حمل عام 2022 العديد من الخسارات البشرية أمام أمراض عديدة، إلا أن الأمر الذي يميز العالم الطبي هو أن الإصابة مهمة حتّى يتطوّر العلاج، ولذلك كان هذا العام نقطة تحول لما حمله من إنجازات وتطورات فتحت أبواباً واسعة في المجال الصحي.
فعلى الرغم من انتشار جائحة كوفيد-19 الذي أثار الرعب في نفوسنا وجعلنا نخشى أن تطأ أقدامنا عتبة المنزل، قدم هذا الوباء لما رافقه من تطوير الحقن المعززة والحبوب المضادة للفيروسات أدوات جديدة لمكافحة الأمراض المعدية، كما قدم منظوراً جديداً لكبح الإنتانات التي تحدث بعد زرع الأعضاء والوقاية من الأمراض المنقولة جنسياً. وما قدمه وباء كوفيد-19 ليس إلا تمهيداً لإنجازات أعظم تم تحقيقها في هذا العام. تعرّف على أفضل 10 إنجازات طبية لعام 2022 في هذا المقال.
1. زراعة أذن صُممت باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد
مع ازدياد أعداد المصابين بتشوّهات الأذن الخارجية كل عام؛ إذ أصبحت تتجاوز 1500 حالة في الولايات المتحدة سنوياً، وجّهت الجهود نحو إيجاد علاج بديل غير اللجوء إلى عمليات التجميل. ولهذه الغاية، تم تصميم أول أذن صناعية انطلاقاً من خلايا المريض نفسه، وبإضافة بروتينات خاصة تمنح الأذن مرونة أكبر بكثير مقارنة بصناعتها من أي مادة أخرى، وتمت طباعتها باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد.
تم تشكيل الأذن بالكامل باستخدام "حبر حيوي" قائم على الكولاجين، هذا الإنجاز يُسلّط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي واستخدام التكنولوجيا في تصميم أعضاء تحاكي الأعضاء البشرية، وربما في يوم من الأيام سنتحدث عن أول عملية لزرع أنف أو قرص عمود فقري مُصمم باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد.
اقرأ أيضاً: ما هي آفاق أول عملية زرع لأذن صُممت باستخدام طابعة ثلاثية الأبعاد؟
2. تصميم عدسات قابلة للزرع تجمع بين مزايا العدسات اللاصقة وجراحة الليزر
تعالج معظم أمراض سوء الانكسار واللابؤرية بجراحة العين عن طريق الليزر، إلا أن هذا الإجراء يتطلب إزالة بعض أنسجة القرنية أولاً ما قد يتسبب بحدوث حالة مزمنة من جفاف العين وما يرافقها من شعور مستمر بعدم الراحة والانزعاج والحرقة.
لهذا السبب تم تطوير عدسات تحقق نفس الغاية وتُلغي احتمال حدوث جفاف القرنية المرافق، ويتم زرع هذه العدسات عن طريق عمل جراحي لا يتجاوز الساعة في مدته، ويتم فيه زرع عدسة مرنة مكونة من الكولاجين بين القزحية وعدسة العين الطبيعية وتثبيتها.
ونصت نتائج التجارب السريرية المنشورة حول هذا الإنجاز، أن 88% من المرضى كانوا قد حققوا نتائج مذهلة في اختبارات الرؤية العينية، حيث تحسنت رؤيتهم بشكل كبير بعد 6 أشهر من زرع العدسة، مع وجود ميزة أخرى لهذه العدسات وهي حماية العين من أشعة الشمس فوق البنفسجية.
3. دواء "أولومينات" لعلاج تساقط شعر المصابين بالثعلبة
يعاني أكثر من 300 ألف شخص من داء الثعلبة الحاد في الولايات المتحدة الأميركية وحدها، داء الثعلبة هو حالة صحية يهاجم فيها الجهاز المناعي بصيلات الشعر ما يؤدي إلى حدوث بقع منتشرة من الصلع في فروة الرأس وأماكن أخرى من الجسم.
