أسيفكسيا الغرق: كل ما تريد معرفته عنها وطرق تجنبها

أسفيكسيا الغرق: كل ما تريد معرفته عنها وطرق تجنبها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Lightspring
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

توفي يوم الأحد 30 يوليو/ تموز 2023 نجل الفنان المصري حسن يوسف عن عمر يناهز 35 عاماً، غرقاً في الساحل الشمالي أثناء قضائه إجازته الصيفية. على الرغم من أن فريق الإنقاذ تمكن من انتشال الشاب من البحر ونقله للمستشفى، فإن الفريق الطبي أعلن أنه فارق الحياة قبل وصوله إلى المستشفى متأثراً بإصابته بما يُعرف بأسيفكسيا الغرق. فما هي الأسيفكسيا وكيف نتجنبها؟

ما هي الأسيفكسيا؟

في الحالة الطبيعية، عندما نتنفس ينتقل الهواء المحمل بالأوكسجين في الشهيق عبر المجاري التنفسية وصولاً إلى الرئتين، حيث يتلامس هناك مع الدم. تحدث عملية التبادل في الرئتين، فينقل الدم ثاني أوكسيد الكربون إلى الرئتين ليخرج مع الزفير ويحل مكانه غاز الأوكسجين، ثم ينتقل الأوكسجين مع خلايا الدم إلى جميع أجزاء الجسم، لتستخدمه الخلايا في توليد الطاقة.

عندما يحدث ما يمنعك من التنفس تُصاب بالاختناق أو الأسيفكسيا (Asphyxia)، وهو المصطلح الذي يصف نقص التروية بالأوكسجين. إذا لم يحصل الدماغ على كمية كافية من الأوكسجين، قد تفقد الوعي لثوانٍ، وخلال بضع دقائق تصاب بتلف دماغي غير قابل للعكس، وفي حالات متطورة قد يؤدي للموت.

اقرأ أيضاً: دليلك للبقاء على قيد الحياة في وسط البحر

أسباب الأسيفكسيا

قد تحدث الأسيفكسيا لعدة أسباب ومنها:

أسيفكسيا الغرق

في الغرق يفقد الجسم القدرة على التنفس بسبب استنشاق الماء عوضاً عن الهواء. ونتيجة لذلك، لا يصل الأوكسجين إلى الأنسجة والأعضاء، وقد ينقطع تماماً.

الاختناق الكيميائي

هو استنشاق مواد كيميائية تسبب انقطاع إمداد الجسم بالأوكسجين، بحيث تحل مادة أخرى مكان الأوكسجين في الرئتين أو تعطل توصيل الأوكسجين في الدم. ومن هذه المواد على سبيل المثال، أول أوكسيد الكربون.

الحساسية المفرطة

الحساسية هي حالة خاصة يُصاب بها بعض الأشخاص وتؤدي إلى رد فعل تحسسي من الجسم تجاه بعض المواد، مثل الطعام أو الدواء أو لسعة حشرة.

الربو

الربو هو مرض مزمن يسبب التهاب الشعب الهوائية ويمكن أن يسبب أعراضاً مثل صعوبة التنفس والصفير. خلال نوبة الربو الحادة، تتورم الممرات الهوائية ما يقطع الإمداد بالأوكسجين.

يمكن أن تحدث نوبة الربو عن طريق:

  • مسببات الحساسية (مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات).
  • مهيجات كيميائية.
  • روائح قوية.
  • حدث مرهق.
  • عدوى الجهاز التنفسي.

الاختناق الميكانيكي

قد يُسد مجرى الهواء بجسم غريب ما يسبب الاختناق، مثلما يحدث عندما يبتلع الشخص الطعام بطريقة غير صحيحة أو عندما يشرب جرعة زائدة من الكحول، حيث يمكن للكحول أن يقلل من رد فعل البلع، ما يتسبب بالاختناق بالكحول.

وضعية غير صحيحة للجسم

هناك عدة وضعيات تسد المجاري التنفسية، وتعوق الاستنشاق الطبيعي أو دوران الأوكسجين. أكثر المعرضين لهذا النوع من الاختناق هم الأطفال حديثو الولادة.

كيف تؤثّر الأسيفكسيا في الجسم؟

تؤثر الأسيفكسيا على الجسم بطرق مختلفة:

الاختناق الميكانيكي

في حالة وجود جسم غريب يسد المجاري التنفسية، تزداد كمية ثاني أوكسيد الكربون، ولا يمكن الحصول على كمية كافية من الأوكسجين (نقص أكسجة). كرد فعل يحاول الجسم بدء التنفس مرة أخرى، فتنتفخ العينان، ويتغير لون البشرة، ويحاول الشخص السعال.

