هل تنسى باستمرار أين وضعت مفتاحك؟ أو إذا ما كنت قد أقفلت الباب جيداً أم تركته مفتوحاً؟ قد تتعرض لهفوات بالذاكرة من هذا النمط عند التقدم بالعمر، ويعد هذا طبيعياً في معظم الحالات. لكن ما هو سبب هذه الظاهرة؟ وهل يمكن الوقاية منها؟ ومتى تعد مؤشراً لوجود حالة صحية خطيرة؟
اقرأ أيضاً: 10 أنشطة لتقوية الذاكرة بعد سن الـ 40
لماذا تحدث هفوات الذاكرة؟
عند التقدم في السن، تحدث تغيرات في أنحاء الجسم جميعها، بما في ذلك الدماغ، ويعد النسيان الخفيف أو هفوات الذاكرة جزءاً من هذه التغيرات، حيث تفقد الخلايا العصبية والمشابك قدرتها على الاحتفاظ بالمعلومات ونقلها على نحو سريع كما في سن الشباب، وفي حال تذكرت ما قد نسيته بعد فترة قصيرة أو في اليوم التالي، ولم تؤثر هذه الظاهرة على حياتك اليومية فلا داعي للقلق.
ما هي حالات هفوات الذاكرة الطبيعية؟
يمكن أن يتعرض البالغون إلى هفوات طبيعية في الذاكرة من الأنماط التالية:
- شرود الذهن: يحدث هذا النمط من الهفوات عادةً عند فقدان التركيز والانتباه الجيد في أثناء ممارسة نشاط معين.
- نسيان مكان وضع الأغراض: مثل نسيان مكان وضع المفاتيح أو الهاتف.
- نسيان الحقائق مع مرور الوقت: وخاصة الحقائق غير الأساسية مثل مكان سكن قريب مسافر منذ عدة سنوات.
- زلّة الذاكرة: تحدث على نحو شائع عندما تقول إنّ ما تريد قوله على طرف لسانك لكنك نسيته، ثم تتذكره لاحقاً.
- استخدام التذكيرات: أي وضع العديد من المنبهات والتذكيرات للمهام اليومية وعدم القدرة على تذكر المطلوب دونها، والاتكال عليها على نحو كامل.
- الخطأ في عزو الأفعال للأشخاص: كأن يقول الشخص إن فلاناً فعل أمراً معيناً، لكن الحقيقة أن من فعل ذلك هو شخص آخر.
يمكن أن تكون هفوات الذاكرة مؤقتة ولا تؤثر في أداء مهام الحياة اليومية وقد تزول بزوال أسبابها المؤقتة، لكن يمكن أن تكون علامة مبكرة لفقدان الذاكرة التدريجي الذي يسوء مع مرور الوقت ويرتبط بالأمراض العصبية الدماغية التنكسية مثل آلزهايمر وهنتنغتون وباركنسون، وهناك نمط آخر من حالات الذاكرة التي تكون حادة ومفاجئة، وتحدث دون وجود أعراض تدريجية.
اقرأ أيضاً: من الأطعمة إلى الألعاب: إليك أبرز الطرق لتقوية الذاكرة
ما هي هفوات الذاكرة غير الطبيعية؟
يجب استشارة الطبيب والخضوع للفحص الطبي عند ظهور الحالات التالية:
- التوقفات المتكررة لاسترجاع الكلمات أو الذكريات.
- نسيان الأحداث الأخيرة التي خاضها الشخص.
- السؤال المتكرر لأفراد العائلة كي يكرروا ما حدث سابقاً.
- تقلبات المزاج والتغيرات في الشخصية.
- صعوبة أداء المهام البسيطة والروتينية، مثل دفع الفواتير وارتداء الملابس.
- الضياع في الأماكن المألوفة مثل السوق أو الشارع وحتى المنزل في بعض الأحيان.
- تكرار المحادثة نفسها عدة مرات.
- عدم القدرة على أداء المهام المعقدة ذات الخطوات المتعددة، مثل اتباع وصفة أو لعب لعبة لوحية.
