كان يُطلق على النقرس سابقاً اسم "داء الملوك"؛ نظراً لأن فئة الملوك والأثرياء تتناول عادةً غذاءً محتواه عالٍ من البروتين وغني باللحوم الحمراء، والتي بدورها تزيد من خطر الإصابة بهذا الداء مقارنة بباقي فئات المجتمع. والنقرس هو شكل مؤلم من التهاب المفاصل، يحدث عندما ترتفع مستويات حمض البول في الدم، ما يؤدي إلى تحويل قسم منها إلى بلورات وتراكمها حول المفصل.
يتشكل حمض البول في الجسم عندما يفكك الجسم مادة كيميائية تسمى (البيورين)، إذ يوجد البيورين بشكل طبيعي في الجسم كما أنه متوفر في بعض الأطعمة، ومن هنا تأتي أهمية تعديل النظام الغذائي لتقليل مستويات البيورين التي يحصل عليها المريض من الطعام أكبر ما يمكن ما يساعد في التقليل من أعراضه.
يذكر أن حمية النقرس ليست علاجاً كافياً لوحدها، إذ لا يزال معظم المرضى بحاجة إلى دواء للتحكم في الألم وخفض مستويات حمض البول وتعزيز طرحه عبر البول، إلا أنها أثبتت نتائجها الإيجابية في تقليل خطر تكرار النوب المؤلمة كما أنها تبطئ تقدم تلف المفاصل.
اقرأ أيضاً: هل النظام الغذائي النباتي أفضل للصحة؟
المبادئ العامة للنظام الغذائي لداء النقرس
للنظام الغذائي للنقرس ونمط حياة مرضاه مجموعة من المبادئ العامة والتوصيات التي تساعد في تحقيق مجموعة من الأهداف، على رأسها تخفيف شدة الألم وتواتره والمحافظة على الوزن، نذكر منها:
- إنقاص الوزن: كل زيادة في الوزن تزيد من خطر الإصابة بالنقرس، حتّى يمكن لفقدان الوزن وتقليل السعرات الحرارية أن يقلل من مستويات حمض البول في الجسم دون اتباع نظام غذائي مقيد البيورين، والذي بدوره يقلل من عدد نوبات النقرس، إضافة إلى أن فقدان الوزن يعني ضغطاً أقل شدة على مفاصل الجسم.
- اعتماد الكربوهيدرات المعقدة: ويعني ذلك تناول المزيد من الفاكهة والخضروات والحبوب الكاملة التي توفر الكربوهيدرات المعقدة، وتجنب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الفركتوز البسيط وعلى رأسها عصائر الفاكهة.
- الإكثار من شرب الماء: إذ أن التجفاف يسيء للداء من خلال رفع تراكيز حمض البول نظراً لنقص عنصر الماء في الدم.
- التقليل من الدسم المتناول: من المهم تقليل تناول الدهون المشبّعة من اللحوم الحمراء والدواجن الغنية بالدهون ومنتجات الألبان عالية الدسم، فهي تحتوي على نسبة عالية من البيورين.
- التركيز على البروتينات الخالية من الدهون: كاللحوم البيضاء قليلة الدهون ومنتجات الألبان منخفضة الدسم والعدس كأحد أهم مصادر البروتين لمرضى النقرس.
- تجنب تناول الكبد والكلى: فهي تحتوي على مستويات عالية من البيورين.
- التقليل من أحجام حصص اللحم الأحمر: كلحم البقر والضأن نظراً لغناها بالدهون.
- الابتعاد عن بعض المأكولات البحرية: مثل المحار والسردين والتونة فهي تحتوي على نسبة أعلى في البيورينات مقارنة بأنواع المأكولات البحرية الأخرى.
- تجنب الخضار عالية البيورين: مثل الهليون والسبانخ.
- التقليل من تناول الكحول قدر الإمكان: حيث يرتبط استهلاك البيرة والمشروبات الكحولية المقطرة بزيادة خطر الإصابة بالنقرس وحدوث الهجمات المتكررة.
- تناول مكملات فيتامين ج: إذ يساعد هذا الفيتامين في خفض مستويات حمض البول.
- القهوة: يبقى شرب القهوة باعتدال آمناً وعلى وجه الخصوص القهوة السوداء دون إضافة أي مواد مُحلية أو كريمة مخفوقة، حتّى إن شرب القهوة باعتدال يرتبط مع انخفاض خطر الإصابة بالنقرس.
اقرأ أيضاً: نصائح أخصائيي التغذية لتحسين نوعية النظام الغذائي الخاص بمرضى السكري
ماذا عن الكرز والفول وزيت الزيتون والبيض؟ هل من الآمن استهلاكها عند مرضى النقرس؟
على الرغم من التساؤلات العديدة وغير الدقيقة، فإن تناول الكرز يقلل من خطر الإصابة بنوبات النقرس، إذ يعزز من ربط حمض البول وطرحه خارج الجسم.
ومن الطبيعي أن يتجنب معظم المرضى تناول الفول، فأغلب مصادر البروتين الحيواني تتسبب في زيادة حدة نوبات النقرس، إلا أن بعض البقوليات مثل البازلاء والفول والعدس والفاصولياء تتميز بفعاليتها الكبيرة في تحييد حمض البول في الدم، وبالتالي درء حدوث نوب النقرس. كما يعتبر البيض مصدراً جيداً للبروتين للأشخاص الذين يعانون من النقرس، لأنه يحتوي على نسبة منخفضة من البيورينات بشكل طبيعي.
دور زيت الزيتون علاجي ومُسكن للآلام، حيث يحتوي على نسبة عالية من مضادات الالتهابات والأكسدة الضرورية لعلاج آلام النقرس. ولهذا السبب يجب تضمين زيت الزيتون في النظام الغذائي لمرضى النقرس الغذائي لدهونه الصحية المفيدة ولعلاجه حالات تورم المفاصل.
هل تسيء رياضة المشي إلى النقرس؟
يعتبر المشي آمناً عند مرضى النقرس، حتّى في حالات التهاب المفاصل الشديد. فبحسب مركز (السيطرة على الأمراض والوقاية منها) يُنصح بالقيام بنشاط بدني لطيف على المفاصل، فهو مهم في تحسين الآلام المرتبطة بالنقرس.
والنشاط اللطيف على المفاصل هو أي نشاط قليل خطر حدوث الإصابات الرضية ولا يلقي ضغطاً كبيراً على المفاصل، وتشمل هذه الأنشطة:
- المشي.
- ركوب الدراجات.
- سباحة.
اقرأ أيضاً: أفضل الأنظمة الغذائية لمن يعانون من قصور الغدة الدرقية
كما توصي مؤسسة التهاب المفاصل بالتقيد بما يلي عند ممارسة أي شكل من أشكال التمارين أو الأنشطة البدنية:
- ارتداء ملابس مناسبة لممارسة الرياضة تضمن ألا تعلق الملابس مع المعدات ما يزيد خطر حدوث الإصابات.
- ارتداء أحذية مريحة وداعمة لمفاصل القدم.
- في حال ركوب الدراجة، التأكد من أن الدراجة ثابتة وآمنة.
- البدء ببطء وزيادة الفعالية البدنية بشكل تدريجي، لتحمية المفاصل وتمديد أربطتها بشكل جيد.
- الابتعاد عن المبالغة في أي نشاط بدني .