ما أسباب تراكم غازات البطن وما علاجه؟

ما أسباب تراكم غازات البطن وما علاجه؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ DimaBerlin

الغازات هي جزء طبيعي من جهاز الهضم تنجم بكميات معتدلة بصورة طبيعية عن عملية الهضم، ومن الطبيعي أيضاً أن نشعر بالحاجة أحياناً لإفراغ هذه الغازات إمّا عن طريق التجشؤ أو إطلاق الريح. ولكن ما ليس طبيعياً أن نشعر بالألم نتيجة تراكم هذه الغازات، حيث يحدث هذا الألم إمّا جراء تراكم كميات كبيرة من الغازات في البطن أو في حال كان الغاز محاصراً أو لا يتحرك جيداً عبر الجهاز الهضمي.

أعراض تراكم الغازات في البطن

تشمل علامات وأعراض تراكم الغازات المفرط في البطن كلاً مما يلي:

  • انتفاخ ملحوظ وشديد في البطن.
  • التجشؤ المفرط.
  • إطلاق الريح بصورة غير طبيعية.
  • الشعور بألم أو تشنج في البطن.
  • الشعور بالامتلاء أو الضغط المفرط في البطن والذي يضغط على الصدر مسبباً ضيقاً بسيطاً في التنفس نتيجة محدودية حركة عضلة الحجاب الحاجز.

اقرأ أيضاً: إليك أكثر النصائح فاعلية للتخلص من الانتفاخ المزعج

هذا لا يعني أن كلَّ تجشؤ يعني تراكماً غير طبيعي للغازات، فمن الطبيعي أن يتجشأ الفرد بمعدل يصل إلى 20 مرة في اليوم، وهو أمر طبيعي وخاصةً أثناء تناول الوجبة أو بعدها مباشرةً، إلّا أنه ينبغي ألّا تكون آلام الغازات مستمرة أو شديدة لدرجة أنها تتعارض وتتداخل مع القدرة على العمل بشكلٍ جيد في الحياة اليومية. ومن العلامات الأخرى المرافقة لتراكم الغازات في البطن والتي ينبغي استشارة الطبيب في حال حدوثها:

  • براز دموي.
  • تبدل في قوام البراز.
  • تغير نمط الحركات المعوية.
  • فقدان الوزن.
  • تناوب الإمساك أو الإسهال.
  • الغثيان أو القيء المستمر.
  • آلام شديدة في البطن.
  • ألم في الصدر.

أسباب تراكم غازات البطن؟

غازات المعدة تنجم بشكلٍ رئيسي عن ابتلاع الهواء أثناء تناول الطعام أو الشراب كما يحدث عند تناول الطعام بسرعة، وعادةً ما يتم إطلاق غازات المعدة عن طريق التجشؤ.

أمّا بالنسبة لغازات الأمعاء الغليظة، والتي تعتبر السبب الرئيسي وراء حدوث الألم الناتج عن الغازات، فهي تنجم عن تخمير البكتيريا للكربوهيدرات والألياف وبعض النشويات التي لا تُهضم في الأمعاء الدقيقة. وبذلك تؤدي نوعية الطعام المُتنَاول دوراً في تحريض تراكم الغازات في البطن، ومن أكثرها شيوعاً نذكر البقوليات وعلى رأسها الحمص والبازلاء، وبعض أنواع الفاكهة كالمشمش والمانجو والتفاح والإجاص والخوخ، والخضروات مثل البصل والقرنبيط والبروكلي.

أضف إلى كل ذلك المشروبات الغازية مثل الصودا والبيرة التي تزيد من تراكم الغازات أيضاً، وتسبب بدائل السكر أو المحليات الصناعية مثل السوربيتول الموجودة في الأطعمة والمشروبات الخالية من السكر زيادة غازات القولون. ينطبق الأمر على مكملات الألياف، فعلى الرغم من أن الألياف تقلل من الإمساك الذي يعتبر أحد أسباب تراكم الغازات، فإن هضم الألياف يُطلق أيضاً بعض الغازات.

اقرأ أيضاً: 10 أسباب تؤدي لفرط التجشؤ

من جهةٍ أخرى، تؤدي عادات الطعام والشراب، مثل تناول الطعام بسرعة كبيرة أو الشرب من خلال القشة أو مضغ العلكة أو مص الحلوى أو التحدث أثناء المضغ، إلى ابتلاع المزيد من الهواء.

أمّا بما يتعلق بالأسباب المرضية، فتسبب الأمراض المعوية المزمنة مثل القولون العصبي والتهاب الرتوج والتهاب القولون التقرحي وداء كرون اضطراباً في عمل الأمعاء وفرط نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة ما يُراكم الغازات، كما يؤدي عدم تحمل بعض الأغذية كالغلوتين واللاكتوز دوراً في حدوث الغازات والانتفاخ. وكما ذكرنا، يؤدي الإمساك المزمن وضعف الحركات المعوية إلى صعوبة إخراج الغازات، كما أن بقاء بقايا عملية الهضم في الأمعاء مدة طويلة يُحرّض بكتيريا الأمعاء على إنتاج المزيد من الغازات.

