ما هي الغمازات الصناعية؟ وما هي الخيارات المتاحة للحصول عليها؟

5 دقيقة
ما هي الغمازات الصناعية؟ وما هي الخيارات المتاحة للحصول عليها؟
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: إيناس غانم.

ملخص: تظهر الغمازات الطبيعية بسبب انقسام العضلة الوجنية الكبرى إلى حزمتين عضليتين بدلاً من واحدة، وعلى الرغم من أنها غالباً ما تُعد سمة وراثية، فلا يوجد دليل علمي قاطع على ذلك حتى اليوم. أما الغمازات الاصطناعية، فهي غمازات تصنع بوساطة عملية جراحية تجميلية، تتضمن إحداث جرح صغير داخل الخد، ثم خياطة قُطب بين عضلات الخد وطبقة الجلد السفلى، وذلك مع أو دون إزالة قليل من الأنسجة. وتختلف جراحات الغمازات الاصطناعية في نهجها: فالطرق الأقل توغّلاً، مثل التقطيب البسيط، قد تمنح غمازات مؤقتة تتلاشى بعد 4 إلى 6 أشهر، في حين تتضمن التقنيات الجراحية المفتوحة إزالة بعض العضلات أو الدهون للحصول على نتائج تدوم لفترة طويلة. هذه الإجراءات آمنة بصورة عامة، مع مخاطر قليلة مثل التورم أو الكدمات. وثمة بعض البدائل غير الجراحية لصنع الغمازات، مثل المكياج وتمارين الوجه وثقب الجلد، لكنها طرق متداولة شعبياً وغير مدعومة بالأبحاث العلمية التي تؤكد فعاليتها أو قدرتها على منح غمّازات دائمة.

تفتننا معظمنا، إن لم يكن كلنا، تلك الانبعاجات الساحرة على أحد الخدّين أو كليهما، وإن كان البعض محظوظ بما يكفي ليولد بغمازات طبيعية، فإن الكثير يسعى اليوم للحصول عليها، وإن لم يكن بالطريقة السهلة نفسها. في الواقع، أصبحت جراحة صنع الغمازات (dimpleplasty) إجراءً تجميلياً شائعاً جداً في السنوات الأخيرة، فكيف يتم إجراؤها؟ وما مخاطرها؟ وهل يمكن الحصول عليها دون تدخل جراحي؟ إليك التفاصيل.

اقرأ أيضاً: لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة

شذوذ عضلي أم عيب خلقي: ما هي الغمازات الطبيعية؟

مَن لا يعلم ما هي الغمّازات؟ يكفي أن يبتسم بعض الناس ليظهر ذلك الانبعاج الساحر على أحد الخدّين أو كليهما. لكن علمياً، هي تغيُّر أو شذوذ في البنية التشريحية لبعض عضلات الوجه، وخصوصاً في العضلة الوجنية الكبرى (Zygomaticus major)؛ التي تشارك في تعبيرات الوجه وتساعد على رفع زوايا الفم عند الابتسام، وتبدأ عند عظم الخد (الوجنة) وتمتد نحو الأسفل لتتصل بزاوية الفم. انظر إلى الصورة أدناه.

(العضلة الوجنية الكبرى). حقوق الصورة: Shutterstock.com/Sebastian Kaulitzki

إذ تكون هذه العضلة، عند أصحاب الغمّازات، مقسومة إلى قسمين أو حزمتين عضليتين منفصلتين، بحيث ترتبط إحدى الحزمتين بزاوية الفم، في حين ترتبط الأُخرى بأسفل زاوية الفم، وبالطبع، ترتبطان بالجلد فوقهما، ونتيجة حركة الجلد فوق هذه العضلة المقسومة وانسحابه نحو الداخل في أثناء الابتسام، فإن الغمازة تظهر. يمكن الإشارة إلى هذا الانقسام العضلي باسم العضلة الوجنية الكبرى المشقوقة أو المفروقة إلى شقِّين (Bifid zygomaticus major muscle)، وغالباً ما توجد عند 22.7% من الناس على مستوى العالم.

