يزداد انتشار التعلم عن بُعد يوماً بعد يوم، إذ هناك نحو 220 مليون طالب يتعلم إلكترونياً بشكل رسمي، ويمكن للطلاب الجامعيين والخريجين أن يقوموا بالتدريس عن بُعد لكسب دخل إضافي إلى جانب دراستهم. لا يخلو الأمر من بعض المعوقات التي تحد من التدريس عن بعد؛ مثل ضعف الإنترنت وعدم امتلاك الخبرة في الأدوات اللازمة لهذا النوع من التدريس، لكن يمكن تخطي هذه الصعوبات باتباع بعض النصائح الموجودة في هذا المقال.
كيف تبدأ عملية التدريس عن بُعد؟
قد تكون بداية التدريس عن بُعد صعبة، لكن يمكن الانطلاق من الخطوات الأساسية التالية:
- التعلم من نموذج سابق: يمكن حضور دروس عن بُعد أو مشاهدة مقاطع فيديو لمحاضرات افتراضية ليصبح الأمر مألوفاً لديك.
- تعلم استخدام الحاسوب بشكل جيد: قد تمتلك مهارات مختلفة تساعدك في استخدام الحاسوب، لكن هناك مهارات أخرى يجب اكتسابها لإعداد محتوى دروس عن بعد، مثل التعامل مع أدوات جوجل والتخزين السحابي وغيرها.
- اختر التخصص الذي تريد تدريسه: من الأفضل تحديد المجال الذي ترغب بتدريسه مثل الرياضيات أو الجغرافيا أو علم الأحياء وغيرها، وأن تبدأ بإعداد محتوى المنهاج الخاص بك من مصادر مختلفة أو الالتزام بمنهاج سابق.
- تأمين اتصال إنترنت ثابت: وهي الوسيلة الأساسية التي سيتم عبرها التدريس.
- اختيار المنصة التي ستعمل عليها: يختار بعض الأشخاص العمل بشكل مستقل، أو يمكنك الانضمام لإحدى منصات التدريس عن بعد.
اقرأ أيضاً: 6 استراتيجيات فعالة لتعلم سريع وإنتاجية مرتفعة
ما عناصر دروس التعلم عن بعد الأساسية؟
يضم درس التعلم عن بُعد بشكل عام العناصر التالية:
- البنية التحتية الأساسية: أي الحاسوب والإنترنت والمنصة المستخدمة لعرض الدرس.
- المحتوى الأساسي: ويكون كتابياً عادةً يرافقه شرح المدرس.
- العناصر المرئية والمسموعة: وتضم الصور والمخططات والفيديوهات لتزيد من فعالية الدروس.
- الأساليب التفاعلية: وهي الأسئلة والفقرات المختلفة التي تتضمن تفاعل الطلاب، ويمكن تقسيمها لفترات صغيرة مختلفة خلال الدرس للتأكد من فهم الفقرات.
- التعلم العكسي: يقوم الطلاب بتحضير أجزاء مهمة من الدروس قبل حضورها، فيقرأ مجموعة من الصفحات أو يبحث عن الموضوع وقد يحضّر بعض الفقرات لعرضها.
- التأكد من الحضور الفعّال للطلاب: من السهل أن يتهرب الطلاب من الدرس عن طريق تسجيل الدخول وإغلاق الكاميرا والذهاب لغرفة أخرى واللهو، وهناك عدة طرائق للتأكد من حضور الجميع أولها إبقاء الكاميرات مفتوحة، ولكن قد يسبب ذلك ضعف الاتصال، لذا يمكن استخدام طريقة أبسط للصفوف الكبيرة مثل إرسال ردود مكتوبة بكلمات مختلفة يحددها الأستاذ في أثناء الدرس.
اقرأ أيضاً: تقنية فاينمان للتعلم السريع قد تفيدك في الامتحانات المقبلة
كيف يمكن عمل دروس تعلم عن بُعد في ظروف الإنترنت الضعيفة؟
قد يعاني بعض الطلاب أو الأساتذة من ضعف في شبكة الإنترنت، وفي تلك الحالة يمكن استخدام الأساليب التالية:
- سجّل الدروس: تفيد هذه الطريقة في حضور الدروس في أوقات مختلفة أو تحميل فيديو الدرس المسجل تبعاً لسرعة إنترنت الطلاب، ويمكن أن تساعد الطلاب المرضى في متابعة الدروس لمواكبة رفاقهم.
