كيف يؤثّر الجلوس لساعات طويلة في الإنتاجية والصحة؟

كيف يؤثّر الجلوس لساعات طويلة في الإنتاجية والصحة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Phruet

قد يصعب تصديق أن للجلوس مخاطر صحية جسيمة وهو حالة تعم بالهدوء والسكينة، إذ يرتبط الجلوس المطول لمدة لا تقل عن 8 ساعات يومياً لدى البالغين بزيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية والسرطان وداء السكري النمط 2.

ولأن اليابانيين يجلسون لأطول مدة بين جميع سكان الأرض بمتوسط 7 ساعات في اليوم وهم يقومون بالأعمال المكتبية، ما قد يشكّل خطراً حقيقياً على صحتهم، فقد اهتمت وزارة الصحة والعمل والرفاهية في اليابان بالبحث في هذا الخصوص، فماذا عن النتائج؟ وهل سيصبح الوقوف أثناء العمل شائعاً بعد النظر في نتائج الأبحاث والدراسات التي أجريت؟

اقرأ أيضاً: هل تعتبر مخاطر الجلوس لساعات طويلة معادلة لمخاطر التدخين؟

العلاقة بين الوقوف وزيادة الإنتاجية وتعزيز الصحة

شارك 74 من العاملين المكتبيين اليابانيين في هذه الدراسة التي استمرت لمدة 3 أشهر، وترأستها الطبيبة جيامينع ما (Jiameng Ma)، وهي باحثة في علوم الرياضة والحركة. 

وتراوحت أعمار المشاركين بين 20-59 عاماً، وتم تقسيم المشاركين إلى مجموعتين؛ تضمنت المجموعة الأولى 36 فرداً قللوا وقت جلوسهم أثناء العمل بشكلٍ ملحوظ واعتمدوا الوقوف بنسبة أعلى، بينما تضمنت الثانية 38 فرداً ممن اعتمدوا الجلوس طوال أداء مهماتهم المكتبية، كما تم استبعاد المشاركين الذين لديهم تاريخ من المضاعفات الخطيرة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو أمراض الأوعية الدموية الدماغية من المشاركة. 

وقبل البدء بالدراسة، تم تأكيد ساعات العمل لكلتا المجموعتين بنحو 7 ساعات و30 دقيقة في اليوم الواحد.

ونظراً لأن الدراسة تتناول جانب الإنتاجية إضافة للجانب الصحي، تم تقييم المشاركين علمياً، وكان معظمهم ذوي خبرة 4 سنوات أو أكثر مع شهادة جامعية، ولم توجد فروق ذات دلالة إحصائية مهمة بما يتعلق بالجنس والعمر والخلفية التعليمية والحالة الاجتماعية.

ماذا تضمنت النتائج حول صحة المشاركين؟

تم تجميع بيانات المشاركين الصحية بعد 3 أشهر، ونصت النتائج على أن أفراد المجموعة الذين قللوا بشكلٍ ملحوظ من وقت جلوسهم شكَوا من آلام في الرقبة والكتفين بشكلٍ أقل مقارنة بأفراد المجموعة الثانية، بينما لم يحدث أي تبدل ملحوظ في خفض معدل حدوث آلام أسفل الظهر.

من جهة أخرى، لم يتم العثور على أي تأثير واضح للوقوف على مؤشر كتلة الجسم، بمعنى أنه لم يقلل من نسبة الدهون في الجسم، إذ كانت الطاقة المستهلكة خلال أربع ساعات يومياً من خلال الوقوف أو المشاركة في أنشطة منخفضة الكثافة غير كافية لتحسين مؤشر كتلة الجسم. 

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى التأثير الذي تحدثه دقائق المشي الخمس في ساعات الجلوس

ماذا عن النتائج التي تخصُّ الإنتاجية والأداء؟

كانت هناك زيادة ملحوظة في تحسن الحالة المزاجية وفي المشاركة العملية بالعمل لدى أفراد المجموعة الأولى مقارنة بالثانية، وذلك بعد تقييم أداء المشاركين على مدى أربعة أسابيع، كما ارتبط الجلوس المديد لدى أفراد المجموعة الثانية مع انخفاض الأداء الوظيفي وضعف المشاركة في العمل وانخفاض الحضور وتراجع الإنتاجية بشكلٍ طردي، فكلما طال وقت الجلوس انخفضت قيمة المشاركة في العمل، وكان اليافعون ذوو الأعمار المتوسطة الأكثر تأثراً بذلك.

وبالشكل نفسه، أظهر أفراد المجموعة الذين قضوا وقتاً أقل وهم جالسين أثناء العمل مزيداً من الحيوية في عملهم، وكانوا أكثر نشاطاً بشكلٍ عام مقارنة بالمجموعة الثانية، وعند البحث في بيانات العمل، كان أداء أفراد هذه المجموعة أفضل وإنتاجيتهم أعلى نوعياً عند أداء المهام الموكلة إليهم، كما كان معدل الرضا الوظيفي أعلى بين صفوفهم ما قلل بدوره من معدل التعب المرافق للعمل. 

اقرأ أيضاً: 8 نصائح تساعدك في التغلب على ألم الظهر

وعلى الرغم من الآثار الإيجابية للوقوف أثناء العمل، لم يتمكن الباحثون من إيجاد رابط بين الوقوف والتفاني والاستيعاب، وأدّى العامل الفردي الدور الأكبر في تحديد ذلك.

المحتوى محمي