عمليات جراحية نوعية تُجرى في مستشفى عربي يرقى من خلالها لدرجة المستشفيات العالمية

4 دقائق
عمليات جراحية نوعية تُجرى في مستشفى عربية ترقى من خلالها لدرجة المستشفيات العالمية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Gorodenkoff

أجرى جراحون على درجة عالية من الكفاءة في مستشفيات الدكتور سليمان الحبيب في المملكة العربية السعودية عمليتين جراحيتين نوعيتين، تجريان عادة في المستشفيات العالمية والمصنّفة من الدرجة الأولى، وقد تكللتا بالنجاح.

إنقاذ حياة طفل يعاني من تشوه خلقي بالقناة الصفراوية

أنقذ فريق طبي متخصص في جراحة الأطفال في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالريان طفلاً يعاني من توسع في قناة المرارة CBDD، وهو تشوه خلقي خطير قد يتحول إلى نسيج سرطاني في حال تأخر العلاج.

توسع القناة الصفراوية الخلقي CBDD

توسع القناة الصفراوية (قناة المرارة)، هي حالة تسمى توسع القناة الصفراوية الخلقي وغير معروفة الأسباب، تترافق مع يرقان مختلف الشدة (خفيف أو متقدم) بسبب انسداد القناة الصفراوية الكامل، وهي من أكثر التشوهات الصفراوية شيوعاً عند حديثي الولادة، والتي تتطلب علاجاً جراحياً مبكراً.

تتمثل أعراض هذا التشوه باصفرار الجلد والعينين (اليرقان)، وألم في الربع العلوي الأيمن من البطن وبراز شاحب أو بلون الطين، وزيادة في إنزيم الأميلاز في الدم، وبول أصفر داكن أو بني، وتضخم الكبد والطحال، وعدم اكتساب الوزن.

يتم تشخيصه بعد إجراء عدة اختبارات في الدم والبول والبراز، بالإضافة إلى تقنيات التصوير الطبية وهي تصوير البنكرياس والقنوات الصفراوية بالمنظار لتوضيح صور الأشعة السينية وتسليط الضوء على التشوهات في القناة الصفراوية. يمكن أيضاً استخدام التصوير المقطعي المحوسب والموجات فوق الصوتية والتصوير بالرنين المغناطيسي لتأكيد التشخيص. 

يشمل العلاج إجراءات تنظيرية تعيد بناء القنوات الصفراوية المعيبة. وفي بعض الأحيان يتطلب العلاج إجراء عمل جراحي دقيق يُجرى عادة في المستشفيات العالمية والمصنفة من الدرجة الأولى.

اقرأ أيضاً: نجاح تغيير فصيلة دم الكلى المتبرع بها يفتح آفاقاً جديدة في زراعة الأعضاء

الجراحة التي أجراها أطباء مستشفى الدكتور سليمان الحبيب 

راجع الطفل البالغ من العمر 5 سنوات مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بشكوى آلام بطنية وارتفاع في نسبة اليرقان بعد محاولات علاج كثيرة داخل وخارج المملكة ولكن دون جدوى، مع رفض الأهل الحل العلاجي عن طريق شق البطن جراحياً دون التوجه لمستشفيات كبيرة متخصصة.

أجرى الأطباء في المستشفى الفحص السريري الأولي، والذي تبين من خلاله تقدم مرض اليرقان. وأُجريت أيضاً الصور التشخيصية من تصوير مقطعي محوسب والتصوير بالموجات فوق الصوتية ومجموعة من التحاليل المخبرية.

دلّت نتائج الصور والتحاليل على وجود انتفاخ شديد غير طبيعي في القناة الصفراوية الجامعة ناتج عن توسع القناة الصفراوية الخلقي.

وافق الأهل على الجراحة، التي أجراها فريق من أطباء جراحة الأطفال باستخدام المنظار المتطور من نوع «Storz»، وقد استغرقت 7 ساعات متواصلة تحت التخدير العام، واستأصل فيها الجراحون قناة المرارة الجامعة بالكامل والمرارة، وأغلقوا مخرج قناة المرارة في اتجاه البنكرياس، ثم عملوا على تحويل السائل المتدفق من الكبد إلى الأمعاء الصغرى مباشرة، من خلال عمل توصيلة مباشرة بين الأمعاء الدقيقة ومخرج الكبد.