اقرأ أيضاً: 15 سبباً تجعلك تشعر بالجوع حتى بعد تناول الطعام

علاج تراكم غازات البطن

إليك أبرز 10 طرق لتقليل تراكم الغازات والتخلص منها:

  1. تحديد سبب الانتفاخ: الهدف هو علاج سبب تراكم الغازات وليس أعراضه، فإن كان السبب بعض الأغذية التي تهيج الأمعاء فالعلاج بالابتعاد عنها، بينما إذا كانت إحدى المشكلات الصحية المتعلقة بالأمعاء فيُنصح بعلاج هذه الحالات الصحية تحت إشراف مقدم الرعاية الصحية بشكلٍ صحيح، فعلاجها السليم يقلل من حدوث الغازات.
  2. التأكد من عدم وجود حالة من اضطراب تحمل اللاكتوز: إذا كنت تشك في أن الغازات المفرطة لديك ما هي إلّا نتيجة لضعف هضم اللاكتوز نتيجة غياب إنزيم اللاكتاز، سيساعدك تقليل تناول منتجات الألبان على التقليل من تراكم الغازات المزعجة.
  3. تحسين حركة الأمعاء: حيث يرتبط الإمساك بالانتفاخ الناجم عن تراكم الغازات ارتباطاً وثيقاً، فكلما بقيت الفضلات في الأمعاء الغليظة مدة أطول ازدادت كمية الغازات التي تنتجها البكتيريا. ويتم تدبير الإمساك عادة بشرب 2 لتر من الماء يومياً وتناول الأغذية الغنية بالألياف والحرص على الحركة وممارسة الرياضة بانتظام.
  4. اعتماد الأنظمة الغذائية الفقيرة بأغذية فودماب: أغذية فودماب هي الأغذية الغنية بالكربوهيدرات قصيرة السلسلة وهي سيئة الهضم وقابلة للتخمر بشكلٍ كبير، لذلك يؤدي اتباع نظام غذائي فقير بأغذية فودماب إلى تخفيف الانتفاخ والغازات. ومن أغذية الفودماب الألبان والحبوب والمكسرات والفاكهة كالبطيخ والتفاح، وهذا البند مهم جداً لمرضى القولون العصبي.
  5. تناول مكملات البروبيوتيك: للبروبيوتيك فوائد صحية جمة، ونحصل عليها إمّا عن طريق تناول مكملاتها أو عن طريق تناول الأطعمة مثل الزبادي والمخلل والملفوف. تزيد البروبيوتيك من كميات البكتيريا الجيدة في الأمعاء ونوعيتها، ما يقلل من الالتهاب والغازات المعوية.
  6. تناول كميات أقل والحد من الأطعمة المالحة والدهنية: تسهم الوجبات الكبيرة والأطعمة الدهنية أو تلك الغنية بالملح في تحريض الانتفاخ وتراكم الغازات، لأنها تزيد من احتباس السوائل في الأمعاء، ما يعوق حركة الأمعاء الطبيعية.
  7. تناول كبسولات زيت النعناع: زيت النعناع معروف بمساعدته على علاج أعراض الجهاز الهضمي من التشنجات إلى الغثيان، وعلى الرغم من أن الدراسات ليست كافية لتعميم ذلك، لكن تشير الأدلة إلى أن زيت النعناع يكافح الانتفاخ وتراكم الغازات لدى المصابين بمرض القولون العصبي.
  8. ممارسة الرياضة منخفضة الشدة بانتظام: إذ يُحسّن المشي على سبيل المثال لمدة 10-15 دقيقة بعد تناول الوجبة الشعور بالانتفاخ بدرجة أكبر من الأدوية، وتقلل ممارسة النشاط البدني من أعراض التوتر والقلق وما يرافقها من تهيج في السبيل الهضمي ومراكمة الغازات.
  9.  تجنب زيادة الوزن السريعة: ترتبط زيادة الوزن السريعة بحدوث الانتفاخ وتراكم الغازات لعدة أسباب، أهمها أن الدهون المتراكمة حول المعدة تُقيّد حركية الأمعاء، كما أن تراكم الدهون حول البطن مُحرّض للالتهاب ويزيد من حساسية الأمعاء.
  10.  تدريب عضلات البطن: تراكم الغازات قد يكون ناجماً عن رد فعل عضلي غير طبيعي، فعندما تأكل يرتفع الحجاب الحاجز ويتقلص الجدار الأمامي للمعدة لتوفير مساحة أكبر دون دفع بطنك للخارج. هذه هي الحالة الطبيعية، لكن يحدث عكس ذلك لدى بعض الأشخاص حيث يبرز الجدار الأمامي للمعدة وينخفض الحجاب الحاجز ما يعني وجود مساحة أقل، وهذا يعني زيادة حدوث القلس المعدي المريئي الذي يرتبط بحدوث الانتفاخ، لذلك يُساعد تدريب عضلات البطن بشكلٍ صحيح على الحصول على عضلات تمنع بروز البطن للأمام بشكلٍ مفرط. 

اقرأ أيضاً: أثبتت التجربة عدم فاعلية مواد البروبيوتيك في علاج الأمراض

المحتوى محمي