ليس سراً أن السبب الأول وراء انسحاب الكثير من الناس من اشتراك الصالة الرياضية هو الافتقار إلى الحافز. يظهر البحث أن 50% من الأشخاص الذين يبدؤون برنامجاً للتمارين الرياضية ينسحبون تدريجياً خلال الأشهر الستة الأولى. في الواقع، ليس من السهل النهوض عن أريكتك، وارتداء ملابسك الرياضية والانطلاق نحو ممارسة الحصة اليومية من الرياضة. ومع ذلك، إذا كنت تتهرب باستمرار من التدريبات الخاصة بك، فأنت لا تفيد جسمك أو عقلك بشيء. لذا حان الوقت للتغلب على جميع العقبات مهما كان نوعها، وتحفيز نفسك على ممارسة الرياضة، باتباع بعض الاستراتيجيات التي يمكن أن تساعدك على البقاء على المسار الصحيح.
1. ابدأ بالطريقة الصحيحة
دائماً ما تكون البدايات هي الأصعب، لكن ما إن تتجاوزها حتى تصبح الخطوات اللاحقة أكثر سهولة. لذا لاختيار البداية الصحيحة يمكنك تجربة الاقتراحات التالية:
- اختر النشاط الأقرب والأكثر ملاءمة لك؛ من حيث أسلوب حياتك ودخلك، والذي تثق بقدرتك على إدارته جسدياً ونفسياً، سواء رياضة المشي أو ركوب الدراجة أو السباحة.
- اتبع أسلوب الأهداف الواقعية والقصيرة المدى. على سبيل المثال، عوضاً عن استهداف فقدان 20 كيلوغراماً، اختر جولات تمرين لمدة 10 دقائق يومياً، ثم حاول تدريجياً زيادة المدة حتى 30 دقيقة أو أكثر.
- ابحث عن شريك تمارس معه التمارين الرياضية لتشجيع بعضكما بعضاً، وزيادة المتعة بالتمرين. وفقاً لمراكز مراقبة المراض والوقاية منها (CDC)، ستؤدي التمارين بشكلٍ أفضل عندما تكون بصحبة أحد الأصدقاء.
اقرأ أيضاً: كيف تختار الرياضة المناسبة لك؟
2. صمم بيئة محفزة للتمرين
قد يبدأ إعداد نفسك للنجاح بإعداد بيئة محفزة على التمرين، على سبيل المثال، يمكنك تجربة التمارين التالية:
- حدد موعداً مناسباً للتمرين، وأضِفه إلى جدول أعمالك اليومي.
- خصص زاوية من منزلك أو مكتبك لممارسة التمارين، مثل غرفة النوم الاحتياطية أو قبو المنزل، لتكون مجهزة بالمعدات ووسائل التمرين.
- قلل عدد الخطوات التي تستغرقها لبدء التمرين، كأن تنام بملابس الرياضة، أو تضعها في مكان مرئي، لتذكيرك بممارسة التمارين وحثّك على البدء بها.
- احتفظ بمجموعة من الأوزان أو معدات تمارين المقاومة بالقرب من مكتبك حتى تتمكن من أداء تمرين سريع أثناء الاستراحة.
- استمع إلى بودكاست تفضله أثناء التمرين في النادي الرياضي، أو ربما يمكنك متابعة مسلسلك المفضل على نتفليكس في المنزل بينما تتمرن.
- استخدم أحد تطبيقات اللياقة البدنية، لتنظيم تمارينك والتركيز على أهداف اللياقة البدنية.
3. أدخل التمرين في يومك
يمكن لبعض النشاطات اليومية أن تساعد على إدخال التمارين في روتينك اليومي من الرياضة، مثل:
- صعود الدرج أو نزوله، عوضاً عن استخدام المصعد.
- التجول بين الغرف في أثناء الحديث عبر الهاتف أو خلال الاجتماعات.
- استخدام المكتب القائم، والذي قد يزوَّد بمعدات رياضية مدمجة.
- استبدال السيارة بالدراجة أو المشي لأداء أي نشاط خارج المنزل.
- ركن السيارة بعيداً عن وجهتك.
- القيام بأعمال التنظيف المنزلية.
- القيام بنزهة للحيوانات الأليفة.
اقرأ أيضاً: دراسة حديثة تقدم حلاً لمن ليس لديه وقت لممارسة الرياضة
4. احصل على محاذاة القيمة
عندما تدرك قيمة ما تنجزه ستضع أهدافاً تتماشى مع هذا الإنجاز ما يضمن تغييراً في سلوكك على المدى الطويل. أشار باحثون في معهد ماساتشوستش إلى أن الناس يندفعون للتغيير عندما لا تتماشى رغباتهم مع المكان الذي يتواجدون فيه، وأن سلوكياتهم الحالية تتعارض مع تحقيقهم لأهدافهم. على سبيل المثال، عندما تكون الصداقة من أولوياتك، بينما تنظر للتمارين كواجب مرهق يحرمك من قضاء المزيد من الوقت مع أصدقائك، فغالباً ستتخطى التمارين. في المقابل، إذا كنت تقدر قيمة التمارين الرياضية وفوائدها على الصحة، فإنك ستلتزم بممارستها والمضي قدماً بها.
5. راقب فوائد التمرين
ربما يكون لرؤية نتائج التمارين الرياضية تأثيرٌ محفّز على متابعة التمارين الرياضية والالتزام بها، حيث يمكنك اتباع النصائح التالية:
- دوّن في مفكرة خاصة جميع التفاصيل الصغيرة للتعرف على التحسينات الصغيرة في جودة حياتك اليومية. على سبيل المثال، هل ضحكت أكثر مع أصدقائك؟ هل كنت سعيداً بارتداء بنطال الجينز القديم؟
- كافئ نفسك على تحقيق أهداف اللياقة الصغيرة. على سبيل المثال، إذا كان هدفك هو المشي في الصباح الباكر وحققت هذا الإنجاز، يمكنك مكافأة نفسك بعضوية في مجلتك المفضلة أو حمام ماء ساخن.
اقرأ أيضاً: كيفية الاستفادة القصوى من تمارين الكارديو في تحسين اللياقة البدنية
6. ادعم التمرين
قد يمنحك فنجان من القهوة زخماً كافياً للتمرن بحماس ونشاط، حيث ورد في كتاب حدود التحمل البشري (Limits of Human Endurance)، أنه يمكن للكافيين أن يحسّن أداء التمارين لدى تناوله بكميات معتدلة تعادل نحو 3-6 مليغرامات لكل كيلوغرام من وزن الجسم. علاوة على ذلك، يمكن للكافيين أن يخفف من آلام العضلات والهيكل العظمي، ويمنحك شعوراً بالقوة والنشاط، ما يقلل من إدراكك للتعب أثناء التمرين، ويعزز عوامل التحفيز.
يُفضَّل شرب الكافيين قبل التمرين، ومع ذلك، يمكن للجرعات الكبيرة منه أن تؤثّر في النوم وتحمل بعض الأضرار للجسم.
اقرأ أيضاً: بين فوائده وأضراره: ما الذي لا يعرفه العرب عن الكافيين؟
تذكر، أن ما تعتبره اليوم حافزاً ودافعاً للنشاط والتمرّن قد لا يكون موجوداً غداً، لذا اعتمد على عاداتك الشخصية وإرادتك القوية في التمرين.