- نظم أوقاتاً للبحث: عند شعور الأستاذ بأن الشبكة تصبح ضعيفة، يمكنه استخدام مجموعة من الأسئلة أو الفروض للبحث عنها عبر الإنترنت من قبل الطلاب في هذا الوقت ريثما يحدد مشكلة الاتصال ويعالجها، أو يمكن طلب قراءة مقطع معين وغيرها من الطرائق لاستثمار وقت الحصة بشكل أمثل.
- استخدم طرائق مبتكرة لضمان مشاركة الجميع: عند وجود طالب لا يمتلك اتصالاً جيداً بالإنترنت قد يجد صعوبة في التكلم في أثناء الدرس المباشر، يمكن استخدام التسجيلات الصوتية ببرامج المحادثة الفورية مثل واتساب أو تيليغرام وغيرها لعرض الإجابات والملاحظات من الطلاب، وفي بعض الحالات يشترك الطالب بأحد عروض شركات الهواتف المحمولة للدقائق فيفتح مكالمة صوتية مطولة يتابع بها الدرس ويشارك هاتفياً لتأمين الصوت ويتابع الصورة عن طريق الإنترنت، كما يفعل بعض المراسلين الإخباريين عندما يكونون بمناطق ذات اتصال إنترنت ضعيف.
اقرأ أيضاً: 5 أسباب قد تجعل ألعاب الفيديو مفيدةً في المدارس
- قم بتهيئة ملفات لمحتوى الدروس يمكن الوصول إليها في أي وقت: إذ يمكن للمدرس أن يشارك الطلاب ببعض الملفات والعروض التقديمية على منصات دراسية أو سحابات التخزين لكي يطّلعوا عليها في حال لم يكن الاتصال لديهم جيداً في أثناء الدرس، أو يمكن مشاركة ملفات الحصة بعد انتهائها عن طريق البريد الإلكتروني.
- استخدم أقل قدر ممكن من البيانات: يمكن إطفاء الكاميرا في أثناء الدرس لأنها تستهلك قدراً كبيراً من البيانات، ويمكن الابتعاد عن عرض الفيديوهات ذات الدقة العالية في أثناء الدرس واستخدام دقة 360 بيكسل التي تكفي لتأدية الغرض، ويمكن توفير الملفات والفيديوهات المعدة مسبقاً بشكل مضغوط لتوفير وقت التحميل والتخزين.
- نظم محتويات المنهاج أو الدورة على موقع: يمكن وضع ملفات الدروس كافة على موقع تنشئه مجاناً، باستخدام مواقع جوجل (google sites) أو غيرها من المواقع المجانية مع الإعلانات، والجيد بهذه المواقع أنها لا تحتاج لتعلم لغات برمجة بل يمكن تصميمها بشكل يشبه العروض التقديمية، ويمكن استخدام المدونات مثل بلوغر (blogger) لهذا الغرض.
- أرسل الملفات مسبقاً: يمكن لهذه العملية أن توفر من وقت الحصة بشكل كبير، وبالوقت نفسه يمكن للطلاب ذوي الإنترنت الضعيفة أن يتابعوا الملفات المخزنة لديهم في أثناء الدرس، ويمكن الاستفادة من خاصية فتح ملفات جوجل بدون إنترنت للمساعدة في هذه العملية.
- اعتمد على الهواتف الذكية: يمكن متابعة معظم الدروس من خلال الهواتف المحمولة دون الحاجة لاستخدام اللابتوب أو الأجهزة اللوحية من خلال تطبيقات مختلفة، بهذه الطريقة يمكن تقليل الحاجة لإنترنت قوية، ولكن بالوقت نفسه يجب تكبير حجم الخط والصور وتصميم الدرس على هذا الأساس لكي لا تسبب متابعته انزعاجاً أو ألما في العيون على المدى الطويل.
تحسين سرعة اتصال الإنترنت
قد يكون العائق الوحيد أمام الدرس المقام عن بُعد هو سوء الاتصال وبطء سرعة الإنترنت، إذ لا يستطيع الجميع توفير شبكة من الجيل الخامس، ويمكن في تلك الحالة اتباع النصائح التالية:
- الاتصال سلكياً: عن طريق توصيل كابل الشبكة (ethernet) عوضاً من استخدام الواي فاي ما قد يوفر اتصالاً أكثر ثباتاً.
