ملخص: ينتشر فيروس غرب النيل الذي أصاب أنتوني فاوتشي، المدير السابق للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية، في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وغرب آسيا وشمال الولايات المتحدة الأميركية، الطيور هي المضيفة الرئيسية له، حيث يعيش وينمو ويتكاثر. ينتقل على نحو رئيسي من مضيف لآخر من خلال لدغات البعوض من جنس كيولكس؛ إذ إنه ينقل الفيروس بين الطيور أو من الطيور إلى البشر أو الخيول. يتسبب بأعراض عصبية مثل التهاب الدماغ (تورم الدماغ) أو التهاب السحايا الدماغية. لا يوثّق الخبراء العدد الفعلي لحالات الإصابة لأن العديد من المرضى لا يشهد الأعراض أو تكون طفيفة يصعب تمييزها عن حالات العدوى الفيروسية الأخرى. الحمى والطفح الجلدي على الجذع والإعياء والأوجاع والتوعك هي الأعراض التي تترافق مع أغلبية حالات الإصابة بفيروس غرب النيل، تتطور نسبة أقل من 1%، إلى حالات أخطر تؤثّر في الدماغ والجهاز العصبي وتصبح غازية عصبياً، وقد تكون مهددة للحياة. لا يوجد علاج أو لقاح أثبت فاعليته ضد الفيروس، لكن يمكن الوقاية منه بأساليب بسيطة تعتمد على استخدام طاردات البعوض، وتجفيف المسطحات المائية الملوثة، وإبعاد البعوض والقضاء عليه.
أصاب فيروس غرب النيل الشخص الذي تصدر اسمه قائمة المتصدين للفيروسات والوقاية منها، إنه أنتوني فاوتشي، المدير السابق للمعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية. وقال متحدث باسم المعهد إن الدكتور أنتوني فاوتشي، في طريقه للتعافي من الفيروس. وفاوتشي هو مسؤول صحي عام منذ فترة طويلة وجزء من فريق عمل البيت الأبيض لمكافحة فيروس كورونا.
ما هو فيروس غرب النيل؟
هو مرض فيروسي ينتقل من أنواع البعوض من جنس كيولكس (Culex) إلى البشر، ويعاني فيه معظم المصابين أعراضاً خفيفة تشبه أعراض الإنفلونزا والطفح الجلدي، لكن بعض الحالات قد تكون قاتلة، خصوصاً في ظل عدو وجود لقاح أو علاج ضده. يؤثّر الفيروس في الدماغ والجهاز والعصبي، ما قد يؤدي إلى تورم الدماغ أو تلفه، وحتى الوفاة،
شهدت كرِستي موراي بداية التفشي. في عام 1999، كانت موراي، وهي عالمة أوبئة وخبيرة في الطب الاستوائي تعمل الآن أستاذة في طب الأطفال في جامعة إيموري، ضمن فريق مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها الأميركي الذي استجاب لحالة التفشي الأولى لفيروس غرب النيل في مدينة نيويورك الأميركية. تقول موراي لبوبيولار ساينس: "كانت تلك أول مهمة أتولاها في مجال تفشي الأمراض". أبلغت عدة جهات عن ثلاثين حالة غير مفسّرة من التهاب الدماغ في المدينة، ووقعت على موراي وزملائها مسؤولية كشف سبب هذا التفشي. كان السبب محيّراً ومربكاً في البداية، إذ تقول موراي إن المصابين شهدوا أعراض الشلل، "وهو أمر غريب للغاية في حالات التهاب الدماغ"، كما مثّل كبار السن النسبة الأكبر من المصابين الذين عانوا حالة مرضية أشدّ، على الرغم من أن الشلل الفيروسي أكثر شيوعاً بين الأطفال عادة. لم تكن لدى أي من المرضى علاقة ببعضهم، ولم يكتشف الخبراء أي ارتباط واضح بينهم.
