كيف تُميّز إن كان ألم الصدر قلبي أمْ عضلي المنشأ؟

كيف تُميّز إن كان ألم الصدر قلبي أمْ عضلي المنشأ؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ BonNontawat

كنت تجلس على طاولة المطبخ تحتسي القهوة عندما أتاك ألم الصدر مثل صاعقة البرق، فكان مفاجئاً وسريعاً يشبه شعور الطعن أو شعور الصدمة الكهربائية، استمر لحظة وحيدة ثم غادرك واختفى وأبقاك في لحظة ذهول تام. طبيعي أن تختفي كل الاحتمالات من ذهنك وينحصر تفكيرك بأنك قد تعرضت لنوبة قلبية، إلا أن الأخبار الجيدة هي أن هذه الحالة طبيعية وحميدة السبب، وشائعة بين اليافعين وكبار السن.

كما ذكرنا "استمر الألم لحظة وحيدة"، حيث توجهنا فترة استمرار الألم القصيرة إلى أن منشأ الألم غير قلبي، إذ تعتبر "مدة استمرار الألم" واحدةً من عدة معايير ومؤشرات وضّحها الطبيب "كورتيس ريمرمان" الحائز شهادة دكتوراة في أمراض القلب والأوعية الدموية، والذي يعمل في عيادة كليفلاند في مدينة أوهايو الأميركية، وهي تساعدنا على تمييز ألم الصدر الذي لا يدعو للقلق وألم الصدر الذي يتطلب الاهتمام والتدبير. 

اقرأ أيضاً: تعرّف إلى أسباب السكتات القلبية التي تصيب الرياضيين

ما التشاخيص التفريقية المحتملة للألم الصدري؟

يبقى ألم الصدر أحد أكثر الأعراض التي تقلق راحتنا، فترانا ندخل في لحظة من الجمود عندما يبدأ ألم الصدر ويزداد رويداً لنسأل أنفسنا "هل يمكن أن يكون نوبة قلبية؟". على الرغم من أن احتمال أن يكون الألم قلبي المنشأ هو الأضعف بين كل الاحتمالات الأخرى، فإنه من المنطقي أن يكون أول احتمال يطرأ على ذهننا نظراً لأنه الأكثر خطورة. ومن الأسباب المحتملة والشائعة للألم الصدري نذكر:

  • شد عضلي في إحدى عضلات الصدر.
  • كسر في أحد الأضلاع.
  • التهاب غضروف الضلع.
  • متلازمة الألم العضلي الليفي.
  • الإصابة بالحزام الناري.
  • التهاب الرئة.
  • حدوث نوبة ربو.
  • القلس المعدي المريئي.
  • الإصابة بنوبة هلع.

ما المؤشرات التي تميّز بين ألم الصدر قلبي وعضلي المنشأ؟

تشتمل المؤشرات على 4 بنود، وعلى الشخص أن يسأل نفسه الأسئلة الأربعة التالية للجزم حول منشأ ألمه:

  • كيف يمكن أن أصف طبيعة الألم الصدري؟
  • كيف بدأ الألم؟
  • أين يتوضع الألم؟
  • كم استمر الألم؟

صفات الألم الصدري قلبي المنشأ

ينجم ألم الصدر قلبي المنشأ عن انسداد أحد الشرايين التي تغذّي العضلة القلبية، وعلى الرغم من أن أعراض النوبة القلبية أو الذبحة الصدرية تختلف بشكلٍ كبير من شخص لآخر، فإن هناك مجموعة من النقاط الرئيسية التي تشترك فيها جميع الحالات.

يتصف ألم الصدر قلبي المنشأ بأنه عاصر ومؤلم، كما يصفه البعض بأنه ضيق وثقل في الصدر يتوضع في جهة واحدة من الصدر أو قد يشعر به في الظهر، ويترافق الألم القلبي مع ضيق في التنفس وتعرق مفرط وتسرع في القلب.

اقرأ أيضاً: هل التفاوت في معدل ضربات قلبك حالة طبيعية؟

ما يميز الألم قلبي المنشأ أنه منتشر، أي ينتشر إلى الذراع أو العنق أو الفك ولا يبقى محدد المكان كما الحال في الألم العضلي. ومن جهة أخرى، يتطور الألم القلبي بشكلٍ تدريجي ويزداد مع الوقت، كما يتحرض عند القيام بجهد بدني أو بعد تناول الطعام، ويستمر في طبيعية الحال أكثر من 5 دقائق إلا أنه نادراً ما يتجاوز 20-30 دقيقة.

وإضافة لذلك، تساعد الأدوية الموسعة للأوعية مثل "نيتروغليسرين" والتي تُعرف بـ "الحبة تحت اللسان" على تخفيف وتحسين الألم المرتبط بالقلب، إلا أنه يجب استخدام هذه الأدوية بحذر ومن قبل الطبيب حصراً لأنها تُسبب مضاعفات مثل حدوث نوبة هبوط ضغط.

صفات الألم الصدري عضلي المنشأ

أما بالنسبة للألم عضلي المنشأ، فغالباً ما يعود إلى شد وتشنج إحدى العضلات أو حدوث تعب ناجم عن الإفراط في تمرينها. ويتصف هذا الألم بأنه حاد يشبه طعنة السكين يظهر بعد القيام بحركة خاطئة أو حركة تتطلب مجهوداً غير اعتيادي، كما قد يظهر الألم العضلي بعد ساعات من التمرين الكثيف أو حتى عند الاستيقاظ في اليوم التالي للتمرين.

يتحرض الألم العضلي بالسعال أو بالتنفس العميق عند ملء الصدر بالهواء وعند القيام بحركة تدوير تعاكس عمل العضلة المشدودة، ويتركز في منطقة وحيدة تقابل العضلة وعادةً ما يكون الألم العضلي غير منتشر، أي أنه لا يزحف إلى أي أعضاء أخرى.

وفيما يتعلق بفترة استمرار الألم العضلي، فمن المهم أن نسلّط الضوء على أن الألم العضلي يتظاهر على شكلين، الشكل الحاد الذي يوافق تشنج العضلة، حيث يستمر لثوانٍ ويختفي بمجرد إرخاء العضلة وإعادتها إلى وضع الراحة. أمّا الشكل المزمن منه فهو يستمر حتى عندما تكون العضلة في حالة راحة، ويكون الألم فيه أقل شدة إلا أنه قد يستمر لأيام قليلة.

اقرأ أيضاً: ما مدى خطورة التهاب عضلة القلب؟ وما حقيقة ارتباطه بلقاحات الرنا المرسال؟

ختاماً، قد يبدو من الصعب أخذ هذه المؤشرات بعين الاعتبار عند حدوث الألم، إلا أن التريث والتعامل مع الأمور باسترخاء مطلق يعتبران من السياسة الأفضل عندما يتعلق بالحالات الصحية. وبشكلٍ عام، يُنصح بالالتزام بالعادات الصحية والابتعاد عن التدخين والغذاء غير الصحي الغني بالدهون وممارسة الرياضة للحد من مخاطر الأمراض القلبية، وبالوقت نفسه يُنصح بالإحماء الجيد قبل التمرين والقيام بتمارين الاسترخاء عند الانتهاء من الرياضة لتقليل احتمال الإصابة بالشد العضلي. 

المحتوى محمي