يمكن أن يساعدك ركوب الدراجة للعمل في تغيير حياتك لتصبح حياة أكثر صحة وإنتاجية. هذا ما تشير إليه نتائج دراسة فنلندية منشورة في الدورية الاسكندنافية للصحة والعلوم في الرياضة في ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث كشفت عن ارتباط إحصائي بين التنقل النشط للعمل باستخدام الدراجة الهوائية وأيام المرض الأقل. إليك تفاصيل الدراسة وتوصياتها التطبيقية في هذا المقال.
اقرأ أيضاً: 7 فوائد بيئية وصحية لركوب الدراجات
الفوائد الصحية لركوب الدراجة إلى العمل
أظهرت الدراسة من المعهد الفنلندي للصحة المهنية، التي شملت أكثر من 28 ألف عامل، أن الأشخاص الذين يذهبون إلى العمل بالدراجة قاطعين مسافة 61 كيلومتراً أسبوعياً يمتلكون صحة أفضل ويأخذون إجازات مرضية أقل بنسبة تصل إلى 12% مقارنة بمن يستخدمون السيارات أو وسائل النقل العام.
يعود السبب الرئيسي لهذه الظاهرة إلى تعزيز ركوب الدراجة للياقة البدنية، ما يقلل خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل أمراض القلب كارتفاع ضغط الدم ومرض السكري، كما أن النشاط البدني المنتظم المرتبط بركوب الدراجة يعزّز كفاءة جهاز المناعة، ويجعل الجسم أكثر قدرة على مقاومة الأمراض الموسمية مثل الإنفلونزا والزكام، التي تسبب طلب الإجازات المرضية للموظفين. بالإضافة لما سبق، يرتبط ركوب الدراجة مع انخفاض خطر الغياب الطويل (10 أيام أو أكثر) بسبب المرض بنسبة 18%، وتُسلّط هذه النتائج الضوء على أهمية إدراج النشاط البدني في الروتين اليومي، خاصة عند الانتقال إلى العمل، فالحركة المستمرة ليست فقط وسيلة للوصول، بل هي استثمار طويل الأمد في الصحة الشخصية.
اقرأ أيضاً: نصائح احترافية لتعليم الأطفال ركوب الدراجة الهوائية
تأثير التنقل النشط باستخدام الدراجة الهوائية في الإنتاجية
أشارت الدراسة إلى أن قدرة التنقل النشط إلى العمل بالدراجة يساعد على تقليل أيام المرض، ويؤثر بشكل مباشر في زيادة إنتاجية الموظفين، حيث يحصل راكبو الدراجات على 4.5 أيام مرضية أقل سنوياً مقارنة بزملائهم الذين يعتمدون على وسائل النقل السلبي كالسيارة والمترو والحافلات. قد لا يكون هذا التأثير كبيراً على مستوى موظف واحد، لكن إن جمعت الأيام لـ 20 موظفاً ستجد أن هذا يسبب عائقاً للشركة في الإنتاجية.
هذا يدل على أن الموظفين الذين يعتمدون على الدراجات يقضون وقتاً أطول في العمل وبجودة أفضل تعزّز من كفاءة المؤسسات، كما أن النشاط البدني المنتظم يسهم في تحسين الحالة المزاجية وتقليل التوتر، وهو ما يؤدي إلى بيئة عمل أكثر إيجابية.
يمكن لأصحاب العمل الاستفادة من هذه البيانات لتشجيع موظفيهم على استخدام وسائل نقل نشطة كالدراجات من خلال توفير حوافز مثل تخصيص أماكن لركن الدراجات أو غرف لتغيير الملابس لمن يرتدي ملابس خاصة عند قدومه للعمل على الدراجة. يمكن لهذه الخطوات البسيطة أن تؤدي إلى تحسين كبير في الإنتاجية وجودة الحياة داخل مكان العمل.
اقرأ أيضاً: دليل مبسّط لممارسة ركوب الدراجات ذات الإطارات العريضة
المقارنة بين ركوب الدراجة والمشي إلى مكان العمل
يُعتبر كلٌ من ركوب الدراجة والمشي من الوسائل النشطة للتنقل ولها عدة فوائد صحية، لكن الدراسة الفنلندية أظهرت أن تأثير ركوب الدراجة أكبر في تقليل الغياب المرضي مقارنة بالمشي، ويمكن إسناد ذلك إلى شدة النشاط البدني الذي يتطلبه ركوب الدراجة مقارنة بالمشي، إذ يحتاج الشخص إلى بذل جهد أكبر مقارنة بالمشي العادي. لا يمكن إهمال دور المشي في تعزيز الصحة، خصوصاً إن تم بسرعة جيدة أو عبر مسافات طويلة للعمل، لكن يبدو أن ركوب الدراجة هو الخيار الأكثر فاعلية في تعزيز الصحة.
التحديات والحلول لتعزيز التنقل النشط للعمل
هناك تحديات تواجه تبني التنقل النشط إلى العمل على الرغم من فوائده المتعددة، وخاصة في مناطق المدن المكتظة، فهناك احتمال أن تكون الطرق غير آمنة أو غير مهيأة لراكبي الدراجات، ما يزيد صعوبة التنقل بهذه الوسيلة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الطقس السيئ في بعض المناطق قد يعوق استخدام الدراجة بانتظام، ولكن يمكن للتخطيط الحضري الجيد وتطوير البنية التحتية الخاصة بالدراجات أن يسهما في حل هذه المشكلات من خلال توفير مسارات مخصصة للدراجات وتحسين إضاءة الشوارع، وتشجيع ثقافة احترام راكبي الدراجات.
يمكن لأصحاب العمل أن يسهموا بتبني نمط التنقل النشط وتعزيز صحة موظفيهم من خلال تقديم حوافز مثل المكافآت للذين يعتمدون على التنقل النشط، وزيادة عدد الأشخاص الممارسين لهذه العادة الصحية والمفيدة للبيئة.
اقرأ أيضاً: 3 قواعد لركوب الدراجات الهوائية للحفاظ على أمان كل من يقود على الطريق
يشارك أسامة عبد الله، المؤثر السعودي في مجال الرياضة مقطع فيديو على قناته في منصة يوتيوب، يشرح به كمية السعرات الحرارية التي يمكن حرقها عند ركوب الدراجة.