مكملات الكولاجين السائلة: حقيقة أم خرافة لاستعادة شباب البشرة؟

3 دقيقة
مكملات الكولاجين السائلة: حقيقة أم خرافة لاستعادة شباب البشرة؟
تناول مشروبات الكولاجين غير مضر على الأرجح، ولكن عليك أن تعرف إن كان مفيداً.

يُروّج للمساحيق والمشروبات والحلوى المطاطية الغنية بالكولاجين على أنها تتمتع بعدد من الفوائد المذهلة والمغرية، من تقوية العظام وتحسين صحة المفاصل إلى شد البشرة و"مكافحة الشيخوخة". لا شك في أن الكولاجين هو بروتين مهم لرفاهة البشر والعديد من جوانب صحتهم الجسدية، لكن هل يمكن تحسين صحة البشرة من خلال المشروبات والأطعمة فعلاً؟

يوجد الكولاجين في الجلد والشعر والأظافر والأوتار والغضاريف والعظام، وهو بروتين بنيوي رئيسي في أنسجة جسم الإنسان. على الرغم من أن الجسم يركّب الكولاجين باستمرار، فإن معدل تركيبه يبدأ بالانخفاض في العشرينيات من العمر. بالإضافة إلى ذلك، يتلف الكولاجين الموجود بالفعل في البشرة بسبب التعرض لأشعة الشمس والتدخين واستهلاك الكحول والوجبات الغذائية الغنية بالسكر. بالنتيجة، يبدو الجلد المتقدم في السن الذي يحتوي على كمية أقل من الكولاجين أرق وأكثر ترهلاً، كما أنه يحتوي على عدد أكبر من الخطوط الدقيقة. بالتالي، من المنطقي أن يبحث الناس عن منتجات قد تثري الجلد بالكولاجين مجدداً. يوجد حالياً عدد كبير من المكملات الغذائية الغنية بالكولاجين على شكل مشروبات وأطعمة صحية في سوق قد تتجاوز قيمتها 4 مليارات دولار. لكن على الرغم من أن بعض الأدلة يشير إلى أن الاستخدام المنتظم للمكملات الغذائية العالية الجودة مفيد، لا يوصي أطباء الجلد جميعهم بتناول مكملات الكولاجين.

اقرأ أيضاً: أهم 3 أفكار تسويقية خاطئة يريدك قطاع المكملات الغذائية تصديقها

كيف يؤدي تناول مكملات الكولاجين إلى تركيب جزيئاته في البشرة؟

الكولاجين جزيء كبير للغاية، وهو يتفكك بعد تناوله فموياً على شكل المكملات الغذائية إلى الأحماض الأمينية التي يتألف منها. كيف إذاً يؤدي تناول هذه المكملات إلى تركيب جزيئات الكولاجين في البشرة؟ وفقاً للأستاذ المشارك في طب الأمراض الجلدية في مستشفى ماونت سيناي، جوشوا زايكنر، تنص الفرضية حول مكملات الكولاجين على أنه عند تناول هذه المكونات القصيرة والمتحللة وهضمها، فإنها تنتشر في الدم وترسل إشارة إلى الجهاز المناعي تفيد بوجود تلف ما، وبأن الجسم يحتاج إلى رفع معدل تركيب الكولاجين لترميم هذا التلف. يقول زايكنر: "في الواقع، هذه الفرضية غير مثبتة. الفعالية الحقيقية لمكملات الكولاجين غير مثبتة بعد".

لا يوجد الكثير من الأدبيات الأكاديمية حول تأثيرات مكملات الكولاجين في صحة الجلد. لكن مؤلفي دراستي مراجعة منفصلتين، نُشرت إحداهما في عام 2021 في حين نشرت الأخرى في عام 2019، اكتشفوا أن مكملات الكولاجين تؤثر في مرونة الجلد ومستوى الرطوبة فيه. لكن هذه التأثيرات تختفي بعد التوقف عن تناول المكملات.

هل تفيد مكملات الكولاجين في ترميم الجلد؟

هل يعني ذلك أن تناول هذه المكملات سيفيدك؟ الإجابة عن هذا السؤال ليست سهلة بسبب وجود العديد من العوامل التي تؤثر في صحة البشرة. يمكن أن يؤدي تناول وجبة دهنية واحدة إلى تحفيز ظهور حب الشباب، كما يمكن أن يتسبب تغيّر الطقس بجفاف البشرة وعدم تناسق لونها، وقد يؤدي عدم الحصول على قدر كافٍ من النوم إلى جعلها باهتة. تحليل إن كانت التحسينات في البشرة ناجمة عن تناول مشروب الكولاجين وليس عن اتباع أي نمط حياة آخر أو تأثير العوامل البيئية صعب للغاية. فضلاً عن أن العديد من مكملات الكولاجين والأطعمة الصحية يحتوي أيضاً على فيتامينات ومضادات أكسدة أخرى قد تكون مفيدة، بحسب تعبير زايكنر.

وفقاً للأستاذة المشاركة في طب الأمراض الجلدية في كلية الطب في جامعة بوسطن ومركز بوسطن الطبي، نيلام فاشي، أحد العوامل الأخرى التي تزيد المسألة تعقيداً هو أن المكملات الغذائية لا تخضع لدرجة كافية من الرقابة في الولايات المتحدة، ما يجعل التمييز بين المنتجات التي قد تكون فعالة وتلك التي ربما تكون عديمة الأثر صعباً. تشكك فاشي في مكملات الكولاجين وفوائدها المزعومة. لكنها تقول إنه تمكن زيادة احتمال التأثير الإيجابي لمكملات الكولاجين من خلال الحصول على الكولاجين المتحلل، وهو شكل متفكك بالفعل من الكولاجين، ما يجعل امتصاصه في الجسم أسهل. تقول فاشي: "بخلاف ذلك، سيعبر الكولاجين الجسم ويُطرح دون امتصاص". يجب عليك أيضاً الحصول على الكولاجين 1 والكولاجين 3، وهما نوعا الكولاجين الأكثر انتشاراً في الجلد.

اقرأ أيضاً: لمكافحة الشيخوخة: كيف يمكن تصنيع الكولاجين منزلياً؟

يقول زايكنر إنه إذا كنت مهتماً بالحصول على الكولاجين بالفعل، فالإجراء الأهم هو استخدام منتجات الوقاية من الشمس ومنتجات العناية بالبشرة بانتظام مثل حمض الغليكوليك والريتينول وبدائل الريتينول مثل باكوتشيول (bakuchiol).

لا ضير في تجربة مكملات الكولاجين. وفقاً لزايكنر، لا يوجد أي دليل يشير إلى أن مكملات الكولاجين ضارة بالصحة عند تناولها بالطريقة الصحيحة ووفقاً للتعليمات، خاصة إذا كانت صحة الكبد والكلى جيدة؛ إذ يقول: "هناك القليل من الآثار الجانبية السلبية لتناول هذه المكملات باستثناء تكلفتها المادية".