تقول موراي إنها أدّت، إلى جانب بقية أعضاء الفريق، دور "محقق في الأمراض" لكشف سبب ما حدث. كشف الفريق الدليل الأول من خلال إجراء المقابلات مع أفراد عائلات المرضى. تقول موراي: "كانت المعلومة الوحيدة التي تكررت كثيراً في رويات هؤلاء هي أن العديد من المصابين كان نشيطاً ويقضي الكثير من الوقت في الأماكن الخارجية". استناداً إلى هذه المعلومة، وبالاستفادة من الزيارات المنزلية، تمكن أحد علماء الحشرات في مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها من تضييق مجال المصادر المحتملة للمرض إلى عددٍ من أنواع البعوض من جنس كيولكس (Culex). أخيراً، وبعد متابعة المزيد من الأدلة الزائفة والحصول على نتائج اختبارات مربكة، تمكّن الخبراء من تحديد أن السبب هو فيروس غرب النيل، وذلك بعد إصابة الطيور في حديقة حيوان برونكس بالتهاب الدماغ. تقول موراي إن التحقيق استغرق في المجمل نحو 3 أسابيع.
اقرأ أيضاً: مع اقتراب الصيف: إليك وسائل طبيعية لإبعاد الحشرات
على الرغم من أن الخبراء تمكنوا من حل اللغز الأولي بسرعة نسبياً ("خصوصاً لغز انتشار المرض في عام 1999"، حسب تعبير مواري)، ما زال العلماء يجهلون الكثير عن فيروس غرب النيل. وما زالوا غير قادرين على التنبؤ بموعد حالات التفشي الأخطر ومواقعها بدقة حتى الآن. كما أنهم لا يعلمون لماذا لا يشهد البعض أي أعراض بينما تتسبب أنواع أخرى من العدوى بالوفاة. لم يطوّر الخبراء لقاحاً أو علاجاً مثبت الفاعلية لهذا الفيروس حتى الآن؟
مضى 25 عاماً على أول ظهور لهذا الفيروس الذي ينقله البعوض في الولايات المتحدة. وانتشر المرض خلال ربع القرن هذا من مدينة نيويورك إلى الولايات الثماني والأربعين المجاورة جميعها. تقول مواري: "هذا المرض منتشر في كل مكان حرفياً. لا يوجد مكان في [الولايات المتجاورة (أي الولايات جميعها باستثناء ألاسكا وهاواي)] آمن من مسبب المرض هذا". تظهر حالات الإصابة بفيروس غرب النيل في البلاد سنوياً، وهذا يشمل عام 2024، ويبلغ انتشار المرض ذروته بين أواخر يوليو/تموز وأكتوبر/تشرين الأول. وينتشر بشكل عام في إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط وغرب آسيا. سنتحدث فيما يلي عن المعلومات التي يجب أن تعرفها عن هذا الفيروس مع بدء موسم هذا العام، وعما نجهله عنه أيضاً وعن توصيات الخبراء فيما يتعلق بالوقاية.
كيف ينتشر فيروس غرب النيل؟
الطيور هي المضيفة الرئيسية لفيروس غرب النيل، وهي المخازن الرئيسية له (أي التي يعيش فيها الفيروس وينمو ويتكاثر). ينتقل مسبب المرض هذا على نحو رئيسي من مضيف لآخر من خلال لدغات البعوض. البعوض من جنس كيولكس، وهو جنس يعيش في مختلف أنحاء العالم وينتشر بصورة خاصة في المدن الكبرى، هو الناقل الرئيسي لفيروس غرب النيل؛ إذ إنه ينقل الفيروس بين الطيور أو من الطيور إلى البشر أو الخيول. لا تحتوي أجسام البشر المصابين والثدييات الأخرى المصابة على تركيز من الجسيمات الفيروسية كافٍ لجعلها مخزناً للفيروس، ما يعني أنها لا تنقل هذا الفيروس إلى البعوض. يقول عالم بيئة الأمراض والأستاذ في العلوم البيئية في جامعة إيموري، غونزالو فاسكيز-بروكوبيك: "نصفُ البشر في هذه الحالة بأنهم من 'المضيفي النهائيين'". تنتج نسبة منخفضة للغاية من الحالات البشرية عن انتقال الفيروس بين البشر من خلال عمليات نقل الدم وزرع الأعضاء.
لكن على الرغم من أن الفيروس لا ينتقل بين البشر في الحالة العامة، فإن البعوض نفسه ينقله إليهم بفعالية. تقول مواري: "هذا المرض هو المرض الفيروسي المحمول بالنواقل الأكثر انتشاراً في الولايات المتحدة بلا شك. وهو يتفوق على أي مرض آخر". قد تُصيب أمراض أخرى غير فيروسية محمولة بالنواقل عدداً أكبر من الأشخاص سنوياً، مثل داء لايم الذي ينقله القراد. لكن داء لايم هو مرض بكتيري له علاج فعّال بالمضادات الحيوية. حتى الآن، لا يوجد علاج معتمد لفيروس غرب النيل.
