أفادت دراسة حديثة من جامعة هلسنكي في فنلندا بأن تناول الفاصولياء والبقوليات عوضاً عن اللحوم الحمراء يساعد على فقدان المزيد من الوزن وتحسين مستويات الكوليسترول، حتى مع تناول المزيد من السعرات الحرارية. وهذا ما يؤكد أن نوعية الطعام على قدر أهمية السعرات الحرارية عند محاولة فقدان الوزن.
اللحوم أم البقوليات؟ أيهما مصدر البروتين الأفضل للصحة؟
نشرت الدراسة في الدورية الأوروبية لعلوم التغذية في 19 أغسطس/آب، وأطلق عليها الباحثون اسم دراسة "BeanMan"، وشملت 102 رجل سليم تتراوح أعمارهم بين 21 و61 عاماً على مدار ستة أسابيع. قُسم المشاركون إلى مجموعتين متساويتين، تتناول كل منهما كمية البروتين ذاتها، ولكن تختلف مصادر الحصول عليه.
اقتصر مصدر البروتين في المجموعة الأولى على اللحوم، إذ تناول كل مشارك نحو 760 غراماً من اللحوم الحمراء والمصنعة أسبوعياً، وهو متوسط الكمية التي يستهلكها الرجال الفنلنديون، بينما تناولت المجموعة الثانية 200 غرام من اللحوم أسبوعياً، وأتمت الكمية من تناول أطعمة تعتمد على البقوليات مثل حساء البازلاء وفطائر الفاصولياء وشرائح اللحم النباتية.
اقرأ أيضاً: لماذا تعد البروتينات النباتية أفضل من البروتينات الحيوانية؟
التأثير في الوزن
على الرغم من تناول المشاركين في المجموعتين الكمية ذاتها من البروتينات، فقد اختلف محتواها من السعرات الحرارية، إذ تناولت مجموعة البقوليات سعرات حرارية أكثر من مجموعة اللحوم بنحو 240 سعرة حرارية. ومع ذلك، فقدوا في المتوسط كيلوغراماً واحداً، بينما فقد الرجال في مجموعة اللحوم 300 غرام فقط. وهنا تجدر الإشارة إلى أن مجموعة البقوليات مارسوا المزيد من التمارين الرياضية. لذا، فإن اختلافات الوزن قد لا تفسر باختيار الطعام وحده.
علاوة على ذلك، فقد الرجال في المجموعتين بعض الكتلة العضلية والدهون. لكن قياس محيط الخصر صغر بشكل ملحوظ فقط في مجموعة تناول البقوليات، بينما زادت نسبة الخصر إلى الورك في مجموعة تناول اللحوم.
التأثير في الكوليسترول
من النتائج أيضاً انخفاض مستوى الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار (LDL) بين المشاركين في المجموعة التي اعتمدت تناول البقوليات بعد مضي ستة أسابيع، وارتفع مستواه بين المشاركين الذين تناولوا اللحوم. في المقابل انخفض مستوى الكوليسترول الحميد (HDL) بشكل طفيف في مجموعة البقوليات، ولم يتأثر في مجموعة تناول اللحوم.
التأثير في الفيتامينات والمعادن
وجد الباحثون أن النظام الغذائي المعتمد على البقوليات لم يحسن نسبة فيتامين ب12 أو اليود، بل انخفضت قليلاً، لذا ينصح بتناول المكملات الغذائية عند اتباع هذا النوع من الأنظمة الغذائية. من ناحية أخرى، ارتفع استهلاك الحديد لدى مجموعة البقوليات بسبب غنى الفاصولياء والبازلاء بنوع من الحديد يصعب امتصاصه مقارنة بالحديد المتوفر باللحوم، لكن زيادة استهلاك البقوليات عوضت عن صعوبة الامتصاص.
على المدى القصير، لم يتأثر مدخول العناصر الغذائية الأساسية لدى مجموعة البقوليات، ويعود ذلك على الأرجح إلى استمرار المشاركين في اتباع أنظمة غذائية مختلطة بدلاً من الامتناع عن أي أطعمة تماماً.
اقرأ أيضاً: بروتين نباتي أم حيواني؟ وما هو الفرق بينهما؟
التفسير
فسر الباحثون اختلاف النتائج، على الرغم من تناول المجموعتين الكمية ذاتها من البروتينات، بسبب احتواء البقوليات على نسبة أكبر من الألياف مقارنة باللحوم الحمراء. تبطئ الألياف عملية الهضم، وتساعد على تنظيم الشهية، وقد تزيد حرق السعرات الحرارية، بالإضافة إلى احتواء البقوليات على الدهون غير المشبعة المرتبطة بصحة أفضل للقلب.
يحتمل أن هذه التغييرات أثرت في آلية تخزين الجسم للطاقة ومعالجتها خلال التجربة.
في الواقع، كان الرجال المشاركون في الدراسة من الأشخاص الذين يهتمون بصحتهم بالفعل، لذا يجب تطبيق الدراسة على فئات سكانية أخرى. وبسبب مدة الدراسة القصيرة لا يمكن تحديد ما إذا كانت الفوائد ستستمر على المدى الطويل.
مع ذلك، تشير سرعة التغييرات، وخاصة في مستوى الكوليسترول، إلى أن حتى التعديلات قصيرة المدى يمكن أن تؤدي إلى تحسينات صحية ملموسة. لكن ذلك لا يمنع من تناول القليل من البقوليات عوضاً عن اللحوم الحمراء والمصنعة.
اقرأ أيضاً: بروتين نباتي أم حيواني: أيهما أفضل لبناء العضلات؟
إن تبديل مصادر البروتين قد يكون أسهل من حساب السعرات الحرارية أو التخلي عن الأطعمة المفضلة تماماً بهدف خسارة الوزن، كما أن تناول المزيد من البقوليات وتقليل تناول اللحوم الحمراء والمصنعة يقلل مستويات الكوليسترول الكلي ومستويات الكوليسترول الضار، وبذلك يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وداء السكري من النمط الثاني.