متى يصبح استئصال اللوزتين ضرورياً؟ وما الذي يمكن توقعه بعد العمل الجراحي؟

متى يصبح استئصال اللوزتين ضرورياً؟ وما الذي يمكن توقعه بعد العمل الجراحي؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.

يمكن تشبيه اللوزتين بوسادتين من الأنسجة الليمفاوية التي تستقر في الجزء الخلفي من الحلق، إذ تعتبر اللوزتان خط الدفاع الأول لجهاز المناعة ضد البكتيريا والفيروسات التي تدخل الجسم عن طريق الفم، وهذه الوظيفة هي التي تجعل اللوزتين عرضة بشكلٍ خاص للإنتانات والالتهاب. في بعض الأحيان تلتهب اللوزتان بصورة متكررة تؤثّر في نوعية حياة الطفل، ما يجعل استئصالهما ضرورياً من الناحية الطبية.

اقرأ أيضاً: كيف نُميّز بين التهاب اللحمية والتهاب الجيوب الأنفية؟

متى يكون استئصال اللوزتين ضرورياً؟

تتراجع وظيفة اللوزتين المناعية مع التقدم بالعمر، ما يعتبر مسؤولاً عن ندرة حالات التهاب اللوزتين لدى البالغين مقارنة بالأطفال. ومع ذلك، قد يوصى باستئصال اللوزتين لمنع نوبات التهاب اللوزتين المتكررة لدى كلٍّ من الأطفال والبالغين على حد سواء. يكون من الضروري استئصال اللوزتين عند الأطفال في الحالات التالية:

  • الإصابة بالتهاب اللوزتين 7 مرات في سنة واحدة أو 5 مرات بالسنة لمدة عامين متتالين، أو 3 مرات بالسنة لثلاثة أعوام متتالية.
  • التهاب اللوزتين الذي لا يتحسن بالعلاج بالصادات الحيوية.
  • الضخامة الشديدة في اللوزتين.
  • التهاب اللوزتين المترافق مع خراج في اللوزتين لا يستجيب للعلاج الدوائي.
  • الشكوى من اضطرابات النوم المرتبطة بالتنفس، مثل صعوبة التنفس الشديدة وانقطاع التنفس في أثناء النوم الناجمة عن التهاب وتضخم اللوزتين.
  • الشك بخباثة في الأنسجة الليمفاوية والذي يتظاهر على شكل تضخم أحادي الجانب في أحد اللوزتين.
  • ومن الحالات الأقل أهمية لضرورة استئصال اللوزتين النزيف المتكرر من الأوعية الدموية القريبة من سطح اللوزتين.

وعلى الرغم من أن معظم عمليات استئصال اللوزتين تُجرى على الأطفال، فإنه يمكن للبالغين أيضاً اللجوء لعملية استئصال اللوزتين في حال الشكوى من التهاب متكرر يعوق الحياة في اللوزتين أو في حال الضخامة الشديدة التي تعوق التنفس وتسبب انقطاع التنفس في أثناء النوم. إضافة إلى ذلك، يُوصي الأطباء باستئصال اللوزتين عند وجود خراج فعّال لا يستجيب للعلاج أو عند وجود ضخامة أحادية الجانب في اللوزتين، ما يوجّه لاحتمال وجود أنسجة خبيثة غير طبيعية.

اقرأ أيضاً: 7 طرق للتخلص من رائحة الفم الكريهة بالصباح

ما نتائج ومضاعفات الخضوع لعملية استئصال اللوزتين؟

عادةً ما يكون مرضى استئصال اللوزتين قادرين على العودة إلى المنزل في اليوم نفسه نظراً لأن مضاعفات العمل الجراحي نادرة نسبياً. وفي حين أن عملية استئصال اللوزتين توفّر جودة نوم أفضل وعدد مرات التهاب أقل وتحسن نوعية الحياة، يمكن أن يواجه المرضى مجموعة من المضاعفات مثل:

  • الإنتان الناجم عن العمل الجراحي.
  • النزيف الشديد.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • تورم اللسان أو سقف الحنك.
  • صعوبة في التنفس.
  • التجفاف.
  • مضاعفات التخدير مثل صعوبة البلع.

وينبغي التواصل مع مقدم الرعاية الصحية في حال تطور تلك المضاعفات بصورة مفاجئة أو لمدة تتجاوز الـ 5 أيام دون أي تراجع، إذ من المتوقع أن يتحسن مرضى استئصال اللوزتين خلال أسبوعين في المتوسط. 

يُنصح مرضى استئصال اللوزتين بشرب الكثير من السوائل، إذ يعتبر هذا الإجراء أمراً أساسياً للتعافي. بالإضافة إلى تناول أطعمة لينة وباردة في الأسبوع الأول مثل الزبادي وعصير التفاح والمثلجات والمرق البارد والبطاطس المهروسة والبيض المخفوق. يمكن إدخال الأطعمة الصلبة بما يسمح له شعور الراحة لدى كل شخص، ومع ذلك ينبغي تجنب الأطعمة الصلبة جداً والحارة لأنها تهيج منطقة الجراحة.

اقرأ أيضاً: أخطر 10 فيروسات تهدد بقاء البشرية واستمرارها

بديل ينافس استئصال اللوزتين جراحياً

على الرغم من تقدم العلوم الطبية، فإن هناك واحداً من عدة أشياء لم تتغير بعد وهي الألم وصعوبة البلع التي تستمر لأسبوعين بعد استئصال اللوزتين تقليدياً، حيث تسبب عمليات استئصال اللوزتين الألم لأنها تترك سطحاً مكشوفاُ من الأنسجة المقطوعة. وعلى الرغم من أن المضاعفات -مثل النزيف وصعوبة البلع والتجفاف- تتراجع عند استئصال اللوزتين باستخدام الليزر وليس تقليدياً، فإن النتائج ليست واعدة كما هو مرغوب.

وفي سياق ابتكار علاج يُريح المريض ويخفف من عبء المضاعفات، حصلت شركة "سومنوس للتكنولوجيا الطبية" (Somnus Medical Technologies) على موافقة إدارة الغذاء والدواء لبديل لاستئصال اللوزتين تقول إنه أقل إيلاماً ويسمح بالتعافي بشكل أسرع.

إذ يقوم العلاج على فكرة تقليص حجم اللوزتين بدلاً من قطعهما واستئصالهما، وذلك عن طريق إدخال أقطاب كهربائية صغيرة الحجم في اللوزتين مولدة لترددات راديوية، إذ تحرق هذه الطاقة الأنسجة بطريقة موجهة ما يؤدي إلى تراجع الخلايا وانكماش أنسجة اللوزتين تدريجياً.

اقرأ أيضاً: التهاب الأذن الوسطى عند الرضع: أسبابه وعلاجه

من الإيجابيات الأخرى لهذا العلاج الحديث أن العمل الجراحي لا يستغرق أكثر من ساعة ويُجرى تحت التخدير الموضعي، بينما تُستأصل اللوزتان تقليدياً تحت التخدير العام. ومع ذلك، لا يزال هذا العلاج تجريبياً ومن غير المرجح أن يُعتمد قبل إجراء المزيد من الاختبارات والأبحاث حول سلامته وفاعليته.

 

المحتوى محمي