اقرأ أيضاً: دراسة جديدة تكشف عن وجود فيروسات عملاقة قد تساعد على إبطاء وتيرة التغيّر المناخي
هل انتشر فيروس غرب النيل بمعدل أعلى عام 2024؟
تتتبع مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها حالات الإصابة بفيروس غرب النيل، إلى جانب الأمراض الأخرى التي تنقلها مفصليات الأرجل، من خلال نظام أربو نت (ArboNET). بدءاً من 13 أغسطس/آب 2024، أكدت مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها توثيق 174 حالة إصابة بفيروس غرب النيل في 30 ولاية مختلفة، وبلغ عدد الإصابات في ولايات مثل تكساس ولويزيانا ونبراسكا ونيفادا وأريزونا 10 أو أكثر. كانت 113 حالة من هذه الحالات "غازية عصبياً"، أي من النوع الأكثر شدة من العدوى التي تتسبب بأعراض عصبية مثل التهاب الدماغ (تورم الدماغ) أو التهاب السحايا الدماغية، وهو تورم الغشاء المحيط بالدماغ. تسبب المرض بوفاة 8 أشخاص من هؤلاء المصابين حتى الآن.
بالنظر إلى عدد حالات الإصابة بفيروس غرب النيل في السنوات الماضية، قد لا يبدو عدد الإصابات الذي لا يتجاوز 200 إصابة كبيراً. مع ذلك، ما زال الموسم في بدايته تقريباً، وتقول موراي إن كل حالة مؤكدة الآن قد تشير إلى وجود العديد من الحالات المخفية الأخرى.
توضّح موراي أنه عموماً، لا يوثّق الخبراء العدد الفعلي لحالات الإصابة لأن العديد من المرضى لا يشهد الأعراض والعديد من حالات العدوى المترافقة بالأعراض يكون طفيفاً ويصعب تمييزه عن حالات العدوى الفيروسية الأخرى. الحمى والطفح الجلدي على الجذع والإعياء والأوجاع والتوعك هي الأعراض التي تترافق مع أغلبية حالات الإصابة بفيروس غرب النيل. لا يسعى المصابون بالفيروس غالباً للحصول على العلاج أو الخضوع للاختبارات. تتطور نسبة صغيرة من حالات العدوى، أقل من 1%، إلى حالات أخطر تؤثّر في الدماغ والجهاز العصبي وتصبح غازية عصبياً. قد تكون هذه الحالات مهددة للحياة. تقول أستاذة علم الأعصاب في جامعة كولومبيا التي تدرس الأمراض العصبية المعدية، كيران ثاكور، إن الناجين من الأمراض الغازية عصبياً يُصابون غالباً بإعاقات تدوم طيلة حياتهم.
مع ذلك، تشير ثاكور إلى أن مقدمي الرعاية الصحية لا يحصون هذه الحالات الشديدة بدقة لأنهم لا يجرون الاختبارات دائماً، كما أن هذه الاختبارات لا تسفر عن نتائج إيجابية دائماً. وثّقت مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها 827 حالة مؤكدة من حالات العدوى الغازية عصبياً عام 2022، لكن خبراء الوكالة يُقدّرون أن عدد حالات العدوى العصبية الغازية يتراوح بين 24,810 و57,890 حالة. تشير ثاكور إلى أن نسبة حالات الإصابة بالأمراض الغازية عصبياً التي تؤدي إلى الوفاة تصل إلى 15%.
يؤدي التأخير في إجراء الاختبارات والإبلاغ إلى تأخّر مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها في اكتشاف الحالات المؤكدة. تقول موراي: "هناك تأخير في الإبلاغ عن الحالات يبلغ نحو أسبوعين عادة"، علماً أننا ندخل في فترة ذروة انتقال الفيروس حالياً.
