يعود تاريخ أقدم وصفة طبية للدواء إلى عام 2400 قبل الميلاد، إذ وُجدت وصفة مكونة من 21 دواءً في بلاد ما بين النهرين، وربما كانت الوصفة مكونة من خلاصة جلود الثعابين أو الأعشاب أو مركبات نباتية عُرفت بتأثيراتها العلاجية. ومنذ ذلك الوقت، تقدم الطب كثيراً إذ أصبحت شركات الأدوية تنتج أدوية أكثر أماناً وفاعلية. وبمساعدة الطب الحديث، يمكن أن نقول إن متوسط العمر المتوقع للبشر أصبح 65 عاماً، وإن كان فضولك يدفعك للتعرف على أكثر أدوية موصوفة حول العالم، فإليك أهم 10 منها بحسب الخدمات الطبية الوطنية البريطانية NHS.
اقرأ أيضاً: كيف تفهم الآثار الجانبية للأدوية؟ وكيف تتعامل معها؟
أكثر الأدوية الموصوفة شيوعاً حول العالم
الأدوية التي سنتناول ذكرها هي من أكثر الأدوية التي تُوصف يومياً حول العالم.
1. هيدروكودون
يعود هذا الصنف الدوائي إلى مجموعة الأفيون أو ما تُعرف بالمسكنات الأفيونية التي صُنعت لأول مرة عام 1932. يُوصف الهيدروكودون على نطاقٍ واسع كأحد أكثر مسكنات الألم فاعليةً، إلّا أنه يتم اللجوء إليه كملاذ أخير نظراً لقابلية الإدمان عليه.
من جهةٍ أخرى، يُستخدم الهيدروكودون إلى جانب الهوماتروبين في تركيب الأدوية المُثبّطة للسعال، إذ يعمل على تثبيط منعكس السعال عن طريق التأثير على مركز السعال في الدماغ.
2. الميتفورمين
يُعرف الميتفورمين بدوره المُحسّن لحساسية الجسم لهرمون الإنسولين عن طريق تقليل حدوث مقاومة الإنسولين، ويُستخدم على نطاقٍ واسع كأحد الأدوية العلاجية للسكري النمط الثاني، كما يُستخدم وقائياً عند الأشخاص ذوي الخطر المرتفع للإصابة بالسكري لقدرته على خفض نسبة سكر الدم.
للميتفورمين استخدامات طبية أخرى، إذ يتناوله البعض لإنقاص الوزن على الرغم من تضارب الآراء حول صحة ذلك، كما أنه كان يُستخدم في أربعينيات القرن الماضي في علاج الإنفلونزا.
اقرأ أيضاً: «مونجارو» آخرها: ما حقيقة استخدام أدوية الداء السكري لإنقاص الوزن؟
3. اللوسارتان
ينتمي اللوسارتان إلى مجموعة الأدوية الخافضة لضغط الدم من عائلة مضادات مستقبلات الأنجيوتنسين 2، ويتم استخدامه بشكلٍ رئيسي لعلاج وتدبير ارتفاع ضغط الدم عن طريق تثبيط إنتاج الأنجيوتنسين، وهو أحد أهم مقبضات الأوعية الدموية التي ترفع من ضغط الدم.
من الاستخدامات الطبية الشائعة الأخرى للوسارتان تقليل خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى المرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم أو ضخامة العضلة القلبية أو السكري النمط الثاني، أو المرضى ممن لديهم تاريخ عائلي من الإصابة بأمراض الكليتين.
4. الصادات الحيوية
اكتشفت الصادات الحيوية لأول مرة عام 1928 من قِبل ألكسندر فليمنغ، إذ كان عالم الأحياء الدقيقة أول مَن اكتشف أول مادة فعّالة في القضاء على البكتيريا والتي أطلق عليها اسم البنسلين.
ينتشر استخدام الصادات الحيوية على نطاقٍ واسع في يومنا هذا كأحد أهم الأدوية التي تُحارب الإنتانات الجرثومية وأبرزها الأموكسيسلين والأزيثرومايسين. تُستخدم هذه الصادات في تدبير ذات الرئة الجرثومية وإنتانات الدم الجرثومية، ولكنها لا تُوصف أبداً لعلاج الإنتانات الفيروسية مثل نزلات البرد وسيلان الأنف والإنفلونزا.
