ما النظام الغذائي الأمثل لمرضى التهاب المعدة؟

ما النظام الغذائي الأمثل لمرضى التهاب المعدة؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Nata Bene

يشكو المصابون بالتهاب المعدة من ألم حارق وتهيج مستمر وعسر هضم متكرر وانتفاخ في المعدة، يشتد بعد تناول بعض الأطعمة. ففي هذه الحالة الصحية، تتأثر البطانة المعدية وتُصبح أكثر حساسية للعوامل المختلفة الغذائية والدوائية والنفسية حتى، ويزداد مع ذلك إفراز الحمض المعدي.

لهذا السبب يؤدي النظام الغذائي دوراً رئيسياً في تحسين صحة الجهاز الهضمي ونوعية حياة مرضى التهاب المعدة، إذ يمكن لاتباع نظام غذائي يتضمن أطعمة معينة أن يخفف الأعراض ويجعل المرضى يشعرون بالتحسن.

اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي المضاد للالتهاب؟ وما فوائده؟

أطعمة تهدئ من التهاب المعدة

إليك قائمة بأكثر الأطعمة المريحة التي تهدئ من التهاب المعدة وتعزز عملية الشفاء:

1. الأطعمة الغنية بالألياف

الأطعمة الغنية بالألياف مفيدة لصحة الجهاز الهضمي بما في ذلك المعدة والأمعاء، إذ يُحرر الجزء غير المهضوم من الألياف زبدات الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة ذات التأثير الإيجابي على العضيات الدقيقة المفيدة في الجهاز الهضمي.

إذ تعتبر زبدات الأحماض الدهنية أساساً للبروبيوتيك التي تغذّي البكتيريا المفيدة وتدعم عملها، مقللة أشكال الالتهاب وأمراض الجهاز الهضمي الأخرى كلها، وتشتمل الأطعمة الغنية بالألياف على كل من الحبوب الكاملة والخضروات -غير الحمضية- والبقوليات.

2. الأغذية الغنية بالدهون الصحية وأوميغا 3

يُنهى مرضى التهاب المعدة عن تناول الطعام الدسم، فالأطعمة الدهنية ليست الخيار الأفضل أو الأكثر راحةً لمرضى التهاب المعدة. ومع ذلك، تؤدي الأحماض الدهنية الصحية دوراً علاجياً لا يقل أهمية عن العلاجات الدوائية في التهاب المعدة، لهذا يُنصح المرضى بإضافة المكسرات والبذور والزيوت مثل زيت الزيتون وزيت جوز الهند والأسماك الزيتية الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية، لأنها تقلل من أعراض الانزعاج المرافقة لالتهاب المعدة وتحسّن من صحة البطانة المعدية.

3. الأغذية البروتينية الخالية من الدهون

تعمل الأغذية البروتينية الخالية من الدهون مثل الأسماك غير الدهنية والفول واللبن والجبن قليل الدسم وبياض البيض وصدر الدجاج على إصلاح بطانة المعدة الملتهبة، وتعزيز القدرة على التحمل.

اقرأ أيضاً: هل النظام الغذائي النباتي أفضل للصحة؟

4. أطعمة البروبيوتيك

بالطريقة نفسها التي تساعد بها الأغذية الغنية بالألياف على إنتاج مشتقات الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة التي تغذّي البكتيريا المفيدة في الأمعاء، تكافح عدة أطعمة ومشروبات غنية بالبروبيوتيك بكتيريا "الملتوية البوابية" التي تعتبر المسبب الرئيسي للقرحة المعدية والتهيج والالتهاب المعدي.

وتشمل الأطعمة الصحية التي تتضمن البروبيوتيك، اللبن ومخلل الملفوف والكيمتشي، ويعتبر شاي الكمبوتشا من أغنى المشروبات بالبروبيوتيك ما يجعله مفضلاً لدى مرضى التهاب المعدة.

5. الفلافونويدات

إن إضافة مجموعة من الأعشاب والتوابل المشبّعة بالفلافونويد مفيدة لتخفيف الالتهاب في الجسم، بما في ذلك التهاب المعدة؛ حيث تعمل الخصائص المضادة للبكتيريا القوية للفلافونويد على مكافحة بكتيريا الملتوية البوابية وتوفير الراحة من الأعراض.

ومن الأغذية الغنية بالفلافونويدات نذكر الحبوب المدعمة والزنجبيل والثوم والكركم وعصائر الخضار ذات اللب المنخفض من المحتوى الحمضي، مثل الجزر والقرع والخيار والبطاطس والقرنبيط والهليون وغيرها. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر الفواكه منخفضة السكر والحموضة هي المفضلة لدى مرضى التهاب المعدة وتشتمل على التوت والفراولة والتفاح.

مشروبات تخفف من أعراض التهاب المعدة

المشروبات التي تتصف بأنها مريحة لمرضى التهاب المعدة ومخففة لأعراضه هي تلك الدافئة التي لا تحتوي على الأحماض وغير اللاذعة والتي لا تحتوي على الكافيين، ويحقق شاي الأعشاب هذه الصفات مثل شاي البابونج وشاي الكمبوتشا وشاي المليسة أو الماء الدافئ المضاف إليه عسل، بينما يكون الشاي الأسود وشاي الكركديه غير مفضل، لأن الشاي الأسود غني بالكافيين، وشاي الكركديه ذو طعم حمضي لاذع.

يفضل الابتعاد أيضاً عن شاي الليمون والمشروبات الغازية الغنية بالسكر التي تسبب الانتفاخ لأنها تفاقم الأعراض بشدة، وكذلك الأمر بالنسبة للقهوة.

ما الأطعمة والمشروبات التي يُنصح مرضى التهاب المعدة بتجنبها؟

تزيد أطعمة معينة من الإفراز الحمضي المعدي الذي يعتبر المسبب الرئيسي لشعور التهيج والانزعاج المعدي المرافق لالتهاب المعدة، لذلك يعتبر التعرف إلى هذه الأطعمة وتجنبها ضرورياً وحجراً أساسياً في العلاج.

ينبغي تجنب الفاكهة والخضار الحمضية بشكلٍ أساسي كالطماطم والبرتقال والليمون، وبعض الخضروات مثل البصل، ويُفضّل تجنب الأطعمة المقلية المشبعّة بالدسم لأنها تؤدي إلى تحفيز العملية الالتهابية في المعدة وتفاقم التهاب البطانة المعدية، وكذلك الأمر بالنسبة للأطعمة الحارة الغنية بالكابسيسين، فهي تُحرّض إفراز الحمض المعدي وتُهيج البطانة وتزيد الانتفاخ.

اقرأ أيضاً: ما هو النظام الغذائي المناسب لمرضى القصور الكلوي؟

مع ذلك، تبقى الأبحاث التي تدعم التوصيات الغذائية لمرضى التهاب المعدة قليلة، ويُفضّل دائماً استشارة مقدم الرعاية الصحية أو أخصائي التغذية بشأن نظام غذائي فردي خاص بكل مريض يُناسب أعراضه وردود فعل جسمه تجاه الأطعمة.

المحتوى محمي