ملخص:
المشكلة: قد يعاني بعض الأشخاص مشكلات جلدية متعددة، مثل حب الشباب أو الإكزيما، التي يمكن أن تسببها بعض البكتيريا والفطريات، وقد يكون علاجها معنداً باستخدام العلاجات التقليدية.
السبب: قد يستخدم البعض منتجات علاجية للبشرة تحتوي على الكبريت بسبب خصائصه المضادة للجراثيم، لكن قد تهيج بعض هذه المنتجات البشرة الحساسة بسبب ارتفاع تركيز الكبريت فيها، أو نتيجة الحساسية من بعض المواد الكيميائية المضافة.
الحل: تُعدّ مياه الينابيع المعدنية مصدراً طبيعياً لعنصر الكبريت، وأكثر أمناً نسبياً على البشرة، وأشمل تأثيراً، ويجب تحقيق أقصى استفادة من هذه المياه لتخفيف الالتهابات وعلاج الأمراض الجلدية وتحسين صحة الشعر وتجديد الخلايا. فالكبريت يتحول في الجسم إلى حمض البنتاثيونيك Pentathionic acid، وهو ذو خواص مضادة للبكتيريا والفطريات.
ويمكن الاستفادة من فوائد الينابيع الكبريتية للجلد من خلال الاستحمام فيها، فضلاً عن أنها يمكن أن تصبح تجربة ممتعة وتحفز الاسترخاء. لكن يجب استشارة الطبيب في حال وجود حالات مثل الحمل، أو الإصابة بأمراض قلبية، أو وجود جروح أو قروح.
قد يعاني بعض الأشخاص مشكلات جلدية متعددة، مثل حب الشباب أو الإكزيما أو الصدفية، التي يمكن أن تسببها بعض البكتيريا والفطريات. قد يستخدم هؤلاء منتجات لعلاج هذه المشكلات الجلدية تحتوي على مادة الكبريت لخصائصه المضادة للجراثيم. لكن قد تتسبب بعض هذه المنتجات في تهيج البشرة الحساسة، خاصة عند احتواء هذه المنتجات على تركيزات عالية من الكبريت، أو قد تنتج حساسية من بعض المواد الكيميائية المضافة إلى هذه المنتجات.
لذلك، يمكن أن تساعد العلاجات التكميلية، مثل العلاج بمياه الينابيع المعدنية، وخاصة تلك الغنية بعنصر الكبريت، على علاج مشكلات البشرة، وتحسين صحة الجلد. في هذا المقال، نستكشف فوائد مياه الينابيع الكبريتية للبشرة، وكيفية اغتنامها.
اقرأ أيضاً: ما هي الأمراض الجلدية التي قد نُصاب بها في المسابح أو البحر؟
ما هي الينابيع الكبريتية؟
يُعدّ الاستحمام في مياه الينابيع الدافئة الغنية بالمعادن والأملاح ممارسة قديمة عمرها آلاف السنين، وتُستخدم حتى الآن للعلاج في عدة بلدان، مثل بعض بلدان أوروبا واليابان؛ حيث تُعدّ جزءاً من الرعاية الطبية الروتينية في بعض البلدان، مثل فرنسا، لعلاج مختلف المشكلات، مثل التهاب المفاصل، وأمراض اللثة، وحتى الاكتئاب. وتحتوي الينابيع المعدنية على مجموعة من المعادن المفيدة للبشرة، مثل المغنيزيوم، والكبريت، والكالسيوم، والحديد. لكلٍ منها رائحة، ولون، وخصائص علاجية مختلفة.
تُستخدم مياه الينابيع الكبريتية في علاج الأمراض الجلدية بفضل كبريتيد الهيدروجين الموجود فيها. يمتلك هذا المركب قدرة على اختراق الجلد والأغشية المخاطية؛ لكن الطريقة التي يحدث ذلك بها ليست واضحة تماماً. على الجانب الآخر، يُعدّ الكبريت أحد أكثر المعادن وفرة في الجسم، فهو يمثّل نحو 0.25% من وزن أجسامنا، ويُعرف بـ "معدن جمال الطبيعة" لأنه يساعد على تصنيع الكولاجين، وهو مكون أساسي لبشرة الجلد، ما يحافظ على بشرة جميلة وشابة ومرنة.
فوائد المياه الكبريتية للبشرة
يُعرف الكبريت بخصائصه المضادة للفطريات والبكتيريا، ومن أبرز فوائد مياه الينابيع الكبريتية للجلد:
- تخفيف الالتهابات: يقلل الكبريت التهاب الجلد والثآليل، ما يُخفّف احمراره وتهيّجه.
- علاج الأمراض الجلدية: يخفف الكبريت أعراض الإكزيما، والأمراض الجلدية الأخرى، مثل الصدفية، وحَب الشباب، والوردية، التي تسبب احمرار الجلد وتهيجه، خاصة في الخدين والجبهة؛ بسبب قدرته على قتل البكتيريا، ومنع نموها.
- تحسين صحة الشعر: يحسّن الكبريت صحة فروة الرأس، ويخفف قشرة الرأس، ويعزز نمو الشعر.
