لا شك أن الطريقة التقليدية لتزويد الجسم بما يحتاج إليه من الفيتامينات والمعادن، أي من خلال اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، هي الأفضل. لكن مع التقدم بالسن يُصبح تزويد الجسم بجرعة إضافية منها عن طريق المكملات الغذائية خياراً مُحبذاً أكثر، لأن الجسم يحتاج مع التقدم بالسن إلى دعم إضافي، فما أهم الفيتامينات والمغذيات التي يُنصح بتعزيز تزويدها للجسم؟
اقرأ أيضاً: أفضل 7 مكملات غذائية وفيتامينات لتحسين الصحة الجنسية
فيتامين د
بعد سن الخمسين يزداد خطر حدوث هشاشة العظام، وخاصةً لدى الإناث، ما يزيد بدوره من خطر حدوث الكسور العظمية، ومن هنا تأتي ضرورة تضمين مكملات فيتامين د في النظام الغذائي لمَن تجاوز الخمسين عاماً. يعزز فيتامين د أيضاً الحالة العامة للجهاز العصبي والجهاز القلبي الوعائي والجهاز المناعي، والتي تضعف نسبياً مع التقدم بالعمر وتحتاج إلى دفعة إضافية من الدعم.
تعود زيادة الحاجة إلى فيتامين د مع التقدم بالعمر لعدة أسباب أهمها نقص التعرض لأشعة الشمس، وذلك لأنه ومع التقدم بالعمر يميلُ الأفراد لقضاء أغلب وقتهم داخل المنزل، وهذا جزئياً يعود إلى صعوبة الحركة نتيجة بدء الإصابة بالأمراض العضلية الهيكلية وزيادة الوزن.
وحتى في الحالات التي نتعرض فيها لكميات كافية من أشعة الشمس، لن يحصل الجسم على حاجته من فيتامين د، وذلك لأن عملية الشيخوخة تتداخل مع قدرة الجلد على إنتاج فيتامين د. وأبعد من ذلك، ترتفع مع التقدم بالعمر فرص الإصابة بالاضطرابات الهضمية، التي ترتبط بدورها مع ضعف امتصاص فيتامين د الموجود في الغذاء.
نقطة مهمة ينبغي أخذها بعين الاعتبار هي أن فيتامين د يعمل بشكلٍ أفضل عندما يُتناول مع الكالسيوم، ومن هذه النقطة ننتقل للمكمل الغذائي الثاني الذي ينبغي تضمينه في حمية الأفراد الذين تجاوزوا الخمسين.
اقرأ أيضاً: هل لمكملات الكركم فوائد صحية مُثبتة أمْ أنها مجرد ادعاءات؟
الكالسيوم
شيخوخة الجسم تطول أيضاً الأمعاء، حيث تتراجع قدرتها على امتصاص المعادن والفيتامينات والمغذيات كما اعتادت مع التقدم بالعمر الفيتامينات والمعادن، وعلى رأس ذلك "الكالسيوم". تأتي أهمية تعزيز تزويد الجسم بالكالسيوم من أن نقصه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بحدوث كسور العظام.
بالنسبة للخمسينيين الذين يعتمدون فقط على منتجات الألبان والخضر الورقية وغيرها من الأطعمة الغنية بالكالسيوم للحصول على حاجتهم اليومية، لن يكون الكالسيوم الوراد كافياً لاحتياجاتهم، ما يؤدي إلى زيادة سحبه من العظام ومن ثَمَّ حدوث هشاشة العظم. يزداد الأمر سوءاً في ظل غياب ممارسة التمارين الرياضية ورفع الأثقال الذي يؤدي دوراً إيجابياً في زيادة قوة العظم ومنع رشف الكالسيوم منه.
تظهر هشاشة العظم بوضوح أكبر عند الإناث ممن دخلن سن اليأس نظراً لتراجع مستويات هرمون الأستروجين، الذي يعتبر عامل حماية ضد هشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية. ومع ذلك، هذا لا يعني أن الذكور محميون من ذلك وينبغي تضمين مكملات الكالسيوم في النظام الغذائي لكلٍّ من الذكور والإناث على حد سواء.
فيتامين ب 12
بالشكل نفسه الذي تتراجع فيه قدرة الجسم على امتصاص فيتامين د والكالسيوم تتراجع القدرة على امتصاص فيتامين ب 12، ولكن السبب مختلف هنا. يعود عوز فيتامين ب 12 المرافق للتقدم بالسن إلى زيادة حدوث الاضطرابات الهضمية مثل القرحة المعدية أو داء كرون، ما يجعل الشخص يميلُ إلى تناول الأطعمة النباتية وتجنب الحيوانية.
من جهة أخرى، يتداخل تناول الأدوية التي تعالج القرحة المعدية مثل مثبطات مضخة البروتون أو الأدوية التي تُعالج داء السكري مثل الميتفورمين، مع امتصاص فيتامين ب 12، لأنها تحد من إفراز الحمض في المعدة.
اقرأ أيضاً: أفضل 7 مكملات غذائية لإنقاص الوزن
لعوز فيتامين ب 12 مجموعة من المضاعفات الصحية على رأسها فقر الدم الوبيل وهشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى الاعتلال العصبي أو تلف الأعصاب والذي يتظاهر على شكل وخز وتنميل في اليدين والقدمين وارتباك وضعف في الذاكرة، كما يؤدي كلٌّ من فيتامين ب 12 وب 6 دوراً بالغ الأهمية في تعزيز صحة الدماغ وتقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر والخرف، لهذا ينبغي عدم إهمال عوزه وتجنب السماح له التفاقم.