5 أطعمة على المصابين بالصداع النصفي الحذر منها

5 دقيقة
5 أطعمة على المصابين بالصداع النصفي الحذر منها
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Nicoleta Ionescu

الصداع النصفي أو ما يُعرف بالشقيقة، هو صداع يتميز بألم نابض وخفقان شديد في جانب واحد من الرأس عادة، وغالباً ما يكون مصحوباً بأعراض أخرى مثل الغثيان والحساسية المفرطة للضوء والصوت. قد تسبب نوبة الشقيقة ألماً شديداً يدوم ساعات أو أيام، وقد يتعارض بسبب شدته مع ممارسة الأنشطة اليومية.

السبب الدقيق للصداع النصفي ليس مفهوماً تماماً، ولكن يُعتقد أنه ينطوي على مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية والعصبية. يمكن أن تختلف المحفزات التي تحرض على بدء نوبة الصداع بين الأفراد وقد تشمل الإجهاد، أو التغيرات الهرمونية، أو بعض الأطعمة، أو قلة النوم، أو عوامل بيئية محددة. ويمكن لتحديد المحفزات وإدارتها أن يسهم على نحو كبير في إدارة الصداع النصفي. وإليك في هذا المقال الأطعمة التي قد تحرض نوبات الصداع النصفي.

اقرأ أيضاً: إليك قائمة بأبرز الأطعمة التي تعزز قوة جهازك المناعي

الأطعمة التي تحرِّض نوبة الصداع النصفي

الصداع النصفي حالة معقدة تحدث غالباً بسبب مجموعة من العوامل. وعلى الرغم من أن بعض الاطعمة قد تسهم في ذلك، فإنها تختلف كثيراً بين الأفراد، فالطعام الذي قد يحرض النوبة عند شخص ما قد لا يؤثّر في مريض آخر، وهو ما يجعل تحديد محفزات الصداع النصفي أمراً صعباً. عموماً، ثمة مجموعة من الأطعمة والمشروبات التي قد تسبب بدء نوبة الصداع النصفي أو تفاقمها، وإليك أهمها.

الكحول

بينت إحدى الدراسات التي نفّذها فريق من الباحثين بقيادة أستاذ طب الأعصاب في جامعة ليدن الهولندية (Leiden University)، غيريت أوندرووتر (Gerrit Onderwater)، والتي نُشرت في "المجلة الأوروبية لعلم الأعصاب" (European Journal of Neurology) عام 2019، أن المشروبات الكحولية، خصوصاً النبيذ الأحمر، حرّضت نوبات الصداع النصفي عند 35.6% من المشاركين المصابين بالشقيقة. قد يعزى ذلك إلى أن الكحول يسبب الجفاف، وهو ما يسهم على نحو كبير في التسبب بنوبة الشقيقة.

الشوكولاتة

وفقاً لمؤسسة الصداع النصفي الأميركية (American Migraine Foundation)، تحرِّض الشوكولاتة نوبات الصداع النصفي عند نحو 22% من المرضى، وقد يُعزى ذلك إلى احتوائها على كل من الكافيين وبيتا فينيل ميثيل أمين، وهي مُركّبات تسبب نوبات الصداع عند بعض الأشخاص. ومع ذلك، لم تجد مراجعة منشورة في دورية "التغذية" (Nutrition) في 2020 أدلة كافية تثبت أن الشوكولاتة تسبب نوبة الصداع.

في المقابل، تشرح المنظمة البريطانية المعنية بتمكين المتضررين من الصداع النصفي وتثقيفهم ودعمهم "ذا ميغرين تراست" (The migraine trust)، أن بعض الأشخاص قد يشتهون أطعمة معينة في أثناء المرحلة الأولية من الصداع قبل أن يدركوا أنهم في خضم نوبة صداع، ومن أعراض هذه المرحلة أيضاً تصلب الرقبة، والتثاؤب المفرط، والشعور بالعطش والتعب.

لذلك وفي حال وجدت نفسك تأكل الكثير من الشوكولاتة، ثم عانيت نوبة صداع بعد بضع ساعات، فغالباً ما تظن أن الشوكولاتة أسهمت في ذلك، في حين قد تكون نوبة الصداع هي ما أثارت شهيتك لتناول الشوكولاتة، وفقاً للمنظمة. إذاً، يعود الأمر إلى كل شخص بمفرده لتحديد فيما إذا كانت الشوكولاتة تحرض نوبة الصداع لديه أم لا.