ما هي الأسباب التي قد تسبب هفوات الذاكرة والنسيان؟
من الممكن أن تصبح عرضة لهفوات الذاكرة والنسيان الناتج عن نمط الحياة من خلال ما يلي:
- التعب الناتج عن العمل المجهد خلال اليوم على نحو مستمر.
- عدم الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم، ما يقلل قدرة الدماغ على الاحتفاظ بالذاكرة واسترجاعها بكفاءة.
- نقص التغذية ومدخول الجسم من فيتامين ب 12 الموجود في عدة أطعمة مثل منتجات الألبان والأسماك واللحوم، فهو من الفيتامينات الضرورية لعمل الأعصاب بفاعلية.
- ارتفاع مستوى التوتر وتعدد المهام، هذا قد يسبب الشعور بالإرهاق والتشتت وصعوبة تذكر المهام والأحداث.
- الاكتئاب الذي قد يسبب أعراضاً سلبية في كفاءة الذاكرة.
- وجود مشكلة صحية مثل التعرض للسكتات الدماغية الصامتة التي تمر دون اكتشافها من قبل الأطباء، إذ يمكن لهذه الظاهرة أن تغير من فاعلية وظائف الدماغ وخصوصاً الذاكرة.
- تناول بعض الأدوية التي يكون فقدان الذاكرة من آثارها الجانبية، ومنها الميتفورمين المستخدم لعلاج مرض السكري من النوع الثاني وبعض أدوية الكوليسترول، وأدوية النوم المتاحة دون وصفة طبية، وأدوية الحساسية، وأدوية فرط نشاط المثانة، وبعض مسكنات الألم.
- الخضوع لجراحة دماغية بسبب وجود ورم دماغي أو لعلاج جلطة دماغية أو نزيف.
- التعرض للسموم البيئية مثل أول أوكسيد الكربون الذي يؤثر في عمل الدماغ وترويته.
- الخضوع لعلاج السرطان الكيميائي والإشعاعي، إذ يمكن أن يؤثر في سلامة الأعصاب والخلايا العصبية.
اقرأ أيضاً: لماذا لا ننسى بعض الكلمات والتجارب السابقة أكثر من غيرها؟
كيف يمكن تحسين الذاكرة؟
يمكن تحسين وظيفة الذاكرة عند التقدم بالعمر باتباع النصائح التالية:
- استخدام دفاتر الملاحظات أو تطبيقات الهواتف الذكية للتذكير الخاص بالمواعيد التي قد تنساها.
- قضاء الوقت مع أشخاص آخرين وممارسة النشاط الاجتماعي. هذا يحافظ على نشاط العديد من مناطق الدماغ التي تدعم المهارات والقدرات المرتبطة بالذاكرة.
- ممارسة النشاط البدني التي تحسن الدورة الدموية وصحة الجسم عموماً، وتنشّط عملية طرح السموم وبالتالي تحسّن صحة الدماغ.
- ممارسة أنشطة فكرية تحسّن عمل الدماغ مثل القراءة أو حل الألغاز ولعب الألعاب مثل سودوكو أو الشطرنج.
اقرأ أيضاً: الذاكرة العضلية هي أمر حقيقي، ولكنها على الأرجح ليست كما تعتقد
يشارك الأستاذ واستشاري الأمراض الصدرية وطب النوم في كلية الطب والمدينة الطبية بجامعة الملك سعود في الرياض، الدكتور أحمد بن سالم باهمام، عبر منصة إكس منشوراً يتحدث فيه عن كيفية تأثير قلة النوم على عمل الذاكرة والتعرض للهفوات.
وجدت دراسة سابقة نشرت في مجلة Nature Medicine أن الحرمان من النوم يعطل قدرة خلايا الدماغ على التواصل مع بعضها البعض"، مما يؤدي إلى هفوات عقلية مؤقتة تؤثر على الذاكرة والإدراك البصريشاهد على إكس
— أ. د. أحمد بن سالم باهمام (@sleep_bahammam) September 12, 2022