألم بسيط، بينما تتضمن أعراض المراحل الأكثر تقدماً والتي يحصل فيها غزو لكل من العصب الفكي العلوي والفكي السفلي أعراضاً عصبية توجّهنا إلى أن السرطان في انتشار. ومن أبرز أعراض سرطان الفك وأكثرها شيوعاً نذكر:
- ألم أثناء البلع.
- ألم حول الفك.
- صعوبة في البلع.
- ظهور تقرحات مؤلمة لا تلتئم في الفم، وظهور بقع حمراء أو بيضاء لأسابيع في الفم.
- صعوبة فتح الفم.
- صعوبة الكلام.
- الشكوى من نزيف متكرر في الفم.
- رائحة الفم الكريهة.
- خدر في الفم أو اللسان.
- آلام انعكاسية في الأذن.
- تخلخل الأسنان والذي يشير إلى إصابة العظم.
- في حال كان الفرد يملك طقم أسنان سيجد أن الطقم ليس ملائماً كالسابق.
ما أشيع أنماط سرطان الفك؟
تكون أورام الفك إما سليمة وتسمى عندئذ الأورام السنية وقد تكون خبيثة، وبشكلٍ عام تنمو معظم الأورام الخبيثة في مؤخرة الفم بالقرب من أضراس الفك السفلي وبشكلٍ أقل شيوعاً يؤثر بعضها على الفك العلوي. ومن أشيع الأنماط السرطانية التي تصيب الفك:
- المينوبلاستوما: يتطور هذا النمط عادةً بشكل قريب من الأضراس، ويشكل أوراماً في عظم الفك والتي تنمو لأحجام كبيرة. وعلى الرغم من أن هذا النمط من الأورام ينكس بعد العلاج فإن العلاج الجراحي المكثّف يقلل عادةً من نكسه.
- الورم الحبيبي للخلايا العملاقة المركزية: آفات حميدة تنمو من خلايا العظام وتحدث غالباً في الجزء الأمامي من الفك، ويتميز هذا النمط بتطوره السريع مسبباً الألم ومدمراً العظم. وكسابقه، لهذا النمط فرص كبيرة بالنكس حتى بعد العلاج.
- الورم المخاطي السني: من الأورام الحميدة النادرة التي تنمو ببطء وغالباً ما تصيب الفك السفلي، وفي بعض الحالات ينمو هذا النمط لأحجام كبيرة غازياً الفك والأنسجة المحيطة به وقد يحل محل الأسنان.
- سرطان الخلايا الحرشفية: على الرغم من أن هذا النمط يُشكّل 90% من سرطانات الفم، فإنه يُشكّل نسبة ضئيلة للغاية من سرطان الفك.
اقرأ أيضاً: بخطوات بسيطة: كيفية التخلص من رائحة الفم الكريهة عند الاستيقاظ
عوامل خطر الإصابة بسرطان الفك
تُعزى بعض أسباب الإصابة بسرطان الفك إلى مجموعة من العوامل البيئية والجينية، والتي تزيد من خطر تطوير سرطان الفك بشكلٍ كبير، ومن أبرزها نذكر:
- التدخين ومضغ التبغ: أكثر عوامل الخطر شيوعاً لكل من سرطان الحنك الصلب العلوي وسرطان الفك السفلي.
- استهلاك الكحول بشكلٍ مفرط: الإفراط في استهلاك الكحول يزيد من خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية في الفم والفك، ويتضاعف خطر الإصابة عند ترافق استهلاك الكحول مع التدخين.
- زيادة الوزن والبدانة: على الرغم من أن العلاقة بين سرطان الفك وزيادة الوزن غير واضحة تماماً، فإن نسب الإصابة بسرطان الفك أعلى بين البدينين مقارنة بغيرهم.
- العمر: يزداد خطر حدوث سرطان الفك بشكلٍ أكبر بعد سن 55 عاماً.
- إهمال نظافة الفم: والذي يكون عاملاً مساهماً في الإصابة بسرطان تجويف الفم والبلعوم وسرطان الفك.
- الإنتانات الفيروسية: تزيد الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري من حدوث سرطان الفك، وخاصةً عند الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 50 عاماً.
- سوء التغذية: لاتباع نظام غذائي فقير بالمغذيات والفاكهة والخضار وغني بالأطعمة المملحة والمُبهرة بشكلٍ كبير دورٌ في زيادة حدوث سرطان الفم وسرطان الفك.
- العامل الوراثي: يزداد خطر الإصابة بسرطان الفك لدى الأشخاص الذين يعانون من طفرات جينية موروثة مسببة للأمراض مثل فقر الدم فانكوني وخلل التقرن الخلقي.
اقرأ أيضاً: لمَ يحدث «الضغط على الأسنان» أثناء النوم وكيف يتم علاجه؟
ختاماً، يعتمد العلاج على مكان نشوء سرطان الفك ومدى انتشاره، وتشمل الخيارات العلاجية كلاً من العلاج الجراحي الذي يتضمن استئصال الورم والأنسجة المصابة، والعلاج الإشعاعي والكيميائي والتي تعتبر علاجات متممة تقضي على أي خلايا سرطانية لم تستأصل.
من جهة أخرى، تتعلق معدلات الشفاء والبقاء على قيد الحياة بمرحلة السرطان، وتُقدر نسبة البقاء على قيد الحياة لـ 5 سنوات بـ 60% وذلك في حالات سرطان الفك غير المنتشرة والمعالجة بشكلٍ تام.