8 حقائق علمية مذهلة عن ذوي الشعر الأحمر

4 دقيقة
8 حقائق علمية مذهلة عن ذوي الشعر الأحمر
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Holiday.Photo.Top

هل لفتك يوماً لون الشعر النابض بالحياة لمغني البوب ​​البريطاني إيد شيران، أو أسَرتك خصل الشعر النارية لنجمة هوليوود إيمي آدامز؟ لون شعرهما المذهل ليس هو الشيء الوحيد المشترك بينهما. في الواقع، يتشارك أصحاب الشعر الأحمر عامة بخصائص فريدة تُميّزهم عن باقي البشر. إليك بعض الحقائق التي قد تجدها مفاجئة عنهم.

العلم وراء ذوي الشعر الأحمر

يعتمد لون الشعر على صبغة تُعرف بالميلانين، تُطلقها الخلايا الصباغية الموجودة في بصيلات الشعر. ويوجد نوعان منها:

  • اليوميلانين (Eumelanin): وهو المسؤول عن لون الشعر البني والأسود.
  • الفيوميلانين (Pheomelanin): المسؤول عن لون الشعر الأحمر، ويرتبط أيضاً بالنمش والبشرة الفاتحة التي لا تسمر بشكلٍ جيد.

يؤدي غياب الميلانين إلى لون الشعر الأبيض، بينما يؤدي انخفاض مستويات كلٍّ من اليوميلانين والفيوميلانين إلى لون الشعر الأشقر.

المسؤول عن وجود كل نوع أو غيابه هو الجينات، حيث يوفّر جين يُعرف بـ (MC1R) التعليمات لتوجيه مستقبل في الخلايا الصباغية، والمعروف باسم مستقبل الميلانوكورتين 1، لإنتاج اليوميلانين. ومع ذلك، فإن طفرة في الجين تُدعى (المتغير) تمنع تنشيط هذا المستقبل، ما يدفع الخلايا الصباغية إلى إنتاج الفيوميلانين.

كما كشفت دراسة منشورة في دورية نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications)، وجود 8 جينات أخرى تسهم أيضاً في النمط الظاهري للشعر الأحمر، بالإضافة إلى (MC1R) الذي يمثّل 73% فقط من التحديد الجيني للون الشعر.

على وجه العموم، يُعدُّ (MC1R) جيناً متنحياً، ويلزم وجود نسختين من المتغير ليكون الطفل أحمر الشعر. أي ليس من الضروري أن يكون كلا الوالدين أو أحدهما أحمر الشعر لكي ينجبا طفلاً ذا شعر أحمر.

علاوة على ذلك، يشكّل وجود الشعر الأحمر والعيون الزرق لدى الشخص حالة من أندر الحالات، إذ أشار عالم الأحياء التطوري مارك إلغار (Mark Elgar) إلى أن احتمالات الجمع بين كلتا السمتين يصل إلى نحو 0.17%، أي يشكّلون 13 مليون شخص من أصل 7.7 مليار شخص على الأرض.

اقرأ أيضاً: الحمض النووي القديم يحل بعض ألغاز حياة البشر الأوائل في إفريقيا

لون الشعر الأحمر الأكثر ندرة في العالم

ربما تكون قد قابلت عدداً من الأشخاص ذوي الشعر الأحمر في حياتك، أو لاحظت مشاهير مثل إيمي آدامز وصوفي تورنر والأمير هاري، والذين يشتركون في هذه السمة. ومع ذلك، هي سمة نادرة جداً، حيث يمثّلون 2% فقط من سكان العالم.

تتميز اسكتلندا بوجود نسبة عالية من ذوي الشعر الأحمر الذين يشكّلون 13% من سكانها، وتشير التقديرات أيضاً إلى أن نحو 40% من الاسكتلنديين يحملون الجين المتنحي للشعر الأحمر.

لذوات الشعر الأحمر رائحة مميزة

في 1886، أفاد الطبيب والباحث أوغستين غالوبين في كتابه عطر النساء (Le Parfum de la Femme) بأن لذوات الشعر الأحمر رائحة مميزة ترابية، ويؤكد الطبيب الجراح في هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) كاران راج (Karan Raj)، أنهن يتمتّعن بطبقة جلدية سطحية رقيقة أكثر حمضية من غيرهن، ما يتسبب بتبخر العطر عن سطح جلدهن بسرعة أكبر لدى وضعه وانبعاث رائحة فريدة خاصة بهن.

