شارك
الرئيسية
تأخذ الغدة الدرقية شكل الفراشة المستقرة في قاعدة العنق أسفل تفاحة آدم مباشرة، وهي مسؤولة عن تصنيع هرمونين رئيسيين هما التيروكسين (T4) والتيرونين ثلاثي اليود (T3) اللذين يؤثران في كل خلية في الجسم، معززين تنظيم استهلاك الجسم للدهون والكربوهيدرات والبروتين، إضافة إلى الدور الذي يؤديه كل منهما في التحكم بدرجة حرارة الجسم ومعدل ضربات القلب. وفي قصور الغدة الدرقية، تفشل الغدة في إنتاج ما يكفي من الهرمونات الدرقية المسؤولة عن طيف واسع من العمليات الحيوية والتي تم ذكرها سابقاً.
وعلى الرغم من أن أعراض المراحل المبكرة من القصور الدرقي قد لا تكون واضحة وجلية وخطيرة، فإن الخوف يكمن في إهمالها لأنه في حال لم يتم تدبيرها وعلاج سببها ستؤدي عندئذ إلى مشكلات صحية أخرى مثل ارتفاع كوليسترول الدم والأمراض القلبية. فما هذه الأعراض التي توجّهنا إلى تراجع وظيفة الدرق؟
اقرأ أيضاً: ما النسبة الطبيعية للهرمون الموجه للغدة الدرقية TSH عند الحامل؟
الأعراض المبكرة لقصور الغدة الدرقية
تميل الأمراض الغدية عموماً والدرقية خصوصاً إلى التطور ببطء، وتستغرق سنوات في بعض الحالات. ففي البداية بالكاد تتم ملاحظة أعراض الخمول الدرقي من التعب وزيادة الوزن، فبسبب شيوع هذه الأعراض قد يظن في البداية أنها مجرد نتيجة لنمط الحياة أو جراء التقدم في السن، لتصبح هذه الأعراض أكثر وضوحاً مع استمرار بطء عملية التمثيل الغذائي. وتشمل أعراض قصور الغدة الدرقية ما يلي:
- التعب والإرهاق.
- زيادة الحساسية للطقس البارد.
- الشكوى من الإمساك.
- جفاف الجلد.
- زيادة الوزن.
- ثخانة الصوت.
- خشونة الشعر.
- تقصف الشعر وتكسر الأظافر.
- الشكوى من ضعف في العضلات وآلامها وتيبسها.
- عدم انتظام الدورات الطمثية.
- تباطؤ معدل ضربات القلب.
- اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب ومشكلات الذاكرة.
- تباطؤ الحركة والتفكير البطيء.
- الألم والشعور بالتنميل والوخز في أصابع اليدين.
- الشكوى من الاضطرابات الجلدية.
ومع الوقت، تتطور الأعراض لتشمل فقدان أشعار الثلث الوحشي للحاجبين وحدوث فقر الدم وفقدان السمع وانتفاخ الوجه.
أعراض قصور الغدة الدرقية عند الأطفال
في الوقت الذي تكون فيه اضطرابات الذاكرة والاكتئاب أكثر تظاهرات المراحل المبكرة لقصور الغدة الدرقية عند البالغين شيوعاً، تكون اضطرابات النمو والتطور أكثرها شيوعاً عند الأطفال، ولا يعتبر الرضع حتى محصنين من الإصابة، فمعظم الرضع الذين يولدون بدون غدة درقية أو بغدة لا تعمل بشكل صحيح لا تظهر عليهم الأعراض على الفور، لكنها تصبح أكثر وضوحاً عند إهمال التدبير، وعلى رأسها نذكر:
- اضطرابات التغذية.
- ضعف النمو أو تأخره.
- زيادة خفيفة في الوزن.
- اليرقان والذي يشتمل على اصفرار الجلد وتصلبه.
- الإمساك.
- جفاف الجلد وتقشره.
- البكاء بصوت أجش.
- تضخم اللسان.
- حدوث الفتق السري والذي يشتمل على حدوث انتفاخ خفيف بالقرب من السرة.
وعندما لا يتم علاج قصور الغدة الدرقية عند الرضع بالشكل المطلوب، تتطور حتى الحالات الخفيفة منه إلى مشكلات أكثر تعقيداً، وقد يصل الأمر إلى حدوث اضطراب في النمو البدني والعقلي.
اقرأ أيضاً: ما أنواع فقر الدم وكيف يُعالج كل منها؟
ماذا عن أعراض قصور الغدة الدرقية عند المراهقين؟
لا تعتبر أعراض قصور الغدة الدرقية نوعية عند المراهقين، إذ تتشابه وتتشارك إلى حد كبير مع أعراض قصور الدرق عند البالغين، مع وجود بعض الأعراض المميزة مثل:
- ضعف النمو الذي ينتهي بحدوث قصر في القامة.
- تأخر بزوغ الأسنان الدائمة.
- تأخر في البلوغ الجنسي.
- ضعف النمو العقلي.
لمَ يحدث قصور الغدة الدرقية؟
تشمل الحالات الصحية التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث قصور الغدة الدرقية على مما يلي:
- أمراض المناعة الذاتية: إذ يبقى السبب الأكثر شيوعاً لقصور الغدة الدرقية هو أحد الأمراض المناعية الذاتية والذي يُدعى داء هاشيموتو، وفيه تحارب الأجسام المضادة والتي تعتبر جزءاً من الجهاز المناعي الأنسجة السليمة للجسم بما في ذلك أنسجة الغدة الدرقية، ما يؤثر على قدرتها على إنتاج الهرمونات.
- جراحة الغدة الدرقية: تُخفّض جراحة الدرق من قدرة الغدة على إنتاج الهرمونات وقد تفشل في إنتاج أي منها بشكل تام، وذلك في الجراحات التي يتم فيها استئصال الغدة بشكل كامل أو جزء كبير منها.
- العلاج الإشعاعي: يؤثّر الإشعاع المستخدم في علاج سرطان الرأس والعنق على وجه الخصوص في أنسجة الغدة الدرقية، ما يؤدي إلى تراجع الدور الذي تؤديه.
- التهاب النسيج الدرقي: تلتهب أنسجة الغدة الدرقية لأسباب متعددة على رأسها الرضوض وأمراض المناعة الذاتية، الأمر الذي يُحفّز الغدة الدرقية على إنتاج الهرمونات بشكل مفرط في البداية ويرتفع نشاط الدرق، ليعود وينخفض بعد ذلك متظاهراً على شكل قصور في عمل الغدة الدرقية.
اقرأ أيضاً: ما العلاقة بين نقص فيريتين الحديد وتساقط الشعر؟
يساعد الاطلاع على الأعراض المبكرة لقصور الدرق في درء تقدم هذه الحالة الصحية في حال وجودها، الأمر الذي قد يوفرّ الدخول في دوامة تدبير تأخر واضطراب النمو عند الأطفال أو الاضطرابات النفسية عند البالغين. وبما يتعلق بتدبير قصور الدرق، فهو ليس بالمعقد، إذ يطلب الطبيب من المريض بداية مجموعة من التحاليل الطبية وبناء عليها يضع خطة علاجية دوائية مناسبة تُعيد مستويات الهرمون الدرقي إلى المستوى الطبيعي والذي بدوره يعيد التوازن والاتساق إلى مجمل العمليات الحيوية التي تعتمد على هذا وظيفة الدرق.