اقرأ أيضاً: ما فوائد الشوكولاتة الداكنة لإنقاص الوزن؟

الكافيين

العلاقة بين الكافيين والصداع النصفي معقدة وما زالت غير مفهومة بالكامل. فبالنسبة إلى بعض الأشخاص، قد يكون الكافيين بمثابة محفِّز لنوبة الصداع، بينما قد يساعد عند البعض الآخر على تخفيف النوبة. عموماً، يجد نحو 6.3-14.5% من الأشخاص المصابين بالصداع النصفي أن الكافيين يُثير نوبات الشقيقة لديهم، وقد يعزى ذلك إلى أن الكافيين مدر للبول، وهو قد يؤدي إلى الجفاف، والجفاف هو أحد مسببات الصداع النصفي الشائعة.

هذا بالإضافة إلى أن الكافيين يؤثّر في مستويات المغنيزيوم في الجسم؛ إذ يسبب فقدانه مع البول، وقد وُجِد أن الأشخاص الذين يعانون الصداع النصفي يعانون مستويات منخفضة من المغنيزيوم، وأن تناول مكملات المغنيزيوم قد يساعد على منع نوبات الصداع النصفي، كما قد يفسّر دور الكافيين هنا نتيجة تأثيره في السيروتونين أو النشاط الكهربائي للدماغ؛ إذ يعتقد بعض العلماء أن الصداع النصفي ناتج عن موجات من النشاط الكهربائي التي تنتشر في الأجزاء الخارجية من الدماغ، ما يؤدي إلى الالتهاب وإفراط الخلايا العصبية التي ترسل إشارات الألم في ردة فعلها.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي انسحاب الكافيين أيضاً إلى حدوث نوبة الصداع النصفي عند بعض الأشخاص، فإذا كنت تستهلك الكافيين بانتظام ثم توقفت فجأة، أو تأخرت قليلاً عن الموعد المعتاد، فقد يكون هذا التغيير في الروتين كافياً لتحريض نوبة الصداع. لذلك ولتقليل احتمالية التعرض للنوبة، احرص على ألّا تزيد كمية الكافيين التي تستهلكها على 200 مليغرام يومياً، مع استهلاك الكمية نفسها يومياً وفي الوقت نفسه حتى في نهاية عطلة الأسبوع.

اقرأ أيضاً: 9 عناصر غذائية يجب أن تتناولها يومياً للحفاظ على شبابك بعد سن الخمسين

بعض المضافات الغذائية

ارتبط العديد من المضافات الغذائية بنوبات الصداع النصفي، وعلى الرغم من أن الدراسات العلمية لم تثبت ذلك على نحو قاطع، فإن بعض الأشخاص أبلغوا عن إصابتهم بنوبة صداع بعد تناول أطعمة محددة. أهم هذه المضافات المشبوهة هي غلوتومات أحادي الصوديوم؛ وهي ملح الصوديوم لحمض الغلوتاميك (حمض أميني)، وتوجد طبيعياً في العديد من الأطعمة.

تضاف الغلوتامات إلى بعض الأطعمة المُصنّعة لتعزيز النكهة، ومن أشهر هذه الأطعمة نذكر المعكرونة سريعة التحضير ورقائق الشيبس واللحوم المُصنّعة. وعلى الرغم من أن تناولها آمن ضمن الحدود الموصى بها، فإن بعض الباحثين يربطونها بنوبة الصداع النصفي. 

تشير مؤسسة الصداع النصفي الأميركية إلى أنها قد تسبب نوبات صداع حادة عند 10-15% من المرضى.

كما قد تسهم بعض المواد الحافظة الأخرى في تحريض النوبات عند بعض الأشخاص؛ مثل النيترات والنيتريت التي تُضاف إلى اللحوم للحفاظ على اللون والنكهة، إذ يمكن لهذه المواد أن تسبب إطلاق أوكسيد النيتريك في الدم، الذي قد يحرض نوبة الصداع بسبب تأثيره المحتمل الموسِّع للأوعية الدموية في الدماغ. بالإضافة إلى ذلك، يُعتقد أن الأسبرتام، وهو مادة مُحلية اصطناعية تضاف إلى العديد من المشروبات والأطعمة بديلاً عن السكر، قد يحرِّض نوبة الصداع النصفي.