اقرأ أيضاً: كم شعرة على رأس الإنسان؟

أصحاب الشعر الأحمر لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الجلد

أفادت دراسة نُشرت في دورية نيتشر كوميونيكيشنز (Nature Communications) بأن الأفراد ذوي الشعر الأحمر ببشرتهم الفاتحة وقلة إنتاج الميلانين لديهم، يزداد خطر الإصابة بسرطان الجلد (الورم الميلانيني) لديهم بنسبة 42%، وهو ما يماثل تعرضهم لأشعة الشمس مدة 21 عاماً إضافية مقارنة بالأشخاص ذوي الشعر البني، وهو نوع من سرطان الجلد يبدأ من الخلايا الصباغية التي تنتج الميلانين. 

تحمي صبغة الميلانين الجلد من الأشعة الفوق البنفسجية، وفي ظل نقص هذه الصبغة في جسم ذوي الشعر الأحمر يكونون أكثر عرضة لأضرار أشعة الشمس.

إنتاجهم المزيد من فيتامين د

على الرغم من أن الأطباء يحذّرون ذوي الشعر الأحمر من أضرار أشعة الشمس، فإن أجسامهم لا تحتاج إلى التعرّض للشمس كثيراً لتتمكن من تصنيع فيتامين د

يُنتج الجسم فيتامين د، بتفاعل الأشعة الفوق البنفسجية التي تخترق الطبقة العليا من الجلد مع بروتين (7-ديهيدروكوليسترول، أو 7-DHC) الموجود في الجلد، وتحويله إلى فيتامين د. لكن وفقاً لدراسة نُشرت في مجلة الأمراض الجلدية التجريبية (Experimental Dermatology)، فإن الأفراد ذوي الشعر الأحمر أكثر كفاءة في استخدام أشعة الشمس لإنتاج فيتامين د، وتوقع الباحثون أنه في المناخات الباردة كما في اسكتلندا وأيرلندا، يمكن للأشخاص ذوي الشعر الأحمر إنتاج المزيد من فيتامين د في ظروف الإضاءة المنخفضة أكثر من غيرهم. يعزز فيتامين د مناعة الجسم، وصحة العظام، ويحمي من الاكتئاب.

الأفراد ذوو الشعر الأحمر يدركون الألم بشكلٍ مختلف

تضاربت استنتاجات ونتائج الأبحاث حول عتبة الشعور بالألم لدى الأفراد ذوي الشعر الأحمر، إذ قد يكونون أكثر حساسية لأنواع محددة من الألم، ويحتاجون إلى جرعات أعلى من المواد المسكنة، بينما تشير دراسة نُشِرت في المجلة الكندية للتخدير (Canadian Journal of Anesthesia) إلى أن استجابتهم للمسكنات الأفيونية تكون أعلى، ما يتطلب جرعات أقل. وبالمثل، يتمتّع ذوو الشعر الأحمر بقدرة أعلى على تحمل الألم.

وفقاً لدراسة نُشِرت في مجلة ساينس أدفانسيس (Science Advances)، قد يوجد رابط ما بين زيادة النشاط العصبي في جزء الدماغ الذي يتحكم بالأحاسيس، وجين (MC1R) الذي يمنح الشعر الأحمر، كما وجد الباحثون أن هذا الجين يعزز إنتاج الهرمونات التي تعزز إدراك الألم، أو تمنعه، وتؤثّر في مستقبلات المواد الأفيونية.

اقرأ أيضاً: مسكّن مجاني: كيف يمكن للمرء أن يحيا بلا ألم؟

ذوو الشعر الأحمر يبدون أكبر من عمرهم الفعلي

وفقاً لدراسة نُشِرت في دورية كارنت بيولوجي (Current Biology)، فإن الأشخاص الذين لديهم نسختان من جين (MC1R) يبدون أكبر سناً بنحو عامين ممن لا يحملون سوى نسخة واحدة من الجين، وهو ما يعادل تقريباً تأثير التدخين في العمر المدرك.

وبينما قد يعتقد البعض أن السبب في ذلك هو حساسية بشرتهم لأشعة الشمس والتلف الذي قد تلحقه بها، من بقع وتجاعيد، إلّا أن الباحثين بيّنوا أن المتغيرات الجينية ترتبط بالمسارات التي تتحكم في ترهل الجلد، وهو أول دليل علمي على وجود أساس وراثي للعمر المتصوّر.

اقرأ ايضاً: هل بتنا نعيش أطول من أسلافنا؟ إليك كيف تغير متوسط العمر المتوقع عبر العصور

انخفاض معدلات الإصابة بسرطان البروستاتا

تقل فرصة إصابة الرجال من ذوي الشعر الأحمر بسرطان البروستاتا مقارنة بأولئك من ذوي الشعر البني، حيث بيّنت دراسة منشورة في المجلة البريطانية للسرطان (British Journal of Cancer) أن أقل من 1% من أصحاب الشعر الأحمر شُخِّصت إصابتهم بسرطان البروستاتا، مقارنة بـ 40% من الرجال ذوي الشعر البني المشاركين في الدراسة.

المحتوى محمي