وربما تكون الصادات الحيوية أكثر الأدوية التي يُساء استخدامها، لهذا بدأت ظاهرة "مقاومة الصادات الحيوية" بالظهور والتفشي، وينبغي درء ذلك عن طريق استخدام الصادات الحيوية حسب توجيهات الطبيب وإلّا سيكون ضررها أعظم من فوائدها.
5. ألبوتيرول
يُعرف هذا الدواء أيضاً بالسالبوتامول، وهو من ناهضات مستقبلات بيتا 2 التي تعمل على توسيع القصبات التنفسية وتحسين التهوية، ويُستخدم الألبوتيرول إمّا على شكل بخاخات فموية وإمّا يُوضع في أجهزة الاستنشاق.
من أهم الاستخدامات الطبية للألبوتيرول تدبير الربو وتشنج القصبات المرافق للتحسس، كما أنه يساعد على منع صعوبة التنفس والوزيز والسعال المرافق لأمراض الصدر التحسسية.
6. مضادات الهيستامين
بشكلٍ مشابه إلى حدٍ ما للألبوتيرول، تُستخدم هذه الأدوية بشكلٍ شائع لعلاج الأعراض التحسسية مثل العطاس والطفوح الجلدية التحسسية. حيث تمنع مضادات الهيستامين الهيستامين –الذي ينتج عن تفاعل الجسم مع المواد الغريبة- من التأثير في مستقبلاته حول الجسم محرضاً الأعراض التحسسية، كالتشنج القصبي والعطاس والسعال والشري الجلدي.
اقرأ أيضاً: ما الاحتياطات التي يجب اتباعها عند تناول الأدوية التي تُعطى دون وصفة طبية؟
ولا يقتصر استخدام مضادات الهيستامين على الحالات التحسسية وحسب، وإنما تستخدم هذه الأدوية لعلاج حالات مختلفة مثل نزلات البرد والحرقة المعدية واضطرابات القلق الطفيفة.
7. جابابنتين
يُصنف الجابابنتين كأحد أكثر الأدوية التي تُستخدم في تدبير وعلاج الصرع شيوعاً، حيث يمنع الجابابنتين حدوث النوب الاختلاجية ويسيطر عليها. من جهةٍ أخرى، لهذا الدواء تأثيرٌ مضاد للتشنج كما له آثارٌ إيجابية في تخفيف الألم الناجم عن اعتلال الأعصاب المحيطية.
8. أوميبرازول
ينتمي الأوميبرازول إلى عائلة مثبطات مضخة البروتون التي تمنع مضخات البروتون الموجودة في جدار المعدة من إفراز الحمض المعدي، لهذا يُستخدم الأوميبرازول بشكلٍ واسع لدى مرضى القلس المعدي المريئي والتهاب المعدة والتهاب المريء والقرحة الهضمية.
من جهةٍ أخرى، يساعد الأوميبرازول على تدبير الأعراض الهضمية مثل التجشؤ وحرقة المعدة وعسر الهضم وحتى انتفاخ البطن، كما يساعد على التئام تقرحات السبيل الهضمي مثل قرحات المعدة وقرحة المريء ويحميها من الحمض الزائد.
9. ليفوثيروكسين
يُستخدم الليفوثيروكسين في علاج قصور الدرق إذ يُعتبر بديلاً عن عوز هرمون الثيروكسين الذي يحدث نتيجة القصور، ينظم الليفوثيروكسين معدل الاستقلاب وحرق السعرات الحرارية ما يؤثّر في كلٍّ من فقدان الوزن واكتسابه، كما يتحكم في معدل ضربات القلب وانقباض العضلات.
10. أتورفاستاتين
يُوصف أتورفاستاتين لمرضى الشحوم والكوليسترول، إذ يعمل على خفض مستوى المواد الدهنية في الدم مثل الكوليسترول السيئ أو ما يُعرف بالبروتين الشحمي منخفض الكثافة (LDL) والشحوم الثلاثية عن طريق تثبيط عمل إنزيم HMG-CoA المسؤول عن تركيب الكوليسترول.
اقرأ أيضاً: تعرّف على الأدوية الحساسة للحرارة وطرق حفظها
كما يُستخدم على نطاقٍ واسع عند مرضى القلب والأوعية الدموية لأنه يقلل من أحد أهم عوامل خطر أمراض القلب وهو تصلب الشرايين، ولذلك يُستخدم الأتورفاستاتين بشكلٍ وقائي عند مرضى القلب والسكري ومرضى الأوعية ذوي الخطورة العالية.