أكد رئيس الفريق الطبي المعالج الدكتور زياد بطاينة، وهو استشاري جراحة الأطفال، أن العملية تكللت بالنجاح دون مضاعفات، ومن ثم نُقل الطفل إلى وحدة العناية المركزة، وبقي فيها 4 أيام، استمر أطباء العناية المشددة خلالها بمراقبة العلامات الحيوية للطفل وعمل أعضاء البطن الداخلية، ووظائف الكبد، ومن ثم خرج الطفل من المستشفى وهو بصحة جيدة.

عملية قلب مفتوح فريدة من نوعها

الإنجاز الجراحي الآخر هو لمستشفى الدكتور سليمان الحبيب في الخبر، وفيه أجرى الجراحون بنجاح عملية قلب مفتوح لمريض يبلغ 41 عاماً باستخدام تقنية «التدخل الجراحي المحدود» أو ما يعرف بالجراحة طفيفة التوغل، وهي إجراء جراحي معقد يتطلب التدريب والخبرة عالية الكفاءة. 

القلب المفتوح باستخدام تقنية «التدخل الجراحي المحدود»

تتضمن جراحة القلب باستخدام تقنية التدخل المحدود إجراء شقوق صغيرة في الجانب الأيمن من الصدر للوصول إلى القلب بدلاً من إحداث شق بين الأضلع كما هو الحال في جراحة القلب المفتوح، ما يعني ألماً أقل وشفاءً أسرع.

تُجرى في عدة حالات منها استبدال الصمام الأورطي وإصلاح عيب الحاجز الأذيني البطيني وعلاج الرجفان الأذيني وترميم صمامات القلب أو استبدالها وتغييرها.

ومقارنةً بجراحة القلب المفتوح، يفقد المريض الخاضع لجراحة القلب طفيفة التوغل كمية أقل للدم، لذلك فهو ليس في حاجة إلى نقل الكثير من وحدات الدم أو مشتقاته، ويكون الجرح صغيراً وغير ملاحظ (20 سم في جراحة القلب المفتوح العادية) ولا يتطلب العديد من الغرز الجراحية. أما خطورة الإصابة بالعدوى والالتهابات بعد الجراحة فهي ضئيلة، ويقضي المريض بعدها مدة أقصر في المستشفى، ويعود إلى نمط حياته المعتاد في فترة زمنية قصيرة. بالإضافة إلى أن الجراحة طفيفة التوغل تقلل من استخدام التنفس الاصطناعي.

في جراحة القلب طفيفة التوغل يُحدث الجراح شقوقاً صغيرة بين أضلاع الصدر، وتجري العملية بواحدة من 3 طرق: بمساعدة الروبوت، وجراحة المنظار الصدري، والجراحة عبر إحداث شق صغير في الصدر. في واحد من هذه الشقوق تُدخل أداة مزودة بكاميرا فيديو صغيرة لمساعدة الجراح على رؤية ما بداخل الجسم.

في طريقة التنظير الصدري، يعمل الجراح على إصلاح مشكلة القلب باستخدام أدوات طويلة يُدخِلها من خلال شقوق صغيرة بين الأضلاع. ويبقى المريض بعد العملية لعدة ساعات في العناية المشددة ثم يُنقل إلى غرفة عادية بالمستشفى لعدة أيام. 

اقرأ أيضاً: لا تقع ضحية للجراحات التجميلية الفاشلة

جراحة القلب المفتوح في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب

باتباع تقنية التدخل الجراحي المحدود، أجرى الجراحون في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب عملية التنظير الصدري لمريض بالغ من العمر 41 عاماً، يشكو من ذبحة صدرية وضيق وتصلب في الشرايين المغذية لعضلة القلب والضغط وآلام بالصدر، وكان قد تعرض لأزمة قلبية قبل 6 أشهر. 

قبل الجراحة خضع المريض للفحوصات السريرية اللازمة وأجرى التحاليل المخبرية وصور الأشعة السينية على كامل منطقة الصدر وعلى القلب. بالإضافة إلى ذلك تم إجراء قسطرة تشخيصية للمريض، تبين من خلالها وجود ضيق حاد بالشريان الأيسر الرئيسي التاجي المغذي للقلب بنسبة 90%، ما استدعى نقله على الفور إلى غرفة العمليات. 

اقرأ أيضاً: دروس مُستفادة من أول زراعة قلب خنزير عن الفيروسات التي يمكن أن تنتقل من الحيوانات للبشر

أثناء الجراحة، أحدَث الجراحون شقاً بطول 5 إلى 7 سم على الجانب الأيسر من الصدر، وزرعوا فيه شرايين للمريض. استغرقت الجراحة 6 ساعات، ونُقل بعدها إلى وحدة العناية المشددة، وخرج من المستشفى بعد 3 أيام وهو بصحة جيدة.

المحتوى محمي