لماذا يعتقد الباحث ديفيد سنكلير أن الصيام المتقطع يطيل العمر؟

3 دقائق
لماذا يعتقد الباحث ديفيد سنكلير أن الصيام المتقطع يزيد طول العمر؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Marcin Malicki

يُحكى أن المستكشف الإسباني خوان دي ليون أبحر في القرن السادس عشر باحثاً عن أكسير الحياة، وهو نبع أسطوري اعتقد الناس أنه يمنح الحياة الأبدية لمن يشرب منه أو يغتسل فيه. والآن، وبغض النظر عن صحة الحكاية، هل وجد العالم والباحث ديفيد سنكلير أكسير الحياة؟ وما رأيه بالصيام المتقطع وما علاقته بطول العمر؟

اقرأ أيضاً: هل يمكن تناول الفيتامينات أثناء الصيام المتقطع؟

مَن هو ديفيد سنكلير؟

ديفيد أندرو سنكلير هو أستاذ في قسم علم الوراثة ومدير مشارك في مركز بول إف جلين (Paul F. Glenn) لبيولوجيا أبحاث الشيخوخة في كلية الطب بجامعة هارفارد، اشتهر بأبحاثه المتعلقة بفهم سبب تقدم البشر في العمر وكيفية إبطاء تأثيره، وقد حصل على درجة الدكتوراة في علم الوراثة الجزيئية من جامعة نيو ساوث ويلز الأسترالية عام 1995، ثم عمل مع الدكتور ليونارد جوارينتي باحثاً في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث اكتشف سبب شيخوخة الخميرة، ودور بروتينات السيرتوينات في التغيرات اللاجينية الناتجة عن عدم استقرار الجينوم، وهو الآن يُدرِّس بيولوجيا الشيخوخة والطب الانتقالي للشيخوخة منذ 16 عاماً في جامعة هارفارد.

ووفقاً للباحث سنكلير، فإن الصيام المتقطع يمكن أن يساعد في إبطاء الشيخوخة وإطالة فترة الصحة. لكن بدايةً، ما المقصود بالصيام المتقطع؟

ما هو الصيام المتقطع؟

الصيام المتقطع هو نمط وروتين غذائي يتم فيه التناوب بانتظام بين فترات من الصيام والطعام، حيث يُمتنَع خلال الصيام عن تناول أي سعرات حرارية لمدة محددة من الزمن، ثم تناول الوجبات الغذائية خلال مدة محددة من الزمن. 

اقرأ أيضاً: إليك كيفية اتباع رجيم الصيام المتقطع للمرضعات

يأتي الصيام المتقطع وفق مجموعة متنوعة من الأنماط أو البروتوكولات، أكثرها شيوعاً هي:

  • صيام 16:8: يتم في هذا النظام تناول الوجبات في غضون 8 ساعات تليها 16 ساعة من الصيام.
  • صيام 5:2: يتم في هذا النظام تناول وجبات منتظمة لمدة 5 أيام، ثم وخلال يومين في الأسبوع غير متتاليين يتم تناول أقل من 500 سعرة حرارية في كلٍ منهما.
  • صيام الأيام المتناوبة 1:1: في هذا النظام، يتم تناول الكمية المعتادة من الطعام خلال 24 ساعة، ثم تليها 24 ساعة من الصيام لا يتم تناول فيها أي شيء أو تناول كمية قليلة جداً.

أظهرت العديد من الأبحاث على الرغم من أن معظمها قد أجريت على الحيوانات، وبعضها أجري على عدد محدود من البشر، أن النتائج كانت واعدة، وأن الصيام المتقطع قد يسهم في تحقيق العديد من الفوائد، مثل:

  • يساعد في إنقاص الوزن والدهون الحشوية.
  • يقلل مقاومة الإنسولين ويقلل خطر الإصابة بالسكري من النوع 2.
  • قد يقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهابات في الجسم، ما قد يحسّن من أعراض الشيخوخة ويمنع تطور العديد من الأمراض.
  • قد يحسّن العديد من عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب مثل ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية. 
  • قد يحفّز عمليات الإصلاح الخلوي المختلفة، إذ يُطلق مساراً استقلابياً يسمى الالتهام الذاتي (Autophagy) الذي يزيل المكونات الخلوية غير الضرورية أو التالفة من الخلايا.
  • قد يحمي الدماغ من التلف ويحسّن صحته ويساعد في الوقاية من ألزهايمر. 