تأثير الثعلبة ليس جمالياً فقط، إذ يسبب تساقط شعر الأنف دخول المواد المهيجة إلى تجويف الأنف بسهولة أكبر، كما أن غياب شعر الأذنين يؤثر على سمع المرضى، والأمر سيان عند تساقط شعر الحواجب والرموش، فإنها تجعل العينين عرضة للغبار بشكل أكبر.
وكان دواء "أولومينات" أول دواء توافق عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج الحالات الحادة من داء الثعلبة، إذ يساعد هذا الدواء الشعر على النمو مرة أخرى عن طريق تثبيط بعض الإنزيمات التي تعزز التهاب والمسؤولة عن مهاجمة بصيلات الشعر.
اقرأ أيضاً: إنجاز نوعي قد يلغي استخدام الأدوية المثبطة للمناعة بعد زرع الأعضاء
4. صور الرنين المغناطيسي أصبحت أكثر دقة وتُنجز بوقت أسرع
الاستلقاء بلا حراك لمدة ساعة أو أكثر وأنت تنتظر الماسح المغناطيسي هي تجربة خانقة ومثيرة للغثيان في بعض الأحيان، لهذا تم تطوير جهاز رنين مغناطيسي جديد سُمي "سيمنز" للتغلب على قيود الماسحات الضوئية التقليدية، علاوةً على ذلك، الجهاز الحديد أوسع ما يعتبر خبراً مفرحاً لمن يعانون من رهاب الأماكن الضيقة. ولهذا الجهاز مجال مغناطيسي أضعف والذي بدوره يُسهّل الحصول على صور واضحة للرئتين والأجسام المزروعة في الجسم بتقنية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة.
5. زرع دم الحبل السري لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية
بعد تلقي أميركي مجهول الهوية عملية زرع لدم حبل سري في نقي العظم في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان يحتوي على خلايا جذعية مقاومة للعامل الممرض الذي يسبب الإيدز، وشفائه بعد أكثر من أربع سنوات. تم الاستنتاج أن زرع عينة من الخلايا الدموية للحبل السري والتي لا تزال في طور النضج والتخصص تمنح أملاً كبيراً في علاج مرض الإيدز، عن طريق زرع خلايا دموية سليمة قادرة على التكاثر وتوليد كريات حمر وبيض فعاّلة تكافح الإنتان. ويتميز هذا الإجراء عن سابقه الذي اعتمد على زرع نقي العظم بأن رفض الجسم له أقل وعملية الزرع فيه أكثر سهولة.
6. غرسة إلكترونية لتدبير السلس البولي
معاناة الشخص المصاب بالسلس البولي كبيرة، وتتطلب اهتماماً والتزاماً على المدى الطويل. يحدث السلس البولي عادةً عندما تنقبض عضلات المثانة بشكل أكبر من انقباض عضلات الإحليل ما يؤدي إلى حدوث تسرب للبول.
لتجاوز هذه المشكلة، تم تصميم جهاز كهربائي جديد يُزرع فوق الكاحل يقضي على المشكلة في مهدها بطريقة أكثر ملاءمة من تبديل الحفاض بشكل متكرر أو تركيب قثطرة بولية دائمة.
اقرأ أيضاً: أول حالة شفاء لامرأة من مرض الإيدز باستخدام زرع الخلايا الجذعية
يعمل هذا الجهاز عن طريق إرسال صدمات كهربائية منخفضة الشدة عبر العصب الظنبوبي تستهدف أعضاء الحوض وتُرخي جدار المثانة والذي بدوره يوقف حالة السلس، ويمكن للطبيب التحكم في شدة النبضات بجهاز تحكم عن بعد. نجاح هذا الجهاز في تدبير حالة السلس يثبت الدور المهم للمحفزات العصبية كأحد أهم الأساليب العلاجية لأمراض الجهاز العصبي المختلفة، بما في ذلك آلام الظهر المزمنة وحتى الشلل.
7. جهاز تنفس خاص برجال الإطفاء الذين يكافحون الحرائق
تميز العام الماضي بوجود تحديات خطيرة من حالة الطوارئ المناخية المستمرة مثل ازدياد وتيرة حرائق الغابات الشديدة، وكانت المشكلة الأهم هي عدم قدرة رجال الإطفاء على التنفس أثناء التعامل مع الحرائق الكارثية لما يرافقها من إصدار غازات سامة كأول أوكسيد الكربون وثاني أوكسيد الكربون.