تقول الطبيبة والمتخصصة في علم الأوبئة الطبي في قسم الأمراض المحمولة بالنواقل بمراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها، إيرين ستيبلز، إنه بالنظر لهذه المحاذير، "شهدنا عدداً أكبر بقليل من الحالات مقارنة بالعدد الذي نشهده [عادة] في هذا الوقت من العام، كما وثّقنا بعض الحالات في وقتٍ أبكر من المعتاد". تقول ستيبلز إن الموجة الأكبر من ظهور المرض تميل إلى أن تبدأ في نهاية أغسطس/آب وبداية سبتمبر/أيلول.
مع ذلك، هذا لا يعني أن البلاد ستشهد موسماً شديداً لفيروس غرب النيل لا محالة. تقول ستيبلز لبوبيولار ساينس: "التنبؤ بتطور موسم عام 2024 على مدار الشهرين المقبلين صعب للغاية"؛ إذ إن التوجهات تتغير بسرعة، كما أن هناك العديد من المتغيرات التي تسهم في شدة التفشي.
تختلف نسب انتشار فيروس غرب النيل وبؤره بدرجة كبيرة من عام إلى آخر. قد يبلغ الانتشار ذروته في شمال شرق البلاد في أحد المواسم ثم في جنوب غربها في الموسم التالي. شهدت البلاد حالة تفشٍ كبيرة عام 2003، ثم شهدت حالة أخرى عام 2012. بالنتيجة، يصنِّف الخبراء انتشار هذا الفيروس على أنه "دوري"؛ إذ إنه يبلغ ذروته في موجات تظهر مرة كل عقد من الزمان، حسب تعبير فاسكيز-بروكوبيك، الذي يقول: "يبدو أن نسب انتشار الفيروس ستزداد في وقتٍ قريب".
العوامل مثل المناخ ومعدل هطول الأمطار مهمة؛ إذ يمكن أن تسهم درجات الحرارة المرتفعة ومستويات الرطوبة في ازدياد أعداد البعوض. وفقاً لفاسكيز-بروكوبيك، تؤدي مستويات المناعة لدى الطيور دوراً أيضاً؛ إذ إنه يشير إلى أن عدد حالات الإصابة لدى البشر في منطقة ما في عام معين سينخفض إذا كانت أغلبية الطيور في المنطقة تمتلك الأجسام المضادة وتتجنب الإصابة بالمرض في ذلك العام، وذلك لأن مخزون الفيروس سيكون أصغر. يقول فاسكيز-بروكوبيك: "إنها دورة بالغة التعقيد"، ما يجعل التنبّؤ بانتشار المرض بدقة صعباً.
بغض النظر عما سيحدث في الأشهر القليلة المقبلة، تشير ستيبلز إلى أن الفترة الحالية حاسمة لاتخاذ الإجراءات الوقائية.
اقرأ أيضاً: اكتشاف فئة جديدة من الأجسام المضادة القادرة على مكافحة أشكال متعددة من فيروس الإنفلونزا
كيف تمكن إدارة فيروس غرب النيل؟
تتتبّع إدارات المدن هذا التهديد الفيروسي من عام لآخر من خلال مراقبة جماعات البعوض والطيور. بالإضافة إلى ذلك، يتعامل العديد من البلديات أيضاً مع بعوض كيولكس من خلال رش مبيدات الآفات باستخدام مركبات إطلاق الضباب واستهداف اليرقات المائية. وفقاً لفاسكيز-بروكوبيك، يحتاج البعوض إلى الماء للتكاثر، ما يعني أن استخدام المبيدات الحشرية في قنوات الصرف وأحواض تجميع المياه قد يساعد على خفض أعداد هذه الحشرات دون قتل الحشرات المفيدة مثل الملقِّحات.
تقول ستيبلز إن مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها تجري أبحاثاً لتطوير اللقاحات الوقائية والعلاجات المضادة للفيروسات منذ سنوات، لكن عملية التطوير، التي تتطلب إجراء تجارب بشرية واسعة النطاق لإثبات الفعالية، صعبة عندما يتعلق الأمر بمثل هذا الفيروس الذي لا يمكن التنبؤ بسلوكه بدقة. تُضيف ستيبلز قائلة إن إحدى محاسن جائحة كوفيد-19 هي أنها جعلت الطرق البديلة للحصول على الموافقات والترخيصات من إدارة الغذاء والدواء الأميركية أوضح.
