دليل مبسّط لزراعة الأعشاب المنزلية مثل الزعتر وإكليل الجبل في المطبخ

5 دقيقة
دليل مبسّط لزراعة الأعشاب المنزلية مثل الزعتر وإكليل الجبل في المطبخ
إن تحديد مستوى تعرّض مساحة الزراعة للضوء هو الخطوة الأولى في زراعة الأعشاب المنزلية بنجاح.

ملخص: بالإضافة إلى القيمة الجمالية، تُعدّ الأعشاب الطازجة جزءاً منعشاً من عملية الطبخ. يمكنك زراعة هذه الأعشاب بنفسك داخل منزلك مع مراعاة عدة عوامل مثل الكمية اللازمة لها من الضوء، والتربة الملائمة لنموها، والحرص على مواعيد سقايتها بحيث تنال الكميات الملائمة من المياه، والاهتمام بتغذيتها، إذ يفرض الجو الداخلي اهتماماً خاصاً بالمغذيات، ومن العوامل المهمة أيضاً الرطوبة، فمعظم هذه الأعشاب محب للرطوبة. من أهم هذه الأعشاب الريحان الذي تمكن إضافته إلى التتبيلات والحساء، والنعناع الملائم للصلصات والسلطات، والبقدونس، وإكليل الجبل الذي يعد إضافة شهية لتوابل اللحوم، والزعتر الممكن استخدامه في اليخنات وتوابل الدواجن، يجب عليك أن تعرف المواعيد الملائمة لقطف هذه الأعشاب، بالإضافة إلى الطريقة المُثلى للقيام بذلك بحيث تحافظ على أعشاب تعطي محصولاً لأطول فترة ممكنة.

تحسّن الأعشاب الطازجة جودة الأطباق من خلال إضافة نكهة لذيذة لا تضيفها الأعشاب المجففة، ما يجعل تحضير الوجبات اللذيذة مهمة سهلة، كما أن هذه الأعشاب تعزز القيمة الجمالية للمنزل. إذا كان منزلك غير مزود بمساحة خارجية أو إذا أردت زراعة الأعشاب داخل المنزل، فأنت محظوظ؛ إذ إن الأعشاب هي من أسهل النباتات التي تمكنك زراعتها ما دمت توفر لها ما تحتاج إليه.

اقرأ أيضاً: هل زراعة البرسيم في حديقة المنزل فكرة جيدة؟

عوامل يجب مراعاتها عند زراعة الأعشاب في الداخل

الضوء

ربما يكون الضوء أهم عامل يجب مراعاته عند زراعة الأعشاب داخل المنزل. تحتاج أغلبية الأعشاب إلى التعرض لضوء الشمس المباشر مدة 6 ساعات يومياً. لذلك، إذا لم يكن مطبخ منزلك مطلاً على الجنوب وله نافذة كبيرة، فلا بد أن تعرِّض هذه النباتات إلى الضوء الاصطناعي.

الخطوة الأولى هي تحديد كمية الضوء التي تتعرض لها المساحة التي تريد الزراعة فيها. الطريقة الأسهل لقياس كمية الضوء داخل المنزل هي استخدام مقياس ضوء النبات. تقيس هذه الأداة الضوء بواحدة تحمل اسم "اللَكْس" (lux)، وهي تساوي شمعة واحدة في المتر المربع. يجب أن تتمتّع مساحة الزراعة باستضاءة تبلغ 1,000 لكس أو أكثر على مدى 6 ساعات يومياً حتى تتمكن من زراعة الأعشاب فيها. احرص على قياس الاستضاءة في منتصف النهار لالتقاط الشدة القصوى للضوء الذي تتعرض له مساحة الزراعة. خذ في الاعتبار أن زاوية أشعة الشمس تتغير على مدار العام، ما يعني أن شدة الضوء تختلف في أشهر الشتاء عن الصيف.

بمجرد تحديد كمية الضوء التي تتعرض لها مساحة الزراعة، يمكنك أن تقرر إن كانت هناك حاجة إلى استخدام الضوء الاصطناعي. وإذا كانت هناك حاجة بالفعل، فاحرص على استخدام ضوء ليد (LED) الكامل الطيف المخصص لإنماء النبات. توفّر هذه الأضواء طيفاً متوازناً من الضوء يحاكي ضوء الشمس، وهي متوافرة بأنواع وأنماط مختلفة تناسب ديكور منزلك مهما كان. ضع الضوء على مسافة من النباتات تتراوح بين 15 و30 سنتيمتراً وعرّض النبات له مدة 12 إلى 16 ساعة يومياً لتوفير ما يكفي من الضوء لتعزيز النمو الصحي.