- تطهير الجلد من السموم: يساعد الاستحمام في الينابيع الساخنة على التخلص من السموم بطريقة طبيعية من خلال التعرق، ما ينظف المسام المسدودة، ويعزز الدورة الدموية الصحية. ويساعد الكبريت في هذه المياه على تطهير الجلد من الأوساخ والمواد الضارة التي تُؤثّر في صحة الجلد، بفضل خصائصه المضادة للميكروبات.
- تجديد الخلايا: يساعد الكبريت على تجديد خلايا الجلد، وتعزيز إنتاج الكولاجين والإيلاستين؛ ما يحسّن مظهر الجلد، ويُقلّل ظهور التجاعيد.
- التقشير والتنظيف: يساعد الكبريت على تقشير خلايا الجلد الميتة، ما يمنع ظهور البثور وانسداد المسام.
توضّح أخصائية الجلدية والتجميل والليزر، أسماء أسامة، في تصريحها لمنصة «بوبيولار ساينس»، أن الكبريت يتحول في الجسم إلى حمض البنتاثيونيك Pentathionic acid، وهو ذو خواص مضادة للبكتيريا والفطريات. لذلك، يمكن استخدامه في علاج القرح والتينيا، كما يفيد في تخفيف أعراض أمراض المناعة الذاتية المزمنة، مثل الصدفية، فهو يثبِّط الاستجابة المناعية الزائدة في الجسم. وتفيد أسامة أن خصائص الكبريت المضادة للالتهابات والأكسدة تساعد على تسريع عملية تجديد خلايا البشرة، ما يسهم في علاج حب الشباب، والإكزيما الدهنية، وقشرة الشعر.
اقرأ أيضاً: بين الطرق الطبية والطبيعة: هكذا تتخلص من آثار حب الشباب
كيف تغتنم هذه الفوائد؟
تُعدّ رحلة الاستحمام في الينابيع الساخنة تجربة فريدة تختلف عن الاستحمام العادي في حمامات السباحة، أو أحواض الاستحمام الساخنة العادية. لذلك، يُنصح بالاستعداد لرحلة الاستحمام في الينابيع الساخنة عن طريق اتباع النصائح التالية:
- استعد للطقس وجهز الأساسيات: احزم ملابس السباحة، والمنشفة، والماء، وواقي الشمس، إذا كنت في الخارج، وقبعة أو غطاء للرأس، في حال كنت تستحم في فصل الشتاء أو الربيع أو الخريف. وجهز ملابس مناسبة للطقس والفصول المختلفة، وتأكد من ارتداء الأحذية المناسبة للمشي إلى الينابيع والعودة إلى السيارة.
- اختبر حرارة الماء: تعتمد مدة الاستحمام في الينابيع الساخنة على درجة حرارة الماء، التي قد تصل إلى 80 درجة مئوية، وتختلف هذه الدرجة من ينبوع إلى آخر. لذلك، قبل الاستحمام، اغمر قدميك أولاً في الماء للتأكد من أن درجة حرارتها تناسبك. ويفضَّل ألّا تتجاوز مدة الاستحمام 15 إلى 20 دقيقة، إذا كانت درجة حرارة الماء أكثر من 40 درجة مئوية.
- خذ فترات راحة: إذا كانت رحلتك إلى الينابيع الساخنة تستغرق أياماً، فخذ استراحات قصيرة، وتنقل بين الينابيع الساخنة والمناطق الباردة لتبريد جسمك، واشرب الكثير من الماء خلال الاستحمام في الينابيع الساخنة للحفاظ على رطوبة جسمك.
على الرغم من أنه لا يوجد دليل علمي قاطع على فاعلية هذه الممارسة، فإن الينابيع الحرارية تُعدّ علاجاً تكميلياً لعدة مشكلات، خاصة المرتبطة بالالتهاب والإجهاد، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز التنفسي، والجهاز الهضمي، واضطرابات الغدد الصماء، والحالات العصبية والنفسية المختلفة، واضطرابات الجلد، وهشاشة العظام، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والفيبروميالجيا، وغيرها. ومع ذلك، راجع طبيبك قبل زيارة الينابيع الساخنة، خاصة إذا كنت تعاني أي حالة طبية، ويجب تجنّب حمامات السباحة الحرارية إذا كنتِ حاملاً، أو تعاني أمراض القلب، أو لديك أي جروح مفتوحة أو قروح.
اقرأ أيضاً: أيهما أفضل: السباحة في المسبح أم البحر؟
وبصفة عامة، تشير أسامة إلى أن التعرض إلى الكبريت في مياه الينابيع لا يسبب آثاراً جانبية في العادة، إلّا في حال الاستحمام مدة طويلة في مياه الينابيع الكبريتية الحارة، وعلى فترات متكررة، أو في درجة حرارة عالية، خاصة في فترة الصيف، ما قد يؤدي إلى تهيج البشرة، أو حدوث حروق كيميائية بسيطة.
قد لا تناسب مياه الينابيع الكبريتية أنواع البشرة جميعها، لذلك يفضّل استشارة طبيب الجلدية قبل الاستحمام في هذه الينابيع.