لكن في الوقت نفسه، وبغياب لقاح أو دواء يمكن الاعتماد عليه، يمكنك خفض خطر التعرض للفيروس من خلال إزالة مصادر الرطوبة الراكدة حول المنزل (أي إفراغ الدلاء ومسابح الأطفال الصغيرة على سبيل المثال). بالإضافة إلى ذلك، هناك سلوكيات مفيدة.
يقول فاسكيز-بروكوبيك: "يجب علينا توخّي الحذر وتجنّب الذعر"، ويُضيف أيضاً أن البعوض ليس مزعجاً فقط، بل يمثّل مشكلة متعلقة بالصحة العامة. لذلك، ينصح فاسكيز-بروكوبيك الناس باتخاذ خطوات جادة لتجنب لدغات هذه الحشرات.
طاردات الحشرات هي أداة بالغة الأهمية، خاصة تلك المسجلة لدى وكالة حماية البيئة الأميركية وتلك التي توصي بها مراكز السيطرة على الأمراض ومنع انتشارها. يساعد ارتداء السراويل الفضفاضة والقمصان الواسعة ذات الأكمام الطويلة على الوقاية من اللدغات أيضاً. يجب أن يحذر الناس بصورة خاصة عند الخروج من المنزل عند الغسق والفجر عندما يكون البعوض في ذروة نشاطه. تقول ستيبلز: "أحتفظ بعلبة من طارد الحشرات بجوار باب منزلي الأمامي وعلبة أخرى بجوار الباب الخلفي لكي أتذكر استخدامها قبل الخروج من المنزل".
لا يزال العلماء يجهلون سبب إصابة البعض بحالة مرضية شديدة بينما يُصاب البعض الآخر بالعدوى غير المترافقة مع الأعراض. مع ذلك، هناك بعض الاتجاهات الواضحة، وهناك مجموعات معروفة بأنها أكثر عرضة للإصابة بعدوى شديدة من فيروس غرب النيل. تقول ستيبلز إن الأشخاص الذين يعانون ضعف المناعة، مثل الذين يتناولون الأدوية لعلاج أمراض المناعة الذاتية، يجب أن يكونوا أكثر حذراً. تقول موراي إن الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً معرضون لخطر أكبر. تشير ثاكور إلى أن الحالات المرضية الغازية عصبياً أكثر شيوعاً بين الرجال، علماً أن ذلك قد يكون ناجماً عن أنهم أكثر عرضة لعوامل الخطورة الأخرى، مثل العمل في الهواء الطلق أو الإصابة بالأمراض المترافقة مثل مرض السكري. في النهاية، قد يُصاب أي شخص بحالة مرضية شديدة.
على الرغم من أن تأثير فيروس غرب النيل طفيف لدى الأغلبية وأسوأ العواقب نادرة، فإن الإجراءات الوقائية بسيطة وتعتمد على أدوات متاحة بسهولة. تقول ثاكور إنه عندما تكون المخاطر مرتفعة للغاية، من المحبّذ أن نتعامل مع مصدر الخطر بجدية. تقول ستيبلز إن استراتيجيات تجنب فيروس غرب النيل ستساعد أيضاً على خفض التعرض لخطر الأمراض الأخرى المحمولة بالنواقل مثل حمى الضنك أو مرض بواسان، "ما يمثّل سبباً آخر يدفعك لاستخدام طارد الحشرات"، حسب تعبيرها.
اقرأ أيضاً: هل يمكن استخدام الفيروسات لعلاج الأمراض البكتيرية المقاومة للمضادات الحيوية؟
الاعتياد على الممارسات الوقائية هو تدريب جيد سيفيدنا في المستقبل الذي ستسوده درجات الحرارة الأعلى، الذي سنضطر فيه جميعنا لأخذ الحشرات اللادغة على محمل الجد. من المرجّح أن تصبح مواسم البعوض أطول في ظل التغيّر المناخي، ومن المتوقع أيضاً أن تنتشر الأمراض المحمولة بالنواقل، مثل ذلك الذي يتسبب به فيروس غرب النيل، إلى مناطق جديدة يعيش فيها البشر الذين لم يتعرضوا لهذه الأمراض من قبل ولا يتمتعون بالمناعة ضدها. تقول ثاكور إن الأمراض المحمولة بالنواقل "هي فئة من الأمراض تثير قلقي للغاية" مع استمرار تفاقم الاحتباس الحراري.