اقرأ أيضاً: 7 خرافات عن التغذية ستجعلك تعيد النظر في نظامك الغذائي

الأطعمة المُخلَّلة والمُخمَّرة

تحتوي الأجبان القديمة والألبان والفاصولياء على التيرامين؛ وهو حمض أميني ينتج عن تحلل البروتينات، وقد قيل إنه يحرّض نوبة الصداع النصفي عند بعض المرضى. وبالإضافة إلى الجبن، فإن العديد من الأطعمة المخللة قد تسبب نوبات الصداع، بسبب محتواها من التيرامين، كما أن الأطعمة المالحة، وخصوصاً المُصنّعة، وبالإضافة إلى احتوائها على مواد حافظة مضرة تسبب الصداع النصفي، فإن محتواها العالي من الصوديوم قد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم على نحو يحرّض نوبات الصداع النصفي. 

كيف يمكن معرفة إذا كان الطعام هو سبب الصداع النصفي؟

خلاصة الكلام، الأطعمة التي قد تحرِّض نوبة الصداع عند بعض المرضى قد لا تؤثّر في المرضى الآخرين، أي يقع على عاتق المريض تحديد المحفزات الخاصة به. ويمكنك عموماً معرفة فيما إذا كان الطعام هو سبب الصداع النصفي من خلال ما يلي:

  • ملاحظة الطعام الذي سبق حدوث نوبة الصداع؛ إذ إن الطعام المحرض يجب أن يؤدي إلى نوبة صداع خلال 12-24 ساعة على الأكثر.
  • تقليل تناول هذا الطعام المثير للقلق مدة 4 أسابيع ومراقبة تكرار الصداع وشدته واستجابة الشخص للعلاج خلال هذه الفترة.
  • في حال لم يتغير الصداع فقد لا يكون هذا الطعام هو المسبب. 
  • اختبار الأطعمة المشكوك فيها واحداً تلو الآخر لمعرفة أي منها يحرض النوبة ثم استبعادها.

يُذكر أن تقييد الأطعمة المحرِّضة المحتملة جميعها من النظام الغذائي فترة طويلة من الزمن هو أمر غير مفيد، كما أن القلق الزائد بشأن تجنب الأطعمة يعد مثابة عامل ضغط آخر ويقلل القدرة على الاستمتاع بالطعام.

من المهم هنا استخدام مذكرات الصداع النصفي لتسجيل أيام الصداع إلى جانب الأطعمة التي تناولتها خلال هذا اليوم وعوامل أخرى مثل قلة النوم أو كثرته وما إلى ذلك. ويعد الاحتفاظ بمذكرات الصداع ومتابعة عوامل نمط الحياة جنباً إلى جنب مع النظام الغذائي أمراً مهما في تحديد أنماط الصداع لديك؛ إذ قد تنشأ النوبات نتيجة ضغط العمل أو تغيير روتين اليوم أو الصيام أو بداية الدورة الشهرية بالنسبة للنساء، وهذه العوامل قد تتشابك مع تأثير الطعام الذي قد يعتقَد أنه طعام محرض في نوبة الصداع.

اقرأ أيضاً: 10 من الأطعمة ينبغي تجنبها أو الحد منها في الحمية القليلة الكربوهيدرات

الوقاية من نوبات الصداع النصفي

يمكن لبعض التغييرات في نمط الحياة والعادات اليومية أن تساعد على الوقاية من نوبات الصداع النصفي إلى حد كبير، مثل:

  • تناول الطعام بانتظام وعدم تخطي الوجبات مطلقاً.
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  • الحد من تناول الكافيين واستهلاكه بكميات متساوية يومياً وفي الوقت نفسه.
  • تقليل التوتر من خلال اتباع استراتيجيات إدارة التوتر؛ مثل اليوغا واليقظة الذهنية والتأمل.
  • الحد من مقدار الضوء الساطع الذي تتعرض له، والحصول على فترات راحة مستقطعة خلال مشاهدة الشاشات.
  • تحديد الطعام الذي يسبب الحساسية الغذائية أو عدم تحمل أو قد يحرض على نوبة الصداع وفقاً للنصائح المذكورة في الفقرة السابقة.

المحتوى محمي