كيف تتخلص من حرقة المعدة في أثناء صيام رمضان؟

3 دقيقة
كيف تتخلص من حرقة المعدة في أثناء صيام رمضان؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ PW creative design

تتبدل العادات الغذائية في شهر رمضان، فعوضاً عن تناول عدة وجبات موزعة على النهار والليل، يتناول الصائمون أول وجبة عند المغيب بعد الامتناع عن الطعام طوال النهار، وعندئذٍ غالباً ما يُبالغون نسبياً في كمية الطعام التي يتناولونها بسبب الجوع. 

وعند الإفراط في تناول الطعام في وقت الإفطار تحدث اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الارتجاع الحمضي، أو ما يُعرف بالقلس المعدي المريئي وعسر الهضم والانتفاخ، وأكثر هذه الاضطرابات شيوعاً "حرقة المعدة"، والتي تخلق حالة من الانزعاج وعدم الاستقرار الهضمي، فكيف تتظاهر الحرقة المعدية وكيف يمكن للصائمين تجنبها؟

ما أعراض حرقة المعدة؟

تتظاهر حرقة المعدة بألمٍ حارقٍ في الصدر خلف عظم القص مباشرةً، وهو العظم الذي يتوسط الصدر الأمامي ويُمكن أن يُشعر به بالجس، ويزداد الألم سوءاً بعد تناول الطعام أو عند تناول الطعام مساءً والاستلقاء أو الانحناء بعدها، أو عند تناول أطعمة مُعينة تزيد من إفراز الحمض المعدي. يترافق هذا الألم مع إحساس بطعم مُرّ أو حمضي في الفم. وعلى الرغم من الشعور الشديد الإزعاج الذي تتسبب به، فإنها حالة شائعة لا تستدعي القلق وتتحسن بمجرد تعديل العادات الغذائية.

اقرأ أيضاً: إليك 6 من أهم المكملات الغذائية الضرورية لنمو صحي للأطفال

الأطعمة التي تزيد من حرقة المعدة في أثناء رمضان

يمكن لمجموعة من الأطعمة والمشروبات أن تزيد من احتمال الإصابة بحرقة المعدة، كما أنها تزيد من شدتها، ومن ضمنها نذكر:

  • الأطعمة المُبَهرة وكثيرة التوابل.
  •  البصل.
  • الأطعمة الحمضية مثل الطماطم والبرتقال والليمون.
  • الأطعمة الدهنية أو المقلية.
  • النعناع.
  • الشوكولاتة.
  • المشروبات الكحولية والغازية.
  • المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة.

أحد أهم عوامل الخطورة التي تفاقم حرقة المعدة هي تناول وجبات كبيرة بسرعة، وهذا عادةً ما يحدث عند الإفطار، كما أن زيادة الوزن والحمل من شأنها زيادة خطر الإصابة، لأنها ترفع من الضغط داخل البطن ما يزيد من ارتجاع الأطعمة من المعدة إلى المريء.

اقرأ أيضاً: ما مخاطر أدوية تخفيف الوزن الرائجة؟

عادات صحية تُقلل من حرقة المعدة في أثناء رمضان

من المهم اتباع نظام غذائي جيد وصحي لمساعدة الجسم على التكيُّف مع صيام رمضان. ولحسن الحظ هناك العديد من النصائح التي تقلل احتمال الإصابة بحرقة المعدة وشدتها، وأبرز هذه النصائح:

  • شرب الماء بوفرة: لا شك في أن البقاء رطباً أمرٌ بالغ الأهمية عند صيام رمضان، فإلى جانب ترطيب الجسم يساعد الماء أيضاً في الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي؛ لهذا يُنصح بشرب كوب إلى كوبين من الماء قبل البدء بوجية الإفطار بـ 10 دقائق، لأن هذا يساعد على تقليل الشعور بالجوع ويجنّب بذلك الإفراط في تناول الطعام.
  • تجنب المشروبات الغازية والكحولية: تحتوي المشروبات الغازية على نسبة عالية من السكر والغازات التي تتسبب بالانتفاخ وتُعرقل السير الصحي لعملية الهضم.
  • تجنب الكافيين: للمشروبات أو الأغذية الحاوية على الكافيين دور مُرخٍّ للمعصرة المريئية السفلية المسؤولة عن حفظ الطعام في المعدة وعدم السماح له بالعودة إلى المريء، وعندما ترتخي هذه المعصرة ترتجع الأطعمة وتتسبب بالحرقة. ومن جهةٍ أخرى، الكافيين مدر للبول ويحفّز طرح السوائل ما يجعلنا ندخل في حلقة التجفاف والاضطرابات الهضمية المرافقة له. 
  • تجنب الإفراط في تناول الطعام قدر الإمكان: قد تكون هذه النصيحة صعبة التطبيق بعد الحرمان من الطعام طوال النهار، ولكن يعتبر الإفطار فجأة مع وجبة كبيرة من الطعام سبباً مهماً لحدوث تقلصات المعدة وارتجاع حمضي شديد، لهذا يُنصح بالبدء بوجبة متوسطة الكمية وتناول وجبات صغيرة متعددة بعد ذلك.
  • تجنب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون: بالإضافة إلى أن الأغذية الدهنية تُشعرنا بالخمول وهي ليست الاختبار الأكثر صحية للجسم، فهي تحتوي على نسبة عالية من الدهون التي تستغرق وقتاً للهضم، ويبقى الطعام نتيجةً لذلك وقتاً أطول في المعدة، ما يجعلها مُتهمةً بحدوث حرقة المعدة.
  • تجنب النوم والمعدة ممتلئة: من الصعب تطبيق ذلك في رمضان والوقت الوحيد لتناول الطعام هو بعد المغيب أو عند السحور، إلّا أنه يمكننا الحرص على وجود ساعتين بين آخر وجبة وموعد النوم، إذ يكون هذا مساعداً للغاية على تقليل حدوث حرقة المعدة.
  • تضمين المزيد من الألياف في الوجبات: الألياف هي صديقة الجهاز الهضمي، فهي تساعد على الحد من حدوث الانتفاخ والإمساك وتحسين الهضم، وبالتالي التقليل من حرقة المعدة. لهذا يُنصح بتضمين الحبوب الكاملة والخضار والفاكهة في الوجبات أكثر ما يُمكن.

اقرأ أيضاً: كيف تفهم الآثار الجانبية للأدوية وكيف تتعامل معها؟

كيف تُعالَج حرقة المعدة دوائياً؟

قد تكون حرقة المعدة معندة في الحالات المتقدمة ولا تستجيب للعلاج المحافظ الذي يشتمل على تعديل نمط الحياة وتطبيق النصائح، وإنما تحتاج إلى علاج دوائي، فإذا كنت تعاني حرقة المعدة غالباً ما يصف لك مقدم الرعاية الصحية أحد الأدوية التالية

  • مضادات الحموضة: تساعد هذه الأدوية على معادلة حمض المعدة عرضياً؛ أي أنها تتضمن مُركّبات تتفاعل مع الحمض المعدي وتثبطه بسرعة.
  • حاصرات مستقبلات الهيستامين H2: هذا الصنف الدوائي لا يُعالِج الأعراض وحسب، وإنما يُقلل من إفراز الحمض المعدي بالدرجة الأولى، موفراً حالة من الراحة مدة أطول.
  • مثبطات مضخات البروتون: تؤثّر هذه الأدوية بشكلٍ مشابه لسابقتها؛ أي أنها تثبِّط عمل مضخات الحمض المعدي الذي بدوره يُقلل من حموضة المعدة.

المحتوى محمي