صحية ولذيذة: حلويات صديقة لمرضى السكري

بعد صيام شهر رمضان الكريم، قد يكون عيد الفطر بحلوياته وأطعمته اللذيذة مكافأة لصبرك وتحديك لنفسك، ولكن ماذا عن مرضى السكري؟ هل تشخيصك بمرض السكري يعني التخلي عن الحلويات اللذيذة تماماً؟

إليك خبراً ساراً، لا يزال بإمكان المصاب بداء السكري الاستمتاع بالحلويات، دون الحاجة لمراقبة مستويات الكربوهيدرات أو القلق من أي مضاعفات قد تطرأ عليهم، وذلك من خلال إجراء بعض التغييرات الغذائية البسيطة.

تحديد نسبة السكر في الأطعمة: أنواع السكريات

يعاني المصابون بداء السكري من عدم قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي من هرمون الإنسولين المنظم لنسبة السكر في الدم، أو عدم قدرته على استخدام الإنسولين بالشكل الصحيح. بالنتيجة ترتفع مستويات السكر في الدم بعد تناول الوجبات التي تحتوي على الكربوهيدرات.

قد تكون الكربوهيدرات، إما بسيطة طبيعية كما في الفواكه أو مضافة إلى الحلويات، وهي التي ترفع نسبة السكر في الدم بشكل فوري بعد تناولها، لأنها سهلة الهضم، أو كربوهيدرات معقدة كالنشاء والألياف، والتي تحرر السكريات ببطء أكثر.

تحتوي الأغذية المصنّعة على نسبة عالية من السكر المكرر في حصة صغيرة، ما قد يؤثّر في القدرة على إدارة مستويات السكر في الدم. ولكن لا يتم إدراج هذه السكريات ضمن الملصقات تحت مسمى "سكر" وإنما كواحد مما يلي:

سكر العنب.
الفركتوز.
شراب الذرة عالي الفركتوز.
اللاكتوز.
شراب الشعير.
السكروز.
سكر أبيض حبيبات.
عسل.
رحيق الصبار.
الغلوكوز.
مالتوديكسترين.

قد تساعد معرفة نسبة السكر في الأطعمة على إدارة مرض السكري.

بدائل السكريات لمرضى السكري

تتوفر مواد بديلة للسكريات، تُستخدم كمواد مضافة في الحلويات والأغذية، حيث تماثل بحلاوتها سكر المائدة أو تزيد، مع انخفاض نسبة السعرات الحرارية التي تقدّمها مقارنة بالسكريات في الوقت ذاته. بشكل عام، يختلف تأثير بدائل السكر على نسبة السكر في الدم وفقاً لنوعها، وهي:

المحليات الصناعية

المحليات الصناعية، هي بدائل اصطناعية للسكر، تمتاز بطعم حلو بالإضافة إلى أن بعضها قد يحمل مذاقاً ملحقاً، وتضم:

أسيسلفام البوتاسيوم: مُحلٍ خالٍ من السعرات الحرارية، أحلى من السكروز بنحو 200 ضعف، وله طعم خلفي حامض.
الأسبارتام: أكثر المحليات الصناعية استخداماً، وهو محلٍ منخفض السعرات الحرارية، وأحلى بنحو 200 ضعف من السكروز.
نيوتيم: هو مزيج من الأحماض الأمينية وحمض الأسبارتيك والفينيل ألانين، ويتفوق على السكروز بحلاوته من 7000 إلى 13000 ضعف.
السكرين: محلٍ صناعي خالٍ من السعرات الحرارية، وأحلى من السكروز بنحو 300 ضعف.
السكرالوز: هو محلٍ صناعي لا يمكن تحطيمه لذا فهو خالٍ من السعرات الحرارية، ويتفوق على السكروز بحلاوته بنحو 600 ضعف.

ومع ذلك، حاول تجنب المحليات الصناعية إن أمكن، لأنه قد يكون لها بعض الآثار الجانبية، حيث أشارت الدراسة المنشورة في المجلة الدولية للبحوث البيئية والصحة العامة (International Journal of Environmental Research and Public Health)، إلى أن بعض المحليات الصناعية قد يعطل توازن الأكسدة / مضادات الأكسدة في الجسم، وقد يسبب خللاً في معدل السكر في الدم، ويؤدي إلى تعطل ميكروبيوم الأمعاء.

الكحولات السكرية

هي مواد محلية توجد بشكل طبيعي، أو يمكن تصنيعها مخبرياً. وعلى عكس المحليات الصناعية، فهي أقل حلاوة من السكروز، إلا أنها تحتوي على محتوى منخفض من السعرات الحرارية.

