ملخص: الهيموغلوبين أو خضاب الدم، هو بروتين أساسي في خلايا الدم الحمراء، ينقل الأوكسجين من الرئتين إلى أنسجة الجسم ويعيد ثاني أوكسيد الكربون إلى الرئتين. تتراوح مستوياته الطبيعية في الدم بين 14-17.5 غراماً لكل ديسيلتر للرجال، و12.3-15.3 غراماً لكل ديسيلتر للنساء. قد ينتج انخفاض الهيموغلوبين، الذي يقل عن 13.2 غراماً/ديسيلتر للرجال و11.6 غراماً/ديسيلتر للنساء، عن عدم كفاية إنتاج خلايا الدم الحمراء، أو موت خلايا الدم الحمراء السريع، أو فقدان الدم، أو نقص الحديد. وتشمل الأعراض الضعف، وهشاشة الأظافر، وألم الصدر، والدوار، وضيق التنفس. غالباً ما تستخدم مكملات الحديد لعلاج انخفاض الهيموغلوبين، ولكن ثمة عوامل أخرى يمكن أن تعوق التحسن مثل نقص الفيتامينات (ب9 وب12)، واستخدام مكملات الحديد بشكلٍ غير صحيح، والأشكال الوراثية لفقر الدم (مثل فقر الدم المنجلي، والثلاسيميا)، وبعض الحالات الصحية التي تعوق امتصاص الحديد مثل التهاب القولون التقرحي والتهاب المفاصل الروماتويدي، كما يمكن لمضادات الحموضة أن تقلل من امتصاص الحديد.
في محاولة لمكافحة فقر الدم، يلجأ العديد إلى مكملات الحديد، معتقدين أن زيادة تناولهم الحديد سترفع مستويات خضاب الدم لديهم طبيعياً. ومع ذلك، بالنسبة إلى البعض، لا يؤدي هذا النهج إلى تحسّن يُذكر، ما يجعلهم في حيرة وإحباط. فما الذي يعوق ارتفاع خضاب الدم؟ إليك الأسباب المحتملة.
ما هو خضاب الدم؟
خضاب الدم أو الهيموغلوبين، هو البروتين الرئيسي الموجود في خلايا الدم الحمراء، ويؤدي دوراً أساسياً في نقل الأوكسجين من الرئتين إلى الأنسجة في الجسم، وإعادة ثاني أوكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئتين. يتكون الهيموغلوبين من أربع سلاسل بروتينية تحتوي على الحديد، ما يمنحه القدرة على الارتباط بالأوكسجين وحمله إلى أنسجة الجسم، وهي عملية ضرورية لتوفير الطاقة التي تحتاج إليها العضلات والأنسجة للعمل على نحو صحيح.
تبلغ المستويات الطبيعية للهيموغلوبين في الجسم عند الرجال ما بين 14-17.5 غراماً لكل ديسيلتر، وبين 12.3-15.3 غراماً لكل ديسيلتر للنساء.
وتُعتبر نسبة الهيموغلوبين منخفضة عندما تقل عن 13.2 غراماً لكل ديسيلتر للرجال، وعن 11.6 غراماً لكل ديسيلتر للنساء.
اقرأ أيضاً: ما أنواع فقر الدم؟ وكيف يُعالج كل منها؟
ما الذي يسبب انخفاض مستوى الهيموغلوبين؟
يرتبط انخفاض مستويات الهيموغلوبين مع انخفاض تعداد خلايا الدم الحمراء في الجسم، كما في الحالات التالية:
- تراجع قدرة نخاع العظم عن إنتاج ما يكفي من خلايا الدم الحمراء.
- موت خلايا الدم الحمراء بسرعة تفوق قدرة الجسم على استبدالها بخلايا جديدة.
- فقدان الدم، إمّا بسبب إصابة وإمّا مرض.
- عوز الحديد.
أعراض انخفاض الهيموغلوبين
نظراً للدور الذي يؤديه الهيموغلوبين في الجسم فإن انخفاضه يرتبط بعدد من المشكلات الصحية والأعراض، ومنها:
- آلام الجسم، والشعور بالضعف.
- هشاشة الأظافر.
- الألم في الصدر.
- الدوار أو الإغماء.
- برودة اليدين والقدمين.
- تسارع في ضربات القلب.
- تورّم اللسان.
- الصداع.
- التهيّج.
- البشرة الشاحبة.
- ضيق النفس
- التشتت وقلة التركيز.
- اضطراب النوم.
- الرغبة في أكل أشياء غير عادية مثل التراب أو الثلج.
اقرأ أيضاً: ما هي العلاقة بين نقص فيريتين الحديد وتساقط الشعر؟
لماذا لا يرتفع الخضاب في الدم؟
عادة ما يُعالج انخفاض الهيموغلوبين بمكملات الحديد للتخفيف من حدة الأعراض، لكن عندما لا تتحسن مستويات البروتين فقد يكون السبب مختلفاً عن عوز الحديد؛ مثل:
نقص الفيتامينات
تحتاج عملية تكوين خلايا الدم الحمراء إلى الحديد بالإضافة إلى بعض الفيتامينات مثل حمض الفوليك (فيتامين ب9) وفيتامين ب 12. يؤدي نقص أي من هذين العنصرين الغذائيين إلى فقر الدم، وصعوبة تكوين البروتين.