لمساعدة رجال الإطفاء في تجاوز هذه المشكلة، تم تطوير جهاز تنفس خفيف الوزن يمكن ارتداؤه ليحميهم من استنشاق الدخان والغازات الضارة. يحتوي هذا الجهاز على مضخة تُثبت على الورك وتقوم بسحب الهواء وتمريره عبر جهاز ترشيح ومن ثم يصل إلى القناع الوجهي، كما يمتلك الجهاز مستشعراً يتحسس اتجاه تدفق الهواء ويُرسل إشارة للمضخة عندما يستنشق المستخدم الهواء. يتم تشغيل الجهاز بواسطة بطارية "ليثيوم أيون" وهي قابلة لإعادة الشحن في الميدان.
8. جهاز محمول مزيل للرجفان منقذ للحياة
لربما ستحصل منجزات الذكاء الاصطناعي على شهادة طبية في وقت ما من المستقبل، حيث تم تطوير ساعات ذكية وأجهزة محمولة على الظهر تتحسس بعض الاضطرابات الصحية والتي يُعتبر اكتشافها المبكر منقذاً للحياة عند من يعاني من أمراض اضطرابات النظم القلبي كالرجفان البطيني والتسارعات البطينية التي تكون مهددة للحياة في حال لم يتم تدبيرها حالاً.
اقرأ أيضاً: إدارة الغذاء والدواء الأميركية توافق على عقار «إنهيرتو» لمعالجة سرطان الثدي المتقدم
كما ترتبط هذه الأجهزة الذكية عبر الواي فاي والبلوتوث ونظام تحديد المواقع العالمي مع أجهزة خاصة في غرف طوارئ الأطباء وترسل تنبيهاً إليهم عند حدوث أي خلل صحي كالاحتشاء القلبي، وتمكّنهم من تحديد موقع المريض وحالته الصحية وتجميع البيانات مثل نبضات قلب المريض وقوة النبضات وتمكّنهم من معرفة كامل جوانب الحالة.
9. تأخير شيب الشعر
تؤدي الجينات دوراً في حدوث شيب الشعر، إلا أنه يتأثر بمجموعة أخرى من العوامل على رأسها الإجهاد والتعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية والنظام الغذائي غير المتوازن والتدخين. كما يؤدي الالتهاب المزمن إلى إتلاف الخلايا الميلانينية التي تُعطي الشعر لونه.
لهذا السبب، تم طرح نظام "غرو إيجليس" (Gro Ageless) مكون من مكملات غذائية للحفاظ على مستويات فيتامينات B والنحاس والزنك والسيلينيوم التي تحمي الخلايا الميلانينية من التلف وتكافح الشيخوخة، ومصل حيوي يُطبق على الشعر ويخترق بصيلاته لتحفيز الخلايا الجذعية الميلانينية على التكاثر والعمل، ما يؤدي إلى تراجع خصلات الشعر ذات اللون الرمادي والمساعدة في استعادة لون الشعر الأصلي مع تحفيز نموه وزيادة كثافته.
اقرأ أيضاً: إليك نصائح تساعدك في تأخير ظهور شيب الشعر
10. أداة بحجم الجيب لحل تشنج العضلات بلمح البصر
صممت شركة هايبرايس (Hyperice) أداة محمولة تعمل على حل توتر العضلات بسرعة عن طريق الجمع بين الحركات الاهتزازية وتطبيق الحرارة، الأمر الذي أعطى عالم اللياقة البدنية شيئاً يدعو إلى التشويق، فهذا الجهاز الإلكتروني صغير بما يكفي ليناسب الجيب، ويمكنك استخدامه في أي مكان، ما عليك سوى لصق إحدى الرقع اللاصقة القابلة لإعادة الاستخدام على المكان الذي تريد معالجته، ومن ثم تشغيل الجهاز للحصول على حرارة فورية واهتزاز مهدئ.