ينتج عن حرق غرام واحد من الكحولات السكرية سعرتين حراريتين، بينما ينتج عن حرق غرام واحد من الكربوهيدرات العادية 4 سعرات حرارية، بعبارة أخرى لا ترفع السكريات الكحولية نسبة السكر في الدم بقدر ما تفعل الكربوهيدرات العادية. ومن الأمثلة عنها:

الغليسرين (طبيعي).
اللاكتيتول (صناعي).
المالتيتول (طبيعي).
المانيتول (طبيعي).
السوربيتول (طبيعي).

يمكن أن تضاف ضمن الملصقات على الأطعمة الغذائية تحت مسمى "خالية من السكر" أو "لا تحتوي على سكر مضاف"، وقد يُستخدم بعضها في علاج الإمساك.

المحليات الطبيعية

تستخدم المحليات الطبيعية كبديل للسكر في الأطعمة الغذائية، على الرغم من أنها تؤثر في نسبة السكر في الدم مثل السكريات الأخرى، وتضم:

الرحيق.
عصائر الفاكهة.
العسل.
دبس السكر.
شراب الصبار.
شراب القيقب.

يُستثنى من هذه المحليات مستخلص نبات الستيفيا، وهو محلٍ طبيعي معترف به من قِبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) كمادة مضافة آمنة للاستهلاك البشري، وخالية من السعرات الحرارية.

تناول الطعام المخطط والمنظم

يمكن للأفراد المصابين بداء السكري أن يتناولوا الحلويات والأغذية المحتوية على الكربوهيدرات بشكل طبيعي، باتباع بعض النصائح لتنظيم وتخيط النظام الغذائي، ومنها:

الوجبات الصغيرة: يمكن تناول الحلويات بكميات صغيرة بالنسبة لمرضى داء السكري، دون القلق من ارتفاع كبير في مستويات السكر في الدم. وقد يساعد تقطيع الوجبة إلى قطع صغيرة على تناول كميات أقل، وتجنب الإفراط في تناول الطعام.
استبدال الكربوهيدرات: لدى رغبة مريض السكري في تناول الحلويات، قد يساعده استبدال الكربوهيدرات في الوجبة الرئيسية، كما في البطاطا والأرز، على تقليل كمية الكربوهيدرات المتناولة.
تناول حلوى محلية الصنع: من خلال تصنيع الحلويات في المنزل، يمكن التحكم في كمية السكريات المضافة أو استبدالها بالمحليات البديلة، كما قد يساعد استبدال بعض المكونات الغنية بالكربوهيدرات في تقليل كميتها، مثل استخدام دقيق القمح الكامل أو عصير التفاح كبديل للزبدة.
تناول الشوكولاتة الداكنة: تعد الشوكولاتة الداكنة، التي تخلو من السكريات المضافة، خياراً صحياً لمرضى السكري، بالإضافة إلى كونها مفيدة في التحكم بنسبة السكر في الدم، كما أفادت الدراسة المنشورة في دورية مضادات الأكسدة (Antioxidants).
تناول سلطات الفواكه: على الرغم من أن الفواكه غنية بالسكريات البسيطة، فإنها تقدّم أيضاً عناصر غذائية أخرى، كالفيتامينات والألياف ومضادات الأكسدة. يمكن تناولها طازجة أو مجففة أو مجمدة، وبشكل عام يجب تجنب تناول السلطات المعلبة في العصائر السكرية.
الجيلاتين والحلويات الخالية من السكر: قد لا يحتوي الجيلاتين أو البودينغ الخالي من السكر على أي قيمة غذائية، إلا أنه لا يتدخل في مستويات السكر في الدم.

وصفات حلويات لمرضى السكري

إليك بعض المقترحات لوصفات حلويات صديقة لمرضى السكري:

موس الشوكولاتة بالأفوكادو: يصنع بمزج قطع الأفوكادو مع مسحوق الكاكاو وحليب اللوز، ومُحلٍ طبيعي مثل الستيفيا.
بيري كرامبل: يحضر بإضافة حبات التوت الطازج إلى خليط من دقيق اللوز والشوفان والقرفة، ومحلٍّ طبيعي مثل العسل أو شراب القيقب. تُخبز في الفرن حتى تصبح الطبقة العلوية ذهبية اللون ومقرمشة.
بودنغ بذور الشيا: من الحلويات الباردة التي يمكن تحضيرها بخلط بذور الشيا وحليب اللوز ومحلٍّ طبيعي مثل الرحيق أو الستيفيا، ثم التبريد في الثلاجة لبضع ساعات.

إذاً، لمجرد تشخيصك بمرض السكري، فإن هذا لا يعني التخلي عن الحلويات تماماً، فمع الاعتدال وخيارات الحلوى الصحية، يمكنك الاستمتاع بوجبة صحية ولذيذة. ولكن تذكر دائماً مراقبة مستويات السكر في الدم، لتجنب أي مضاعفات سلبية.