التربة

تنمو الأعشاب على نحو أفضل في تربة مهواة وجيدة التصريف. استخدم مزيجاً متوازناً من تربة الأصص يحتوي على الخث الطحلبي أو ألياف جوز الهند والبيرليت والفيرمكوليت لتوفير التصريف المناسب وتعزيز قدرة التربة على الاحتفاظ بالمياه دون إشباع الجذور فيها. ضع النباتات في وعاء يحتوي على فتحة تصريف للوقاية من تعفن الجذور والإفراط في السقاية.

السقاية

مثل النباتات جميعها، تحتاج الأعشاب إلى كميات مختلفة من المياه بحسب نوعها وظروف نموها. عموماً، تُفضّل النباتات مثل إكليل الجبل والزعتر والمريمية التربة الجافة، ويجب ترك التربة لتجف بين كل عمليتي سقاية. على النقيض من ذلك، تنمو النباتات مثل الريحان والبقدونس والنعناع على نحو أفضل في التربة الدائمة الرطوبة، ويجب ألا تجف التربة بين كل عملية سقاية وأخرى. يمكنك تحديد إن كانت الأعشاب تحتاج إلى الماء بالتحقق من رطوبة التربة قبل السقاية من خلال إدخال إصبعك فيها إلى عمق نحو 2.5 سنتيمتر، وإذا شعرت بأنها جافة على هذا العمق، فهذا يعني أن النبات يحتاج إلى السقاية.

الغذاء

تتطلب الأعشاب التي تنمو بالتربة في الهواء الطلق الحد الأدنى من التسميد. لكن الأعشاب المزروعة داخل المنزل في الأصص تحتاج إلى التغذية المنتظمة حتى تزدهر. تختلف احتياجات النباتات من الأسمدة تبعاً للنوع وظروف النمو. عموماً، يكفي استخدام السماد السائل المعتدل مرة كل أسبوعين. استخدام كمية من الأسمدة أقل من اللازم أفضل من الإفراط في تسميد الأعشاب، إذ إن هذا الأخير يؤدي إلى النمو المفرط وظهور الأوراق التي تتمتّع بنكهة أقل حدّة.

الرطوبة

تزدهر الأعشاب في البيئة الرطبة التي تتمتع بدوران جيد للهواء. من المحبّذ تجميع النباتات المزروعة في الأصص معاً لزيادة مستوى الرطوبة حول الأعشاب، مع الحرص على تخصيص حيّز كافٍ لدوران الهواء. احرص على رش النباتات برذاذ الترطيب ووضع الأصص على صينية تحتوي على الحصى المبللة للإسهام في خلق مناخ محلي رطب. يمكنك أيضاً وضع مروحة صغيرة بالقرب من النباتات لتعزيز دوران الهواء في محيطها.

اقرأ أيضاً: كيف تحمي نباتاتك المنزلية من الموت في فصلي الخريف والشتاء؟

6 أنواع من الأعشاب التي يمكنك زراعتها في المطبخ

على الرغم من أن هناك العشرات من أنواع أعشاب الطهي التي يمكنك زراعتها، فإن الأنواع التي سنذكرها أدناه تنمو على نحو أفضل في الداخل.

