هل يسبب تناول المثلجات في الشتاء المرض؟ دراسة حديثة تجيب

3 دقيقة
هل يسبب تناول المثلجات في الشتاء المرض؟ دراسة حديثة تجيب
حقوق الصورة: بوبيولار ساينس العربية. تصميم: مهدي أفشكو.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

عندما يحل فصل الشتاء، نتوقف عن رؤية المثلجات في المحلات، وتمنع الأمهات أطفالهن من تناولها لأنها تسبب المرض، وتزيد أعراض الإنفلونزا! لكن هل هذه المقولة صحيحة؟ يبدو أن للعلم رأياً آخرَ. 

هل يسبب تناول المثلجات في الشتاء المرض حقاً؟

تُصيب الإنفلونزا والزكام الجميع في الشتاء دون استثناء، ويعتقد الكثيرون أن تناول المثلجات يزيد من حدة الأعراض. لكن، وعلى عكس الشائع، يقول العلم إنه قد يكون للمثلجات تأثير معاكس عندما يتعلق الأمر بالأمراض التي تُصيب أيَّ شخصٍ في البرد، إذ تمتلك تأثيراً مهدئاً لالتهاب الحلق الناتج عن الإصابة بالسعال أو البرد، كما أن المثلجات غنية بفيتامين ب والبروتينات الضرورية لإصلاح الأنسجة ونمو الخلايا وتعزيز المناعة.

في الحقيقة، تساعد مكونات المثلجات على تدفئة الجسم أيضاً لأنها تحتوي على 10% على الأقل من دهون الحليب التي تُطلق كمية كبيرة من الطاقة عندما تتفكك، ويقتصر شعور البرودة على اللحظات الأولى من تناولها بسبب المستقبلات الموجودة في فمنا والجهاز الهضمي الذي يتعرف على درجة الحرارة المنخفضة.

تساعد المثلجات أيضاً على تهدئة المصابين بالتهاب اللوزتين بسبب قوامها البارد والقشدي، وتخدر التهاب الحلق مؤقتاً، بينما تُعد الكريمة مصدراً مريحاً للتغذية ويمكن ابتلاعه بسهولة، لذلك فإن المثلجات تشكّل مصدراً غذائياً جيداً بعد عملية استئصال اللوزتين وفي الفصول جميعها.

من جهة أخرى، وعلى الرغم من أن المثلجات توفّر راحة مهدئة لالتهاب الحلق، لكن تناول الكثير من السكر قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض، لأن وجود نسبة عالية من السكريات في معظم المثلجات يؤدي إلى زيادة الالتهاب وتقليل المناعة، ما قد يؤدي إلى تفاقم الحالة، وإضعاف قدرة الجسم على مكافحة العدوى بسبب تقليل فاعلية خلايا الدم البيضاء.

اقرأ أيضاً: كيف تصنع الآيس كريم في المنزل؟

يعاني البعض أيضاً “صداع المثلجات”، وهو صداع مفاجئ ومؤلم وقصير المدة، يحدث بعد تناول شيء بارد، ويشعر الأشخاص الذين يعانون منه بتجمّد الدماغ المزعج، على الرغم من أن هذه الحالة ليست مرضاً خطيراً.

يحدث هذا الصداع عندما تمر مادة باردة بشكلٍ غير عادي فوق الحنك والجزء الخلفي من الحلق، قد تكون هذه المادة المشروبات المثلجة والماء المثلج والحلويات المجمدة مثل المثلجات، خاصة عند تناولها بسرعة. ويتشكل الألم نتيجةً للتحفيز المباشر للأعصاب الحساسة لدرجة الحرارة بالإضافة إلى تأثيرات البرد على الأوعية الدموية التي تعمل على طول سقف الفم. ويتشكل صداع المثلجات في الجو البارد أو الحار، ولا يقتصر على الشتاء فقط، ولا يُعدُّ هذا سبباً لعدم تناول المثلجات في الشتاء.

عموماً، عند التهاب الحلق يجد البعض الراحة في الأطعمة الباردة مثل المثلجات لأن درجة الحرارة المنخفضة يمكن أن تخدر الألم مؤقتاً وتوفّر الراحة. ويفضّل البعض الآخر الأطعمة والمشروبات الدافئة، مثل الحساء أو الشاي الدافئ مع العسل، والتي يمكن أن تساعد أيضاً على تخفيف آلام الحلق.

فوائد تناول المثلجات وأضرارها

عموماً، توجد للمثلجات فوائد وأضرار، ولا تقتصر على تناولها في الشتاء أو الصيف: 

فوائد تناول المثلجات

  • تزيد من شعور السعادة لأن تناولها يرفع مستوى هرمون السعادة المُسمّى السيروتونين، ويعتقد أن الكربوهيدرات لها علاقة بهذه العملية.
  • تحتوي على الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم، والتي تساعد في الحفاظ على مستويات ضغط الدم الصحية، وعلى صحة العظام والأسنان.
  • تحتوي على البروتين الذي يزيد الشعور بالشبع فترة أطول مع تعزيز مستويات الطاقة.
  • تحتوي على فيتامينات مثل فيتامين أ وب والفوسفور.

مساوئ تناول المثلجات

  • غناها بالسعرات الحرارية.
  • احتواؤها على نسبة عالية من الدهون.
  • احتواؤها على السكر المضاف.
  • وجود بعض أنواع البكتيريا مثل الليستيريا.
  • رفع مستويات الغلوكوز بسرعة، ما يُضعف امتصاص الفيتامينات والمعادن، ويمكن أن يتسرب الكالسيوم من عظامنا، ويتسبب في تفاقم مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام.

اقرأ أيضاً: نصائح الخبراء لاختيار النوع الصحي من الآيس كريم

الحل في اختيار النوع الأفضل من المثلجات

لتعزيز الفوائد وتقليص الأضرار، يتعلق الأمر بنوع المثلجات التي نتناولها، ويفضل تناول المثلجات التي تحتوي على أقل عدد من المكونات، والمصنوعة في المنزل، والابتعاد عن المثلجات التي تحتوي على المكونات غير الصحية، بما في ذلك الدهون المتحولة والغليسرين والألوان الاصطناعية والسليلوز.

يُعد الحل الأفضل لهذه الحالة اختيار أنواع محددة من المثلجات مثل الأصناف منخفضة السكر أو الخالية منه، أو المثلجات المصنوعة من حليب جوز الهند أو حليب اللوز، أو من عصائر الفاكهة فهي تحتوي على نسبة أقل من الدهون وخالية من منتجات الألبان، كما أن المثلجات المصنوعة من الفاكهة يمكن أن توفر بعض الفيتامينات ومضادات الأكسدة الأساسية التي قد تساعد في تهدئة الحلق.

إذا اخترت تناول المثلجات في الشتاء أو في الصيف، يُفضل أن يكون تناولها مترافقاً مع نظام غذائي صحي، واختيار النكهات اللذيذة والطبيعية، مع الاعتدال في الكمية التي تتناولها، وقصر تناولها على يوم أو يومين في الأسبوع فقط.