الاستخدام الخاطئ لمكملات الحديد
لدى تناول مكملات الحديد يومياً، أو في حالات الالتهاب المزمن، قد تزداد مستويات هرمون الهيبسيدين، وهو هرمون ينتجه الكبد ومهمته تنظيم توازن الحديد في الجسم. يمكن أن تمنع المستويات العالية من الهيبسيدين امتصاص الحديد عن طريق التسبب في تحلل الفيروبورتين، وهو بروتين ينقل الحديد من الأمعاء إلى مجرى الدم، ما يقلل من امتصاص الحديد، لذا ينبغي تناوله كل يومين.
الأشكال الوراثية لفقر الدم
ثمة بعض أنواع فقر الدم الوراثية التي قد تسبب انخفاض الهيموغلوبين بغض النظر عن كمية الحديد في الجسم؛ مثل:
- فقر الدم المنجلي: وهو اضطراب وراثي يحدث بسبب طفرة جينية تسبب تغير شكل كريات الدم لتتخذ شكلاً منجلياً ويصبح غشاء الكرية صلباً وأكثر لزوجة، الأمر الذي يبطئ أو يمنع تدفق الدم عبر الأوعية الدموية إلى أعضاء الجسم، ويحفّز انحلالها خلال 10-20 يوماً، بينما تعيش خلية الدم الطبيعية 120 يوماً بشكلٍ وسطي، ما يؤدي إلى نقص عدد خلايا الدم الحمراء وبالتالي لا يستطيع الجسم الحصول على ما يكفي من الأوكسجين والمغذيات فيحدث التعب عند ممارسة أي مجهود بسيط.
- الثلاسيميا: هي اضطراب وراثي في الدم يؤثّر في إنتاج الهيموغلوبين، وهو البروتين الذي يحمل الأوكسجين في كريات الدم الحمراء.
- كثرة الكريات الحمراء الكروية (Hereditary Spherocytosis): هي حالة وراثية تسبب فيها طفرة جينية انفصال الاتصال بين الهيكل الخلوي لكرية الدم الحمراء والطبقة الخارجية، الأمر الذي يجعل خلايا الدم الحمراء خلايا كروية غير مرنة، ما يقلل عمرها، ويسبب فقر الدم، ونتيجة لذلك، غالباً ما يكون لدى الأفراد المصابين بالكروية الوراثية مستويات هيموغلوبين أقل لأن خلايا الدم الحمراء لديهم يدمرها الطحال بسرعة أكبر مما يمكن إنتاجها.
- التفول أو أنيميا الفول: هو حالة وراثية ينتج عنها نقص إنزيم غلوكوز 6 فوسفات ديهيدروجينيز (G6PD)، ما يؤدي إلى انهيار خلايا الدم الحمراء قبل الأوان.
اقرأ أيضاً: ما هو داء الكريات المنجلية؟
حالات صحية أخرى
قد ينخفض الهيموغلوبين بسبب بعض الحالات الكامنة، مثل:
- فقدان الدم: إما بسبب فترات الحيض الغزيرة أو النزيف الداخلي، ما قد يسبب فقر الدم، حتى لو كنت تتناول مكملات الحديد.
- التهاب القولون التقرحي: يرتبط التهاب القولون التقرحي بفقر الدم، حيث وجدت دراسة نشرتها مجلة أمراض الأمعاء الالتهابية (Inflammatory Bowel Diseases) أن أكثر من نصف الأشخاص المصابين بمرض التهاب الأمعاء يعانون فقر الدم، وقد لا تكفيهم مكملات الحديد لتعويض الفاقد في الخضاب، وذلك قد يكون عائداً لأحد الأسباب التالية:
- النزيف وفقدان الدم: يسبب التهاب القولون التقرحي التهاباً وقرحاً في القولون، ما قد يؤدي إلى النزيف كما في البراز الدموي، لذا يفقد المرضى فيه خلايا الدم الحمراء.
- سوء امتصاص الحديد: يمكن أن يتداخل الالتهاب في الأمعاء مع قدرة الجسم على امتصاص الحديد من الطعام، لذا فإن أي حديد يتناوله المصاب قد لا يمتصه جسمه بالطريقة نفسها كما لو كان سليماً من المرض.
- نقص العناصر الغذائية: يمكن أن يؤثّر التهاب القولون التقرحي في امتصاص الفيتامينات والمعادن الأخرى؛ مثل فيتامين ب12 وحمض الفوليك، والتي تُعدّ ضرورية لإنتاج خلايا الدم الحمراء.
- التهاب المفاصل الروماتويدي: التهاب المفاصل الروماتويدي هو حالة التهابية قد تسبب انخفاض مستويات الهيموغلوبين في الدم على الرغم من تناول مكملات الحديد؛ حيث يمكن للأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، مثل الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs)، أن تسبب نزيفاً في الجهاز الهضمي، ما يسهم بشكلٍ أكبر في نقص الحديد.
- تناول أدوية الحموضة: تعمل هذه الأدوية على تحييد حمض المعدة، ولكن درجة الحموضة العالية ضرورية لتحويل الحديد الغذائي إلى شكلٍ يمكن امتصاصه بواسطة الأمعاء، وبالتالي فإن انخفاض حمض المعدة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض امتصاص الحديد.