ما أنواع فقر الدم وكيف يُعالج كل منها؟

4 دقائق
بماذا يختلف فقر الدم كبير الخلايا عن فقر الدم صغير الخلايا؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ denira

تقاسم العالم ويليام مورفي جائزة نوبل عام 1934 في علم وظائف الأعضاء مع زميليه، العالم جورج ويبل وجورج مينوت، لبحثهم في علاج فقر الدم غذائياً بالكبد، حيث اكتشفوا أن تضمين الكبد في النظام الغذائي يعالج فقر الدم ويزيد عدد الخلايا الشبكية. والسبب هو غِنى الكبد بالحديد والعوامل التي تحفّز نقي العظم وتنشطه على إنتاج كريات الدم الحمراء، وهذا بلا شك يُعالج فقر الدم صغير الخلايا، لكنه لا يُعالج فقر الدم كبير الخلايا. تعرّف في هذا المقال على الفرق بين هذين النمطين وكيف يختلف العلاج.

ما الفرق بين فقر الدم صغير الخلايا وفقر الدم كبير الخلايا؟

في فقر الدم صغير الخلايا تكون كريات الدم الحمراء أصغر من المعتاد نتيجة عدم احتوائها على كمية كافية من الهيموغلوبين، والذي يساعد كريات الدم الحمراء في نقل الأوكسجين من جميع أنحاء الجسم وإليها، ويعتبر الحديد من أهم المكونات التي تدخل في تركيب الهيموغلوبين، لهذا غالباً ما يُتهم نقص الحديد الناجم -إما عن حدوث النزوف وإما فقر الحمية الغذائية- بأنه المسؤول الأول عن الإصابة.

أما فقر الدم كبير الخلايا، فهو اضطراب دموي ينتج فيه نقي العظم كريات دم حمراء غير طبيعية ذات قطر أكبر من الطبيعي، وتفتقر إلى بعض العناصر الغذائية التي تحتاجها لتعمل بشكلٍ صحيح مثل فيتامين B12 أو حمض الفوليك، كما تعتبر هذه العناصر الغذائية مسؤولة عن تكوين كريات الدم بشكلٍ سليم. 

اقرأ أيضاً: هل يسبب شرب الشاي فقر الدم حقاً؟

ما الحالات الطبية التي تسبب فقر الدم صغير الخلايا؟

تساعدنا الإصابة ببعض الحالات الصحية في تكوين فكرة عن نمط فقر الدم المصاب به الشخص، إذ تتسبب الحالات الصحية التالية بحدوث فقر دم صغير الخلايا:

  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد (Iron Deficiency Anemia): تنضب مخازن الحديد في الجسم عند وجود نزوف مزمنة أو نتيجة اتباع حمية فقيرة بالمغذيات، ويعتبر نقص الحديد السبب الأكثر شيوعاً لفقر الدم صغير الخلايا.
  • الإصابة بالثلاسيميا: تعتبر الثلاسيميا أحد أمراض الدم التي تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج الهيموغلوبين وخلايا الدم الحمراء.
  • فقر الدم الحديدي: هو اضطراب دموي نادر يؤثر على قدرة نخاع العظم على تكوين كريات دم حمراء طبيعية.
  • فقر الدم الناجم عن الأمراض المزمنة: يتطور هذا النوع من فقر الدم عند وجود أمراض التهابية مزمنة مثل السكري أو الأمراض المناعية الذاتية. 
  • التسمم بالرصاص: يسبب التعرض للرصاص لفترة طويلة حدوث فقر الدم صغير الخلايا.

ما الحالات الصحية المسؤولة عن حدوث فقر الدم كبير الخلايا؟

كذلك الأمر بالنسبة لفقر الدم كبير الخلايا، هناك مجموعة من الحالات الصحية التي تمنع الجسم من امتصاص العناصر الغذائية الضرورية لتكوين وعمل كريات الدم الحمراء، ما يؤدي بدوره لحدوث فقر الدم كبير الخلايا، نذكر أبرزها:

  • متلازمة اضطراب التنسج النقوي: والتي يحدث فيها خلل في نخاع نقي العظم، الأمر الذي ينجم عنه إنتاج كريات حمراء غير وظيفية.
  • الإفراط في استهلاك الكحول: لأنه يمنع الجسم من امتصاص فيتامين B12.
  • قصور الغدة الدرقية: تترافق الإصابة بقصور الغدة الدرقية مع حدوث فقر الدم كبير الخلايا، والسبب هو أن قصور الدرق يقلل من نقل الأوكسجين وحمله.