وعادة ما تُعد الغمّازات سمة وراثية سائدة؛ ما يعني أن نسخة واحدة من الجين المتغيّر تكفي لظهورها، ومع ذلك، وعلى الرغم من انتقالها من الآباء إلى الأبناء في كثير من الأحيان، فلا يوجد حتى اليوم دليل قطعي يثبت أنها صفة وراثية؛ فالأبحاث العلمية التي تناولت استكشاف جينات الغمّازات قليلةٌ جداً، ولم يتم تحديد جين أو جينات محددة مسؤولة عنها مباشرة. والجدير بالذكر أيضاً أنه قد شاع عَدّ الغمّازات عيباً خلقياً؛ لكنها ليست كذلك. 

اقرأ أيضاً: ما الحلول المتوفرة بعد القيام بجراحة تجميل أنف فاشلة؟ 

ما هي الغمازات الاصطناعية؟

هي غمّازات ناتجة عن عملية جراحية تجميلية، وذلك عبر إحداث جرح صغير داخل الخد أو الذقن، ثم تقطيب المنطقة المستهدفة (خياطة الجرح بالغُرز) لإنشاء انبعاج بسيط يحاكي مظهر الغمّازات الطبيعية. فالمبدأ الأساسي، وفقاً لما ذكره مختص الجراحة التجميلية في كلية الطب في جامعة المنصورة، أحمد حسن الصباغ، هو استخدام القُطَب الجراحية لتكوين نسيج ندبي بين العضلة المُبوقة (عضلة الخد) والطبقة الأعمق من الجلد (الأدمة)؛ ما يسبب انسحاب الجلد نحو الداخل عند الابتسام أو تحريك عضلات الوجه.

وثمة العديد من التقنيات المُتّبعة لإنشاء غمّازات الخد؛ لكن يمكن تصنيفها إلى فئتين رئيسيتين؛ التقطيب مع أو دون إزالة جزء صغير من الأنسجة، والفئة الثانية هي النهج الجراحي المفتوح؛ الذي يتضمن إحداث شق أكبر داخل الفم وإزالة جزء من عضلات الخد أو الدهون أو كليهما، ثم تقطيب الجرح. 

تختلف مستويات التوغل وديمومة النتائج وفقاً لكل طريقة. على سبيل المثال، تتميز طريقة التقطيب التي لا يتم فيها استئصال الأنسجة، ببساطتها وأمانها وسرعتها وأعراضها الجانبية الخفيفة؛ لكن عيبها الرئيسي هو تلاشي الغمازة أو اختفائها التام بعد 4 إلى 6 أشهر تقريباً.

في المقابل، تكون الطرائق الأكثر توغلاً، مثل التقنية الجراحية المفتوحة، ذات دقة أفضل في صنع الغمازات ونتائج أطول أمداً؛ لكنها تحتاج وقتاً أطول للتعافي بعد العملية، كما قد تنطوي على بعض المضاعفات، مثل العدوى أو النزيف أو التورّم الدموي.

عموماً، تُعد العمليات الجراحية الخاصة بصنع الغمّازات سريعة وآمنة وطفيفة التوغل، ويمكن القول إن معظم الأشخاص الذين خضعوا لها يشعرون بالرضا الكبير عن نتائجها، كما أن خطر المضاعفات منخفض.

اقرأ أيضاً: إليك الأعراض الجانبية الشائعة بعد العمليات التجميلية

خطوات العملية الجراحية

تتعلق التقنية التي يتّبعها جراح التجميل بخبرته أو بالنتائج التي يرغب فيها الشخص. عموماً، تتم الجراحة في عيادة الطبيب، الذي يبدأ بتحديد موقع الغمازة وعمقها وحجمها بناء على تفضيلات الشخص أو وفقاً لما يراه مناسباً، ثم حقن المخدّر الوضعي مثل الليدوكائين (Lidocaine)، يليه إحداث جرح صغير في الخد من داخل الفم، وإزالة جزء صغير من العضلات والدهون لإنشاء مساحة الغمازة، ثم التقطيب باستخدام خيوط جراحية خاصة.