- تغيير المتصفح: باستخدام متصفح إنترنت مختلف أكثر سرعة.
- حماية الشبكة: قد يتم اختراق شبكة الإنترنت الخاصة بك، لذا يمكن تغيير كلمة المرور والتأكد من عدم وجود اتصال من قبل أجهزة غير معروفة.
- تأمين مصادر احتياطية: حيث يستخدم عدة مصادر من الإنترنت للتبديل فيما بينها، فيمكن استخدام شبكة الإنترنت المنزلي أو إنترنت شبكات الهواتف المحمولة وبث الإنترنت للابتوب واختيار المناسب منها حسب سرعة المصدر الأفضل.
- تركيز استهلاك الإنترنت على جهاز واحد: وذلك عن طريق قطع الاتصال عن الأجهزة المنزلية التي لا يتم استخدامها في أثناء الدرس عن بُعد، ومنها الأجهزة اللوحية والهاتف المحمول وغيرها.
- تغيير شبكة الاتصال الافتراضي: قد يؤدي استخدام الشبكة الخاصة الافتراضية (VPN) إلى إبطاء الاتصال، يمكن إطفاؤه أو محاولة إعادة الاتصال من شبكة افتراضية مختلفة.
- استئجار الإنترنت: عن طريق الذهاب لمقهى إنترنت هادئ أو مكتبة قريبة توفر إنترنت سريعة ومستقرة.
اقرأ أيضاً: كيف نساعد أولادنا على اختيار الفرع الجامعي المناسب لهم؟
كيف تجعل محتوى التعلم عن بعد جذاباً وتطوره باستمرار؟
يعد مجال التدريس عبر الإنترنت متجدداً باستمرار وحقلاً واسعاً للإبداع، ومن أهم النصائح التي تجعل من الدروس عن بعد جذابة وممتعة ما يلي:
- استخدام الألواح الإلكترونية لتدوين الملاحظات والشرح، ويمكن طلب مشاركة الطلاب للتدوين عليها، ويوفر لوح جامبورد (jamboard) من جوجل هذه الخاصية بشكل مجاني.
- ربط الدروس بمواضيع حالية كالمسلسلات الحديثة أو الأحداث التي تهم الجميع في سبيل ربط الفائدة العلمية مع الحياة اليومية وزيادة تفاعل الطلاب.
- اختصار الدروس وعدم الإطالة، إذ يمكن لأعقد الأفكار أن تصل خلال بضع دقائق عند تحضيرها جيداً بالصور والوسائل المتاحة، ومن الأفضل أخذ استراحات قصيرة لا تتجاوز 5 دقائق بين الفقرات الطويلة.
- تشجيع الفضول بين الطلاب ومكافأة مَن يقوم بطرح الأسئلة، بهذه الطريقة يمكن زيادة انتباه الطلاب ومشاركتهم في الدروس.
- عرض أعمال وحلقات بحث خلال الدرس، وتسهم هذه الطريقة في تشجيع الطلاب على البحث والتعلم الذاتي ومشاركة الأفكار مع زملائهم.
- عمل ألعاب ترفيهية ببعض الأوقات، كعرض لغز أو أحجية وغيرها من موضوع الدرس.
اقرأ أيضاً: نصائح ضرورية لتنظيم وقت كل طالب
قد لا نشهد تحول التعليم ليصبح عن بعد بشكل كامل في المستقبل القريب، لكن هناك إمكانية وهي أخذ بعض الحصص والمواد الدراسية والمناهج عن بعد، ويعد هذا المجال مرناً، فهناك مَن يقوم بتدريس محاضرة كاملة عبر الواتساب بإمكانات وموارد محدودة، وغيره مَن يستخدم أحدث منصات العالمية للتعليم الافتراضي، وفي كلتا الحالتين، التعليم يستمر، ولا يزال هناك شوط طويل بحاجة لعبوره في هذا المجال، لكن قد تفيد بعض النصائح المذكورة هنا في الانطلاق والمباشرة بهذه المسيرة لمَن يرغب.