في أحد ترندات تيك توك الشائعة، تُحقن شريحة لحم بسائل أصفر، وبعد نحو 20 دقيقة، يبدأ دهن قطعة اللحم بالذوبان.
تحت هاشتاغ (#Lemonbottle)، تروّج مقاطع تيك توك هذه لتقنية جديدة في حرق الدهون تُعرف بـ "حقن الليمون". ولكن ما هي حقن الليمون بالضبط؟ وهل يمكن أن تساعد حقاً على التخلّص من الدهون غير المرغوب فيها؟
اقرأ أيضاً: كيف تعمل تقنية تجميد الدهون للتنحيف وما مخاطرها؟
ما هي حقن الليمون؟
حقن الليمون هي إجراء تجميلي غير جراحي لإذابة الدهون، يتضمن الإجراء حقناً سريعة وفورية وغير مؤلمة لمحلول خاص في الأنسجة الدهنية في الوجه والجسم، والمناطق التي غالباً ما تقاوم الجهود الرياضية، أو الحميات الغذائية.
تهدف الحقن إلى تعزيز عملية التحطيم الطبيعي للدهون إلى أحماض دهنية؛ حيث تُعدّ إحدى تقنيات "حقن التحلل الدهني"، التي تستهدف تحطيم رواسب الدهون العنيدة، ثم التخلّص منها عبر الجهاز الليمفاوي. تتميز هذه التقنيات عامة بأنها تسبب الحد الأدنى من التورّم والاحتقان، وتلغي الحاجة إلى التوقف عن العمل أو فترة النقاهة.
وفقاً للشركة المالكة للعلامة التجارية لتحلل الدهون (LEMONBOTTLE) والتي تُعدُّ المصنع الأساسي لحقن الليمون، سيد ميديكوس (Sid Medicos)، تحتوي الحقنة على "مواد طبيعية بالكامل"، في حين أن المنتجات المنافسة يمكن أن تحتوي على مواد غير طبيعية، لكنها فعّالة في إذابة الدهون.
كيف تعمل حقن إذابة الدهون؟
تُصمم معظم حقن تحلل الدهون لتسريع عملية تحليل الدهون الطبيعية في الجسم؛ حيث تتضمن العملية تكسير الدهون واستقلابها للحصول على الطاقة. عادة ما يصل الجسم إلى هذه المرحلة لدى الصيام أو تقييد السعرات الحرارية، أو زيادة النشاط البدني، وذلك بعد أن يستنزف الجسم مخزونه من الغليكوجين. ومع ذلك، قد تفشل الطرق التقليدية لفقدان الوزن، ويتبقى جيوب من الدهون العنيدة التي يصعب فقدانها في مناطق معينة. على سبيل المثال دهون أسفل الذقن (الذقن المزدوجة)، ودهون الأرداف والفخذين، ودهون الظهر والبطن العنيدة.
تعزز حقن الليمون عملية تحلل الدهون في المناطق التي يصعب فقدان الدهون منها؛ حيث إنها موجهة لتدمير الخلايا الدهنية من الداخل إلى الخارج من خلال تحفيز العمليات الكيميائية الطبيعية التي تحدث عضوياً داخل الجسم.
اقرأ أيضاً: أين تذهب الدهون عندما تقوم بحرقها؟
تخلو حقن الليمون من مادة حمض الديوكسيكوليك، التي توجد عادة في مذيبات الدهون الشائعة الأخرى مثل الأكواليكس، لكنها تحتوي على مزيج من المكونات النشطة التي تسهم في تسهيل تحطيم الخلايا الدهنية وإزالتها:
1. الريبوفلافين (فيتامين ب2): يساعد على تنشيط وبدء تحطيم الخلايا الدهنية.
2. الليسيثين: هو مستحلب له القدرة على تحطيم الخلايا الدهنية غير الضرورية إلى جزيئات أصغر يمكن للجسم استقلابها، ثم نقلها من المنطقة المستهدفة.
3.البروميلين: إنزيم مشتق من الأناناس يؤدي دوراً مزدوجاً:
- تكسير رواسب الدهون، ما يسهل إزالتها.
- تخفيف حدة التورم مكان الحقن، بسبب خصائصه المضادة للالتهابات.
هل من الآمن استخدام حقن الليمون لتخفيف الوزن؟
بينما يروّج بعض المسوقين والشركات لفاعلية حقن الليمون في إذابة الدهون، فإن التقنية الجديدة تفتقر إلى البحث العلمي الكافي؛ حيث أثار بعض الأطباء مخاوف بشأن السلامة وعدم وجود أدلة علمية قوية تدعم نتائجها على المدى الطويل. على سبيل المثال، تشير أستاذة علم الأحياء البشرية في جامعة ليفربول هوب، إيمي مورغان، إلى أن مفعول البروميلين في تحطيم الخلايا الدهنية وتحلل الدهون قد أُثبت على الفئران، ومن غير الواضح فيما إذا كان له الفاعلية ذاتها على الخلايا البشرية.
ومثل أي إجراء تجميلي آخر، حذّر بعض الخبراء من المخاطر الصحية والآثار الجانبية لحقن الليمون باعتبارها ما زالت توجهاً حديثاً، ولم تدرس نتائجها على المدى البعيد.
علاوة على ذلك، حللت الوكالة السويسرية للمنتجات العلاجية (Swissmedic)، عينات "زجاجات حقن الليمون" من مصادر مختلفة، ووجدت تبايناً بين التركيبة الفعلية وما ورد في إعلانات المنتجات، لذا حذّرت في بيان لها من استخدام حقن الليمون لإذابة الدهون.
اقرأ أيضاً: هل تفوق فوائد «حقن إنقاص الوزن» آثارها الجانبية؟
في المقابل كان لبعض الخبراء رأي مشجع على استخدام التقنية. على سبيل المثال، أفاد الجراح البريطاني فاهي كريميان، بأنه عالج نحو 200 مريض باستخدام هذه التقنية، وكانت النتائج مرضية لهم، ودون ألم تقريباً. لكن كريميان نفسه، غير مقتنع بالفيديوهات الترويجية التي تستخدم الحقن لإذابة دهون اللحم المقدد، بعد أن جرب ذلك بنفسه، وترك اللحم 3 أيام دون جدوى.
كما أشار إلى أن عملية تحلل الدهون في جسم الإنسان تختلف عن تحلل دهون قطعة اللحم، نظراً إلى وجود عوامل أخرى تتحكم بالعملية مثل الأوكسجين وإمدادات الدم. ويقول: "إنها خدعة تسويقية".