تعتمد مدة الإجراء على التقنية الجراحية المستخدمة؛ لكنها تستغرق عموماً نحو 30 دقيقة، كما أن وقت التعافي قصير نسبياً؛ إذ يستطيع الأشخاص معظمهم العودة إلى ممارسة الأنشطة العادية في غضون يومين. 

أما بالنسبة للمخاطر، فهي تنطوي، مثل أي إجراء جراحي آخر، على بعض المخاطر؛ حيث تشمل الآثار الجانبية الشائعة التورّم المؤقت والكدمات وعدم الراحة؛ لكنها سرعان ما تختفي من تلقاء نفسها في غضون عدة أيام. في حين قد تحدث في بعض الحالات النادرة مضاعفات أكثر خطورة، مثل العدوى أو النزيف أو تلف العصب الوجهي أو التندّب الخارجي.

لضمان أفضل النتائج وتقليل المخاطر، ينصح طبيب جراحة الوجه والفم والفكين، علي حربا، وفقاً لتصريحه لمنصة "بوبيولار ساينس"، باختيار طبيب متخصص وذي خبرة كافية، يكون على دراية كاملة بالاختلاطات التي قد تحدث، وقادراً على تلافيها وعلاجها على حد سواء. كما ينصح بضرورة أن يلتزم المريض التزاماً كاملاً بتعليمات طبيبه، قبل الإجراء وبعده، وأن يتابع معه حتى الوصول إلى النتيجة النهائية التي تحتاج عادة إلى نحو 25 يوماً، وذلك لتبدو الغمّازة طبيعية عند الابتسامة أو الضحك فقط.

اقرأ أيضاً: ما مخاطر العمليات التجميليه على الصحة بعد سن الخمسين؟

هل يمكن الحصول على الغمازات دون جراحة؟

في الواقع، يستخدم الناس العديد من الطرق والتقنيات البسيطة لخلق مظهر يحاكي مظهر الغمازات، لكنها لا تضمن الحصول على غمّازات دائمة. عموماً، إليك بعض الطرق التي ذكرها موقع جرّاح التجميل، سونيل أرورا (Sunil Arora):

  • المكياج: من أكثر الطرق شيوعاً وبساطة لتقليد الغمازات. فمن خلال وضع ظلال داكنة على المنطقة المرغوبة من الخدين، يمكن للمرء أن يخلق وهماً بوجود الغمازات. لكن تعلم بالطبع أن هذه الطريقة مؤقتة ويجب إعادة تطبيقها يومياً.
  • تمارين الوجه: يلجأ البعض إلى ممارسة بعض التمارين التي تستهدف عضلات الخدّين، بهدف زيادة احتمالية ظهور الغمازات عند الابتسام. على سبيل المثال، يظن البعض أن الضغط المتكرر على الخدين في أثناء الابتسام، أو ضمّ الشفتين ومصّ الخدين للداخل قد يساعد، عند التكرار وبمرور الوقت، على إعطاء النتيجة المرغوبة. ومع ذلك، لا يوجد دليل علمي يدعم فعالية هذه التمارين أو يضمن نجاحها.

ثقب الجلد: ثقب الجلد خيار أكثر جرأة وأقل بساطة مما سبق؛ حيث يتضمن إحداث ثقب في جلد الخد حيث تظهر الغمازات بصورة طبيعية. قد تلتئم الأنسجة حول الثقب بمرور الوقت مكوّنة انبعاجاً بسيطاً يحاكي مظهر الغمازات. ومع ذلك، تنطوي هذه الطريقة على مجموعة من المخاطر الخاصة بها، مثل العدوى والتندّب وتلف الأعصاب، فالثقب هنا يخترق العضلات وليس الغضاريف فقط كما هو الحال في ثقب الأذن، لذا ينبغي اللجوء إلى متخصص لتنفيذها.

المحتوى محمي