اقرأ أيضاً: علاج جيني يُلغي الحاجة لنقل الدم المتكرر عند مرضى الثلاسيميا

أعراض الإصابة بفقر الدم 

تتشابه أعراض الإصابة بفقر الدم صغير الخلايا وكبير الخلايا، ويمكن التمييز بينهما من خلال وجود بعض الأعراض النوعية التي تميز أحدهما عن الآخر. ومن أهم الأعراض المشتركة نذكر: 

  • التعب والضعف العام المستمران.
  • الشعور بالدوار.
  • شحوب الجلد والأغشية المخاطية.
  • برودة الأطراف.
  • تسرع القلب عند أقل مجهود بدني وفي الحالات المتقدمة يتسرع القلب في حالة الراحة.
  • الشعور بضيق في النفس.
  • جفاف الجلد.
  • سهولة تكدم الجلد.

من جهة أخرى، لكل نمط من أنماط فقر الدم مجموعة من الأعراض التي تميزه، فعلى سبيل المثال يرافق الإصابة بنقص الحديد حدوث ما تُسمى "شهوة الطين" والتي يرغب فيها المريض بتناول مواد غير غذائية مثل التربة والغبار والصابون.

كما يرافق الإصابة بعوز فيتامين B12 وحمض الفوليك حدوث اضطراب في النوم وفي الذاكرة، بالإضافة إلى اضطراب الرؤية والشكوى من ضعف في الأطراف الناجم عن خلل في عمل الأعصاب، والذي يميز عوز فيتامين B12.

ما العلاج المناسب بحسب نمط فقر الدم؟ 

إحدى أهم مشكلات الإصابة بفقر الدم صغير الخلايا هي أن الأعراض قد تبقى صامتة لفترة طويلة وتتطور ببطء وبشكلٍ تدريجي مع الوقت، ما قد يؤخر تقديم العلاج.

يعالج مقدمو الرعاية الصحية فقر الدم عن طريق تدبير الأسباب الكامنة وراء حدوث الخلل، فعلى سبيل المثال إذا كنت تعاني من فقر الدم صغير الخلايا الناجم عن نقص الحديد، عندئذ يتلخص العلاج بوصف مكملات الحديد وفيتامين C الذي يزيد قدرة الجسم على امتصاص الحديد.

وإذا كان سبب حدوث فقر الدم صغير الخلايا النزوف المزمنة مثل غزارة الطمث عند الإناث، فيمكن أن يصف الطبيب عندئذ حبوب منع الحمل التي تقلل من كمية النزف الطمثي، إضافة إلى مكملات الحديد.

أما في حالات فقر الدم الشديد الذي يُعرض الشخص لخطر حدوث مضاعفات مثل قصور القلب، قد يحتاج المصاب إلى نقل كريات الدم الحمراء من متبرع بالدم، ويؤدي ذلك إلى زيادة عدد كريات الدم الحمراء السليمة بسرعة لتحسين الحالة العامة.

اقرأ أيضاً: ما أفضل الأغذية التي يُنصح بها لدعم النظام الغذائي عند مرضى فقر الدم؟

وإضافة للعلاج الدوائي، من المهم تعديل النظام الغذائي وتضمينه الأغذية الحاوية على الحديد وفيتامين C، وعلى رأسها نذكر اللحوم الحمراء والخضروات ذات الأوراق الداكنة والفاصولياء والزبيب والمشمش والحمضيات والفراولة والفلفل الأحمر والبروكلي.

يركز علاج فقر الدم كبير الخلايا على تصحيح نقص المغذيات حتى يتمكن نقي العظم من تكوين كريات الدم الحمراء بشكلٍ سليم، ويتم ذلك عن طريق تناول مكملات فيتامين B12 وحمض الفوليك أو أخذ الحقن العضلية من هذه المكملات في الحالات الشديدة التي تتظاهر بأعراض عصبية، حيث قد تُسبب اضطرابات عصبية واعتلال أعصاب في حال أُهمل التدبير، إضافة إلى تضمنين الأغذية التالية في الحمية الغذائية:

  • لحوم الدواجن.
  • اللحوم الحمراء.
  • المأكولات البحرية وعلى رأسها الأسماك والمحار.
  • البقوليات والحبوب الكاملة.
  • البيض.
  • الخضروات الورقية الداكنة مثل اللفت والسبانخ والتي تعتبر غنية بحمض الفوليك.