علاج جديد قد يحل مشاكل الانتظار لزراعة الكبد

3 دقيقة
علاج جديد قد يحل مشاكل الانتظار لزراعة الكبد
محلول خلوي يحتوي على الخلايا الكبدية في أداة التعليق. استُخدمت خلايا الكبد هذه في علاج تجريبي للمصابين بالمرض الكبدي بالمرحلة النهائية. شركة لاي جينيسيس

يحاول فريق من العلماء إنماء كبد جديدة داخل جسم الإنسان باستخدام العقد الليمفاوية. على الرغم من أن هذه العملية تبدو وكأنها مستمدة من الخيال العلمي، فإن شركة لاي جينيسيس (LyGenesis) للتكنولوجيا الحيوية التي مقرها مدينة بيتسبرغ أعلنت أنها أجرت تجربة تلقّى فيها متطوع حقنة من خلايا كبدية مستخرجة من جسم متبرع حي يمكن أن تحوّل إحدى العقد الليمفاوية إلى كبد ثانية سليمة وظيفياً.

أُجريت العملية التجريبية في مدينة هيوستن بتاريخ 25 مارس/آذار 2024، وهي جزء من المرحلة 2 أيه من التجارب السريرية التي سيُختبر فيها هذا العلاج على 12 بالغاً مصاباً بالمرض الكبدي بالمرحلة النهائية (ESLD). يحدث هذا المرض عندما تتضرر الكبد لدرجة لا يمكن فيها علاجها، وتنتج في المقام الأول عن مرض الكبد المزمن أو الفشل الكبدي الحاد. يتسبب مرض الكبد المزمن بوفاة أكثر من 50 ألف أميركي سنوياً.

اقرأ أيضاً: نجاح تغيير فصيلة دم الكلى المتبرع بها يفتح آفاقاً جديدة في زراعة الأعضاء

حل محتمل لمن يحتاجون عملية زرع الكبد

يحتاج المرضى الذين يعانون المرض الكبدي بالمرحلة النهائية إلى الخضوع لعملية زرع الكبد، ولكن يوجد حالياً نحو 10 آلاف شخص على قائمة الانتظار في الولايات المتحدة وحدها. وفقاً للسجل العلمي لمتلقي طعوم الأعضاء التابع للحكومة الفيدرالية، أجريت 9,234 عملية زرع كبد في الولايات المتحدة في عام 2021، وهذا رقم قياسي. يأمل خبراء شركة لاي جينيسيس أن يؤدي الإجراء الجديد إلى نمو كمية كافية من أنسجة الكبد تُغني المرضى عن الخضوع لعملية الزرع.

قال المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة لاي جينيسيس، الدكتور مايكل هافورد، في بيان صحفي: "قد يمثّل نجاح هذا العلاج إنجازاً كبيراً في مجال الطب التجديدي لأنه يساعد على إنماء كبد جديدة مهاجرة وسليمة وظيفياً داخل أجسام المرضى الذين يعانون المرض الكبدي بالمرحلة النهائية. إذا نجحت دراستنا وحصلنا على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، يمكن أن نطبّق العلاج الجديد بالخلايا الخيفية لعلاج العشرات من المصابين بالمرض الكبدي بالمرحلة النهائية باستخدام كبد واحدة متبرّع بها، ما قد يساعد على الموازنة بين العرض والطلب على الأعضاء".

اقرأ أيضاً: القهوة بكل أنواعها تقي من أمراض الكبد وتخفض خطر الوفاة

علاج يعتمد على الخلايا الليمفاوية

هذه التقنية قيد التطوير منذ أكثر من عقد من الزمن، وتُستخرج وفقها الخلايا الكبدية من عضو متبّرع به ثم تُحقن في العقد الليمفاوية في مختلف أنحاء الجسم. قد تنقسم الخلايا الكبدية في العقد الليمفاوية وتنمو وتشكّل أوعية دموية. يستهدف هذا العلاج مجموعة من العقد الليمفاوية في البطن تكون متصلة بالكبد عبر نظام من الأوردة الدموية.

وفقاً لموقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو، اختبرت شركة لاي جينيسيس نهجها على الفئران والخنازير، واكتشف خبراؤها أن الخلايا يمكن أن تزدهر وتشكل كبداً إضافية تتولى وظيفة الكبد التي تعاني الفشل. ألّف كبير الموظفين العلميين في شركة لاي جينيسيس والمتخصص في علم الأمراض في جامعة بيتسبرغ، الدكتور إريك لاغاس، دراسة نُشرت في عام 2020 اكتشف فيها أن الخنازير استعادت وظائف الكبد بعد الحقن. أشارت الدراسة أيضاً إلى أن معدل نمو الأكباد الثانية يزداد بازدياد الضرر الذي لحق بالأكباد الأصلية للخنازير. قد تكون أجسام الخنازير قادرة على التعرف على الأنسجة التي تتمتّع بصحة أفضل ومنح الكبد الجديدة المزيد من الوظائف.

وفقاً لموقع مجلة وايرد (Wired)، أدخل الأطباء في تجربة شركة لاي جينيسيس أنبوباً رفيعاً ومرناً في نهاية حلق المريض عبر الجهاز الهضمي. ثم استخدموا الموجات فوق الصوتية لتحديد موقع إحدى العقد الليمفاوية المستهدفة ووضعوا 50 مليون خلية كبدية فيها.

قال عالم البيولوجيا في شركة برايم موفرز لاب (Prime Movers Lab) والمستثمر في شركة لاي جينيسيس، جاستن بريغز، في بيان صحفي: "تمثل منصة العلاج بالخلايا التي طورتها لاي جينيسيس فرصة تجارية رائعة حقاً، وقد تُحدث أثراً تحويلياً للمصابين بالفشل الكبدي المزمن الذين لا يستطيعون الحصول على كبد متبرّع بها. استخدام خبراء هذه الشركة للموجات فوق الصوتية التنظيرية على أنها وسيلة منخفضة المخاطر والتكلفة لتوصيل العلاج بالخلايا يمثّل طريقة جديدة يمكن تطبيقها لاستخدام هذه التكنولوجيا الرائدة بهدف تقديم العلاجات المنقذة للحياة للمرضى ومعالجة التحديات الطبية المعقدة من خلال إحداث تغيير جذري في مجال طب زرع الأعضاء".

اقرأ أيضاً: علاج جديد لسرطان الكبد باستخدام الموجات الفوق الصوتية

لن تُنشر نتائج التجربة قبل بضعة أشهر، وسيحدد الفريق عدد الخلايا المطلوبة لإنماء كبد كبيرة بما يكفي لتصفية الدم وإنتاج العصارة الصفراوية. إذا نجح هذا العلاج، فإنه قد يحدث تغييراً كبيراً في علاج أمراض الكبد التي تصيب نحو 4.5 ملايين شخص في الولايات المتحدة.

المحتوى محمي