اقرأ أيضاً: كيف يحرق الصيام المتقطع الدهون؟

ما رأي ديفيد سنكلير بالصيام المتقطع؟

يعتقد الباحث ديفيد سنكلير أنه يمكن إبطاء الشيخوخة والعيش بصحة أفضل لفترة أطول، من خلال تعريض الجسم لإجهاد بيولوجي، ما يؤدي لتنشيط جينات طول العمر دون التسبب بضرر حقيقي للحمض النووي. يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع بعض الممارسات والسلوكيات مثل تقييد السعرات الحرارية والصيام المتقطع وممارسة التمارين الرياضية وغيرها.

وجد سنكلير أن تقييد السعرات الحرارية في الصيام المتقطع يسهم في تنشيط جزيئات السيرتوينات (Sirtuins) وإنزيم كيناز النشط (AMPK)، بالإضافة إلى كبح تنشيط جزيئات الراباميسين (mTOR)، وأن تنظيم هذه الجزيئات بهذه الطريقة يزيد من طول العمر. 

ويعتقد سنكلير أن معظم الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 30 عاماً لا يحتاجون إلى تناول 3 وجبات في اليوم، لأن هذا النمط من الطعام غالباً ما يوفر سعرات حرارية كثيرة جداً بالنسبة للشخص العادي. وقد تبين له من خلال الأبحاث العلمية أن الحيوانات والبشر الذين يعيشون أطول لا يأكلون باستمرار، بالإضافة إلى ذلك، تتمثل إحدى طرائق إطالة العمر في الحفاظ على مستويات السكر في الدم ثابتة مع التقدم في العمر، إذ غالباً ما تزداد مستويات السكر مع التقدم في العمر لأن جسم الإنسان يصبح أقل حساسية لهرمون الإنسولين، ومن الفوائد التي سبق وأن لوحظت للصيام المتقطع أنه يزيد حساسية الإنسولين.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن اتباع رجيم التمر واللبن مع الصيام المتقطع؟

لكن حتى يحقق الصيام المتقطع أفضل النتائج، يجب مراعاة بعض النقاط وفقاً لنصائح ديفيد سنكلير التي نشرها عبر حسابه الشخصي في تويتر:

  • قد لا يكون الصيام لمدة 2 إلى 3 أيام في الأسبوع ثم تناول الطعام بشكل طبيعي كافياً لتحقيق فوائد صحية كبيرة. لذلك، فإن سنكلير يتناول وجبة رئيسية واحدة في غضون 4 ساعات في اليوم، ويختار الأطعمة النباتية كلما أمكن ذلك.
  • غالباً ما يستهلك الناس الذين يتبعون الصيام المتقطع كميات كبيرة من الأطعمة الجاهزة المسببة للسمنة، وهي أطعمة مضرة بعملية التمثيل الغذائي وميكروبات الأمعاء، ولن تحقق بالتالي الفوائد المرجوة من الصيام المتقطع. 
  • لا ينبغي أن يكون فقدان الوزن هو المعيار الرئيسي دائماً لنجاح الصيام المتقطع، فقد يرتبط فقدان الوزن في بعض الأحيان بتنشيط بعض الجزيئات الضارة وعدم تحفيز آلية الالتهام الذاتي.
  • باختصار، إذا أراد الشخص أن يعيش أطول، فلا بُدّ أن يصوم أكثر من 2-3 أيام في الأسبوع، وأن يتناول طعاماً طازجاً، وأن يمارس التمارين الرياضية وأن يحصل على قسط كافٍ من النوم، وأن يقضي وقتاً ممتعاً مع الأصدقاء.

المحتوى محمي