يرتفع ضغط الدم ومعدل ضربات القلب، وتنخفض درجة حموضة الدم، ويُطلق الجسم الكاتيكولامينات، وهي هرمونات تؤدي دوراً مهماً في استجابة "الكر والفر". في مراحل متقدمة، ينخفض الضغط وتتباطأ ضربات القلب حتى يتوقف في غضون 4-5 دقائق.

أسيفكسيا الغرق

في أسيفكسيا الغرق لدينا حالتان:

  • في 10% من حالات الغرق تتوقف الحبال الصوتية نتيجة تشنج الحنجرة، ومع ذلك قد يموت الشخص من الاختناق ولكن دون أن يدخل الماء إلى الرئتين.
  • في 90% من حالات الغرق تسترخي عضلات المزمار ما بين الحبال الصوتية، فيدخل الماء إلى الرئتين:
    • الماء العذب: يمتص الجسم الماء العذب، ويخفف من ترميز بلازما الدم، وتنحل خلايا الدم الحمراء (انحلال الدم).
    • المياه المالحة: تسحب المياه المالحة السوائل من جهاز الدوران، وتقلل كمية البلازما في الدم.

اقرأ أيضاً: كيف تتصرف في حال الشد العضلي أثناء السباحة؟

الحساسية

خلال التحسس يعتقد الجسم خطأً أن مادة الحساسية هي جسم غريب، فيُطلق الجهاز المناعي أجساماً مضادة تسبب رد فعل مثل التورم أو الشرى أو تضيق المجاري. إذا لم يعالج التحسس قد يزداد التحسس ويؤدي إلى توقف التنفس والاختناق أو الأسيفكسيا.

كيف تُعالج الأسيفكسيا؟

يتحدد العلاج المناسب للأسيفكسيا وفقاً للأسباب، ويشمل:

  • الإنعاش القلبي الرئوي (CPR): هو الضغط على الصدر للحفاظ على تدفق الدم إلى الأعضاء الحيوية، واستعادة ضربات القلب.
  • مناورة هيمليك: تُستخدم لعلاج الاختناق الميكانيكي، حيث اكتشف الدكتورهنري هيمليك عام 1974، أنه يمكن استخدام الهواء المتبقي في رئتي الشخص لتحرير جسم غريب من المريء باستخدام سلسلة من الضغطات البطنية أسفل الحجاب الحاجز وصفعات الظهر.
  • الأدوية: لعلاج أسيفكسيا حالات التحسس والربو، وتشمل أجهزة استنشاق الربو أو الإبينفرين لعلاج حالات التحسس أو نالكسون لعلاج الجرعة الأفيونية الزائدة.
  • الإنعاش الفموي (التنفس الاصطناعي): يتضمن نفخ الهواء في رئتي المصاب، ويعد غالباً جزءاً من معظم بروتوكولات إجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR). يُستخدم في حالات أسيفكسيا الغرق، أو لمَن تناول جرعة زائدة من المواد الأفيونية.
  • العلاج بالأوكسجين: هو جهاز يعتمد على توصيل الأوكسجين إلى الجسم عن طريق قناع الأوكسجين أو أنبوب الأنف.

اقرأ أيضاً: كيف تساعد أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي؟

كيف يمكن تجنب الأسيفكسيا؟

يمكن تجنب الإصابة بأي من أنواع الأسيفكسيا بتوخي الحذر:

  • امضغ الطعام ببطء ولا تتحدث إلّا بعد البلع.
  • راقب الأطفال وشجّعهم على تناول قضمات صغيرة، وتجنّب الحديث أثناء الطعام.
  • احمل معك حقن مضاد الحساسية دائماً إذا كنت تعاني من حساسية تجاه الطعام.
  • ارتدِ سترة نجاة وحافظ على وجود رفقة معك عند السباحة.
  • احتفظ بجهاز الاستنشاق معك دائماً إذا كنت تعاني من الربو.
  • استخدم أجهزة الكشف عن أول أوكسيد الكربون في المنزل، وحافظ على التهوية الجيدة فيه.

تذكر، الأسيفكسيا حالة خطيرة يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة إذا لم تُعالج على الفور، فإذا كنت تشك في إصابة شخصٍ ما يالأسيفكسيا، بادر باستدعاء العناية الطبية على الفور.