  1. ربما يكون الريحان هو أكثر أنواع أعشاب الطهي المستخدمة في المنازل شعبية. يزدهر هذا النوع من الأعشاب على النحو الأفضل في الأوساط الساطعة التي لا تتعرض للضوء المباشر. الريحان الحلو والريحان الجنوي هما من الأصناف الشعبية التي يمكن العثور عليها في أغلبية مراكز الحدائق. مع ذلك، إذا أردت تجربة نبات جديد، فخذ في الاعتبار زراعة الأصناف مثل ريحان البقس أو الريحان المقزّم، التي تتميز بأوراق صغيرة لا تتطلب التقطيع عند الطهي. ما عليك سوى قطف هذه الأوراق وإضافتها إلى الأطباق مثل البيتزا والمعكرونة والسلطات.
  2. النعناع هو عشب متحمّل للظل. هناك العديد من الأنواع التي يمكنك الاختيار من بينها، مثل النعناع الفلفلي والنعناع الأخضر والنعناع الحلو. يعتمد الصنف الذي تختاره على تفضيلاتك المتعلقة بالطعام، لكن النعناع الحلو هو نوع لذيذ وشائع يناسب الأطباق الحلوة والمالحة والحريفة على حد سواء. على الرغم من أن النعناع لا يحتاج إلى التعرض لكمية من أشعة الشمس تساوي تلك التي يحتاج إليها الريحان، فإنه يفضّل التربة الدائمة الرطوبة (وليس المبللة)، ما يعني أنه عليك مراقبة تربة هذا النبات بانتظام.
  3. يتطلّب البقدونس ظروف نمو مشابهة لظروف نمو النعناع، ​​وتمكنك زراعة النوعين جنباً إلى جنب. يستخدم الطهاة هذا العشب عادة لتزيين السلطات والحساء والصلصات.
  4. إكليل الجبل هو عشب ينمو على نحو جيد في ظروف الإضاءة الساطعة والتعرض المباشر للضوء. يفضّل هذا النبات التربة الجافة ولا يتحمل الرطوبة. احرص على زراعة إكليل الجبل في خليط رملي، ويمكنك أيضاً استخدام خليط التربة المخصص للصبار والنباتات العصارية. إكليل الجبل لذيذ للغاية في تتبيلات اللحوم، وتمكن إضافته إلى الخضروات الجذرية المشوية.
  5. ينمو الزعتر في ظروف مشابهة لظروف نمو إكليل الجبل، ما يعني أنه تمكنك زراعة النوعين معاً. يستخدم الطهاة الزعتر عادةً في الحساء واليخنات ومحاليل النقع، بالإضافة إلى أنه مكوّن في توابل الدواجن والخضروات المشوية.
  6. ينمو الثوم المعمّر في ضوء الشمس الكامل والتربة الجيدة التصريف ويستخدمه الطهاة عادةً في السلطات والحساء ولتزيين الأطباق. تتوافق نكهة هذه العشبة الشبيهة بنكهة البصل المعتدلة مع العديد من الأطباق.

اقرأ أيضاً: هل يعتبر زيت إكليل الجبل علاجاً فعّالاً للصلع؟ كشف الحقيقة وراء تحدي تيك توك الجديد

حصاد أعشاب المطبخ

يتطلب الحفاظ على صحة الأعشاب الداخلية وإنتاجيتها التقليم والحصاد على نحو منتظم، وهي عملية تعزز نمو الفروع الجديدة في هذه النباتات. احرص على إزالة الأوراق الميتة أو الآخذة في الاصفرار مع نمو الأعشاب، وذلك لتوجيه المغذيات الغنية بالطاقة إلى الأوراق الصحية. بالنسبة للريحان والنعناع، وهما نوعان يميلان إلى اكتساب سيقان طويلة، احرص على قطف الورقتين العلويتين في النبتة بانتظام لتعزيز كثافة النمو. أما بالنسبة للزعتر والبقدونس وإكليل الجبل، احرص على قطف جزء من النبات لا يتجاوز طوله ثلث طول النبات الكلي في كل مرة. يمكنك حصاد الثوم المعمر من خلال قطف الأوراق التي يتراوح ارتفاعها عن التربة بين 2.5 سنتيمتر و5 سنتيمترات.

المشكلات الرائجة في زراعة الأعشاب المنزلية

على الرغم من أن كلاً من زراعة الأعشاب والاعتناء بها سهل نسبياً، فقد تلاحظ وجود الأوراق الصفراء أحياناً. قد ينتج ذلك عن الإفراط في السقاية أو نقص المغذيات أو عدم كفاية الضوء. احرص على اتباع التعليمات السابقة الذكر حول التعرض للضوء والتسميد والسقاية تبعاً لنوع النبات.

تشمل الآفات التي تستهدف الأعشاب المنزلية عادة المن والسّوسيات العنكبوتية والذباب الأبيض. تضر هذه الآفات النباتات من خلال امتصاص النسغ من الأوراق، ما يؤدي إلى زوال اللون والذبول وإلى توقف النمو في بعض الأحيان. الطريقة الأنسب للتعامل مع هذه الآفات هي فحص النباتات بانتظام بحثاً عن أي علامات تشير إلى الإصابة. تمكنك إزالة الآفات مباشرة من خلال نزعها بيدك أو برش رذاذ من ماء الصنبور عليها بلطف. يمكنك أيضاً استخدام الصابون المبيد للحشرات أو زيت النيم إذا كان تفشي الآفات واسعاً. مع ذلك، تمكنك وقاية النباتات من الآفات من خلال ضمان الدوران الملائم للهواء وتجنب الإفراط في السقاية.