اكتشف فوائد شاي البقدونس التي تعزز صحة الكلى والمسالك البولية

يتمتّع ماء البقدونس المغلي بتاريخ طويل من الاستخدام الشعبي في علاج التهابات المسالك البولية، باعتباره مادة عشبية غذائية وطبية. فإلى أي مدى يمكن الاعتماد على هذه العشبة فيما يخصُّ أمراض الكلى والمسالك البولية؟

إليك أهم فوائد ماء البقدونس المغلي للكلى والمسالك البولية وما ينبغي الحذر منه.

ماء البقدونس المغلي

البقدونس هو الاسم الشائع لنبات بيتروسيلينوم كريسبوم (Petroselinum crispum)، وهو عشب ثنائي الحول من عائلة الجزر (Apiaceae)، موطنه الأصلي منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط.

وفقاً لقاعدة بيانات المغذيات الوطنية التابعة لوزارة الزراعة الأميركية (USDA)، يحتوي كوب واحد من البقدونس المفروم على:

22 سعرة حرارية.
1.78 غرام بروتين.
0.47 غرام دهون.
3.8 غرامات كربوهيدرات.
984 ميكروغراماً من فيتامين ك (نحو 1230% من الكمية المُوصى بها من فيتامين ك).
79.8 ميكروغراماً من فيتامين سي.

تُستخدم أوراقه طازجة أو مجففة في تزيين الأطباق، كما يمكن تناوله في مشروب ماء البقدونس المغلي، والذي يُحضر بنقع البقدونس الطازج أو المجفف في الماء الساخن نحو 5-10 دقائق.

بالإضافة إلى استخدامه في الطهي، يتمتّع البقدونس بتاريخ طويل من الاستخدام في الطب التقليدي والشعبي، نظراً لما يتمتّع به من فوائد عديدة للجسم، بما في الكلى والمسالك البولية.

فوائد ماء البقدونس المغلي للكلى والمسالك البولية

قد يكون لماء البقدونس المغلي بعض الفوائد للكلى والمسالك البولية، مثل:

منع حصوات الكلى من التشكُّل

حصوات الكلى هي رواسب أملاح المعادن التي تتشكل في أي جزء من المسالك البولية، من الكليتين إلى المثانة، وتترسب داخل الكليتين. غالباً ما تتشكل الحصوات عندما يكون تركيز البول مرتفعاً، ما يسمح للمعادن بالتبلور والالتصاق ببعضها، ثم الترسب. تسبب الحصى ألماً شديداً في الظهر والجانب والمعدة.

ووفقاً لدراسة أجراها باحثون من جامعة دمياط المصرية، ونُشِرت في مجلة الاقتصاد المنزلي، يمكن للمستخلص المائي لأوراق البقدونس أن يمنع تكوّن حصى الكلى بعدة طرق:

التأثير المدر للبول: حيث إن زيادة إنتاج البول قد تساعد على طرد السوائل الزائدة والفضلات، ما يقلل من تركيز المعادن وفرص ترسّبها.
تقليل مستويات الكالسيوم في البول: يمكن أن يؤدي انخفاض إفراز الكالسيوم في البول إلى خفض تشكل الحصوات باعتباره المعدن الأساسي المكوّن لها.
زيادة حموضة البول: يمكن أن يساعد البول الحمضي في إذابة أنواع معينة من حصوات الكلى ومنع تكونها.

خفض ضغط الدم والوقاية من الفشل الكلوي

يرتبط ضغط الدم المرتفع بصحة الكلى؛ إذ نظراً لأن ارتفاع ضغط الدم يؤدي إلى تضيق الأوعية الدموية ونقص التروية الدموية، فإنه من الممكن أن يسبب إضعاف الأوعية الدموية وتلفها في أنحاء الجسم جميعها، بما في ذلك الكلى.

عندما تتعرض الأوعية الدموية في الكليتين للتلف فإنها قد لا تتمكن من إزالة السوائل الزائدة والنفايات من الجسم، ما ينتج عنه المزيد من ارتفاع ضغط الدم، ويزيد خطر الإصابة بالفشل الكلوي.

وفقاً لمراجعة نشرتها دورية أرشيف الصيدلة (Archives of Pharmacy)، يمكن لماء البقدونس المغلي خفض ضغط الدم وتنظيمه، كما وضّحت خبيرة التغذية الأميركية، سامانثا كاسيتي (Samantha Cassetty)، أن محتوى البقدونس من النترات يساعد على استرخاء الأوعية الدموية، ويحسّن تدفق الدم، ما يخفّف أعراض ارتفاع ضغط الدم.

الوقاية من التهاب المسالك البولية

نظراً للتأثير المدر للبول للبقدونس، فإنه من الممكن أن يساعد على طرد البكتيريا المسببة لالتهاب المسالك البولية، ما يقلل من فرص الإصابة بالعدوى ويساعد على تسريع الشفاء.

علاوة على ذلك، يحتوي البقدونس على العديد من المكونات النشطة حيوياً؛ مثل مُركّبات البوليفينول والفلافونويد والزيوت الطيارة مثل الميريستيسين والأبيول، والتي لها خصائص مضادة للأكسدة والالتهابات ومدرة للبول ومليّنة.

الآثار الجانبية لماء البقدونس المغلي

إذا استُهلِك ماء البقدونس المغلي بكميات كبيرة أكثر مما نتناوله عادةً في الطعام، فإنه قد يؤدي إلى آثار جانبية، مثل:

تقلصات الرحم، ما قد يكون خطيراً بالنسبة للنساء الحوامل.
التداخل الدوائي مع الأدوية المضادة للتخثر، مثل الوارفارين الذي يُستخدم لمنع تكوّن الجلطات، لأنه يحتوي على نسبة عالية من فيتامين ك، ويسهم في عملية التخثر.
التعارض مع إنتاج الحليب بالنسبة إلى المرضع.
خسارة المعادن بالنسبة إلى الأفراد الذين يتناولون مدرّات البول، حيث قد يؤدي إلى إفراز كميات أكبر من المعادن أكثر من المطلوب.

من المهم ملاحظة أنه على الرغم من أن البقدونس يمكن أن يكون إضافة مفيدة للنظام الغذائي، ويوفّر وسيلة وقائية محتملة من عدوى المسالك البولية، فإنه ينبغي ألّا يحل محل العلاج الطبي.