أهم المحاصيل الزراعية التي تنمو في التربة الصحراوية

أهم المحاصيل الزراعية التي تنمو في التربة الصحراوية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ nullplus
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يُعد إنتاج الخضروات والمحاصيل في الصحراء أمراً صعباً للغاية، وذلك بسبب طبيعة التربة الرملية الفقيرة بالموارد الغذائية والمائية. لكن الأمر ليس مستحيلاً، إذ يمكن أن ينمو بعض المحاصيل في الصحراء عند استخدام تقنيات النمو الفعّالة، والمحاصيل المناسبة لكل مناخ وموسم، بعد تهيئة التربة وإضافة العناصر الغذائية الناقصة.

تزويد التربة بالمغذيات

التربة الصحراوية فقيرة بالعناصر الغذائية، وقبل البدء بزراعة المحاصيل فيها، يجب تهيئتها وتعويض ما ينقصها بالسماد العضوي عالي الجودة، مع التركيز على أن يكون غنياً بالنتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، بالاعتماد على متطلبات كل محصول. 

عادةً ما تكون التربة الصحراوية شديدة القلوية، لذا قد يكون من الضروري خفض الرقم الهيدروجيني لتسهيل نمو النباتات الصحية الصالحة للأكل في الصحراء. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق إضافة الكبريت

يكون تعويض نقص المياه أيضاً بالري، وأفضل طرق الري بالبيئة الصحراوية الري بالتنقيط أو باستخدام الخراطيم. 

أهم المحاصيل التي تُزرع في التربة الصحراوية

بعد تهيئة التربة، يعد اختيار المحصول المناسب للمناخ من أولى خطوات النجاح في زراعة المحاصيل في التربة الصحراوية.

في المناطق المرتفعة، تُزرع المحاصيل ذات دورة النمو التي لا تتجاوز 3 أشهر، بينما تُزرع في المناطق المنخفضة المحاصيل التي تتكيّف مع أيام الصيف الحارة.

يمكن زراعة النباتات المحبة للحرارة في الصيف، وفي الشتاء تُزرع النباتات التي يمكنها تحمل درجات الحرارة الباردة. أمّا في فصلي الربيع والخريف، يجب أن تتكيّف محاصيل الموسم البارد مع درجات الحرارة القصوى وأن يكون موسم الإنتاج قصيراً. 

قبل أن تختار المحصول الذي تريد زراعته في التربة الصحراوية، ابحث عن طول موسمه منذ البدء في نثر بذوره حتى النضج، ومدى درجات الحرارة التي يمكنه تحملها، واختر المحصول الذي يتمتع بقدرٍ أكبر من التحمل لفروق درجات الحرارة.

اقرأ أيضاً: هل يمكن استخدام الكربون المنبعث من المباني لزيادة إنتاج المحاصيل المزروعة؟

المحاصيل المحبة للحرارة

كما ذُكر سابقاً، تُعد المحاصيل المحبة للحرارة هي الأنسب للزراعة في التربة الصحراوية، ومن هذه المحاصيل:

  • البندورة والفلفل والباذنجان والبطاطا.
  • القرعيات: وتشمل الخيار والقرع الصيفي والشتوي.
  • الحبوب: مثل الذرة والفاصوليا والفول.
  • بعض الأعشاب مثل الريحان.

تتميز هذه المحاصيل بقدرتها على تحمل التقلبات الواسعة في درجات الحرارة من النهار إلى الليل، والاستمرار في النضج.

يتطلب بعض المحاصيل شروطاً إضافية. على سبيل المثال، تصل البندورة إلى أفضل نمو لها في التربة الصحراوية تحت غطاء الظل القماشي الواقي. 

ينمو الفلفل بشكلٍ جيد في التربة الصحراوية أيضاً، لكن الشروط المناسبة لأفضل نمو بجودة عالية وعوائد جيدة، تختلف من نوعٍ إلى آخر. ينمو بعض الأنواع تحت قماش الظلال بشكلٍ جيد، بينما تتطلب أنواع أخرى أشعة شمس ساطعة.

ينمو كلٌّ من الباذنجان والقرع الصيفي واليقطين جيداً في الصحراء المفتوحة، بالإضافة إلى البطيخ والشمام

اقرأ أيضاً: ما العوامل الطبيعية المؤثرة في الإنتاج الزراعي؟

المحاصيل المقاومة للبرد

تُزرع المحاصيل المقاومة للبرودة في الشتاء، ويمكن زراعة بعضها في التربة الصحراوية، إذ يمكن أن تنمو في ليالي الصحراء الباردة عندما تنخفض درجات الحرارة إلى ما دون درجة التجمد، بعد حمايتها ببيوت بلاستيكية لأنها لا تتحمل الجفاف وتصبح عرضة للحروق، كما تحميها من رياح الصحراء الشديدة. 

عموماً، تتباطأ معدلات نمو المحاصيل في درجات الحرارة المنخفضة، ويحدث النمو فقط في الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة فوق 10 درجات مئوية. ويُنصح برفع غطاء البيوت البلاستيكية عندما ترتفع درجات الحرارة حتى لا يصبح الجو دافئاً جداً داخلها.

من المحاصيل المحبة للبرودة والتي تحقق نمواً جيداً الخس على مختلف أنواعه. ينمو أيضاً كلٌّ من الجرجير والسبانخ والسلق والخردل والرشاد واللفت وغيرها، لكن بصورة أبطأ إلى حد ما من الخس. 

يمكن أن تنمو أيضاً المحاصيل الجذرية جيداً خلال فصل الشتاء. مثل الجزر الأبيض الذي يُزرع خلال فصل الصيف ويبقى في التربة حتى الشتاء. ويمكن زرع الثوم والجزر في الخريف وحصادهما في الربيع التالي، كما ينمو البنجر خلال فصل الشتاء في المناخ الصحراوي وينتهي في الربيع، أمّا البصل فيُزرع في وقتٍ مبكر من الربيع.

محاصيل الربيع أو الخريف

تُزرع في فصلي الخريف والربيع محاصيل الطقس البارد، ولا تتحمل هذه المحاصيل درجات الحرارة المنخفضة جداً مثل سابقتها.

من هذه المحاصيل الملفوف والبروكلي والقرنبيط والفجل والبازلاء والكراث وغيرها. تتحمل تقلبات الحرارة في الصحاري، لكن يُفضل حمايتها من درجات الحرارة المتغيرة للغاية من يوم لآخر والاختلافات بين النهار والليل. 

تُزرع هذه المحاصيل في البيئة الصحراوية ضمن بيوت بلاستيكية منخفضة أو تحت بطانيات الصقيع لتشكيل غطاء إضافي للحفاظ على الحرارة في الليل، ورفعه في النهار لتوفير التهوية ومنع ارتفاع درجة الحرارة. 

اقرأ أيضاً: كيف يمكننا استعادة الأراضي التي تعرضت للجفاف والتصحر؟

النخيل

لا يمكن الحديث عن المحاصيل التي تنمو في البيئة الصحراوية دون الحديث عن أشجار النخيل. من المعروف أن التمر من أكثر المحاصيل زراعة في الصحراء، وهو سبب رئيسي لجعل الحياة ممكنة فيها. تتحمل أشجار النخيل تقلبات المناخ الصحراوي ودرجات الحرارة المرتفعة والجفاف الطويل.

تتمتع المحاصيل المزروعة في التربة الصحراوية بجودة عالية نظراً لقلة الأمراض والنكهة الجيدة، ويعتمد حصاد العديد منها بشكلٍ كبير على درجة الحرارة.